ارتفعت محصلة عدد ضحايا فيروس أنفلونزا الخنازير فى المكسيك الذى تفشى فى البلاد إلى 159 قتيلا، ومئات المصابين، بينما سجلت الولاياتالمتحدة أول حالة وفاة بالفيروس بعد أن اتخذت السلطات المكسيكية المزيد من الإجراءات الصارمة التى ترمى إلى تصعيد حملتها لمواجهة فيروس أنفلونزا الخنازير، بإغلاق جميع المدارس والحد من التجمعات العامة والدخول إلى المواقع الأثرية وإغلاق مطاعم العاصمة ومنعها من تقديم المأكولات سوى خدمة التوصيل إلى المنازل، وإغلاق جميع الحانات والمقاهى مما يكبد مطاعم البلاد خسائر تقدر ب75 مليون دولار يوميا، وفى الوقت نفسه، واصل فيروس «H1.N1» المسبب للمرض انتشاره السريع فى العديد من دول العالم، حيث أعلنت 7 دول وجود حالات مؤكدة للإصابة بالفيروس، كما أعلنت 12 دولة أخرى عن حالات للاشتباه.وفى الوقت نفسه، أعلن مسؤولون حكوميون أن الإجراءات الأخيرة فى العاصمة مكسيكو سيتى ترمى إلى الحد من انتشار الفيروس القاتل. وبينما عقد النواب المكسيكيون جلسة طارئة لبحث مكافحة الفيروس الفتاك ووضع معظمهم أقنعة واقية، تعرضت الحكومة المكسيكية لحملة انتقادات عنيفة حول أدائها لمواجهة الفيروس وعدم إبلاغها المواطنين عنه سوى فى وقت متأخر وهو ما تنفيه الحكومة. وبينما أعلنت منظمة الأغذية والزراعة «فاو» أنها سترسل لاحقا فريق خبراء للمكسيك للمساعدة فى احتواء الفيروس، بلغ عدد الاستشارات التى قدمها المكسيكيون الذين أصيبوا بأعراض مرضية للأطباء نحو 12ألفا. وواصل الفيروس الفتاك انتشاره فى أنحاء العالم كالنار فى الهشيم، حيث تأكد وجود حالات من الإصابة بالمرض فى كل من بريطانيا وإسبانيا وكندا بالإضافة إلى الولاياتالمتحدة، وارتفع عدد الحالات المشتبه بإصابتها فى الكثير من الدول، ومنها إسرائيل التى ارتفع عدد الحالات المشتبه بها إلى 3 حالات بعد قدوم فتى من نيويورك مصاب بأعراض المرض.وأعلنت منظمة الصحة العالمية تسجيل 64 إصابة بمرض انفلونزا الخنازير فى الولاياتالمتحدة ، مما يرفع من عدد الحالات فى العالم إلى 105 ، منها 26حالة بينها 7 إصابات قاتلة فى المكسيك. وفى الولاياتالمتحدة، أكد مسؤولون حكوميون تسجيل أول حالة وفاة بأنفلونزا الخنازير فى البلاد خارج المكسيك لطفل يبلغ من العمر 23 شهرا بولاية تكساس، بينما طلب الرئيس الأمريكى باراك أوباما من الكونجرس تخصيص 1,5مليار دولار إضافية لتعزيز جهود البلاد لمواجهة فيروس أنفلونزا الخنازير بعد إصابة 64 شخصا بها على الأقل،وأكد روبرت جيبس المتحدث باسم البيت الأبيض، أن الأموال ستستخدم لإنشاء مخزون من مضادات الفيروس وابتكار مصل جديد، ودعم الجهود الصحية لتفادى انتشار الفيروس والمنظمات الدولية لوقف انتشاره. وأعلنت ولاية كاليفورنيا حالة الطوارئ للحد من انتشار انفلونزا الخنازير بعد أن رصدت 11 إصابة مؤكدة بالفيروس، بينما أكدت سلطات ولاية نيويورك أنها تأكدت من إصابة 44 شخصا بالفيروس لتصبح ثانى أكبر مكان فى العالم للإصابة بعد المكسيك رغم أن غالبية الحالات ليست خطيرة وبدأ المصابون فى التعافى، وأعلنت أنها تشتبه فى إصابة مئات الطلبة بعد ظهور أعراض مشابهة للفيروس عليهم. واتخذت العديد من دول العالم مزيدا من الإجراءات الوقائية المشددة لمحاولة احتواء الفيروس سريع الانتشار ، حيث أوقفت الأرجنتين الرحلات الجوية المباشرة مع المكسيك حتى الاثنين المقبل، وشددت الإجراءات الطبية ومتابعة المسافرين فى تعزيز القيود فى الموانئ وعلى الحدود وتشكيل لجنة لجمع المعلومات حول الفيروس، دون تسجيل أى إصابات مؤكدة رغم وجود حالات قيد الفحص، وجاء القرار الأرجنتينى بعد أن كانت كوبا أول دولة تعلن وقف الرحلات مع المكسيك لمدة 48 ساعة وتعزيز المراقبة فى المطارات والموانئ، بينما وضعت أجهزة الدفاع المدنى الكوبى فى حالة تأهب تحسبا لظهور الفيروس.من جانبها، فرضت السلطات الأسترالية إجراءات جديدة تقضى بإمكانية احتجاز أى شخص يشتبه فى إصابتهم بأنفلونزا الخنازير قسرا فى الحجر الصحى، ورغم عدم تسجيل أى حالات مؤكدة، يخضع 91شخصا لفحوصات طبية للاشتباه فى إصابتهم. فى غضون ذلك، شددت جميع الدول العربية إجراءاتها على مطاراتها ومرافئها لتفادى انتقال المرض إليها بعد ظهور 3 حالات مشتبه بها فى إسرائيل، وأوقفت السلطات الأردنية أصحاب 4 مزارع للخنازير فى مدينة الكرك وأمرتهم بالتخلص من خنازيرهم ودفنها فتم الإفراج عنهم بعد تعهدهم بإغلاق حظائرهم، كما اتخذت السلطات إجراءات وقائية لمواجهة الفيروس، وأصدرت أمرا باعتقال 4 آخرين من ملاك حظائر الخنازير حيث طالب المربون بتعويضات حكومية عن خسائرهم.
