فرض فيروس أنفلونزا الخنازير نفسه بقوة على الساحة العالمية، حيث واصل انتشاره فى دول جديدة فى آسيا وأووربا، وتوسع فى موطنه الأصلى، المكسيك، الذى بات يعانى أزمة اقتصادية كبيرة نتيجة إغلاق جزئى للأنشطة فيه، وسط تحذيرات منظمة صحية أوروبية من أن الفيروس قد يصيب نصف سكان العالم، مع آمال محدودة فى سرعة القضاء عليه نتيجة بطء التوصل إلى لقاح مضاد للفيروس، وذلك رغم ظهور مؤشرات تقول إن المرض بدأ فى التراجع نتيجة انخفاض عدد المشتبه فى إصابتهم الذين يترددون على المستشفيات المكسيكية. وقال أنجوس نيكول، رئيس جهاز برنامج الأنفلونزا فى المركز الأوروبى لمكافحة الأمراض، إن نسبة الإصابة بالفيروس قد تصل إلى 50% من سكان العالم فى حالة تحوله إلى وباء، وذلك قياسا على أوبئة الأنفلونزا الإسبانية فى عام 1918، والأنفلونزا الآسيوية فى 1957 وأنفلونزا هونج كونج فى 1968 التى أصيب بها ما بين 25% و30%، موضحا أن ثلث الناس يمكن إصابتهم بالمرض دون أن يمرضوا لأن أنفلونزا الخنازير جديدة ولا توجد مناعة ضدها وبخاصة الأطفال. وأعلنت منظمة الصحة العالمية تضاعف عدد الإصابات المؤكدة بالفيروس خلال ال 24ساعة الماضية ليبلغ 615 شخصًا، بالإضافة إلى 17 حالة وفاة، موضحة أن المكسيك بها 156 إصابة مؤكدة و141حالة فى الولاياتالمتحدة، بينما أعلن وزير الصحة المكسيكى، خوسيه كوردوفا أن حالات الوفيات المؤكدة بالفيروس بلغت 101حالة وليس 176كما أعلن أمس الأول، وأضاف أن هناك 381 إصابة مؤكدة، وأن الفيروس أقل فتكا من مرض «سارس» أو أنفلونزا الطيور، وأن المرضى الذين يعالجون فور ظهور المرض عليهم يتعافون خلال 3 أيام، وأن الحكومة ربما تكون بالغت فى تقدير خطورة المرض فى البداية كما تراجع عدد المكسيكيين الذين يجرون فحوصات طبية عما كان فى السابق. ونتيجة الإغلاق الجزئى للاقتصاد، تفاديا لتفشى المرض، أكد الخبراء أن اقتصاد المكسيك يمكن أن يتراجع 5.2% فى 2009 بسبب التأثير المزدوج للأزمة الاقتصادية والوباء، بينما نصبت السلطات عشرات الكاميرات الحرارية فى مطار العاصمة لكشف المسافرين الذين تظهر عليهم أعراض المرض، وأوضحت السلطات أن تلك الإجراءات بدأت تؤتى ثمارها، كما استقبلت المستشفيات قرابة نصف سكان البلاد لإجراء فحوصات طبية، فيما هددت السلطات بتغريم أو فرض إغلاق على الشركات التى ترفض الالتزام بأوامر الإغلاق حتى 5 مايو الجارى، وذلك بعد أن أعلن اتحاد المصانع أن العمال يعتزمون التوجه للعمل يومى الإثنين والثلاثاء المقبلين. ومن جانبها، أكدت المراكز الأمريكية لمكافحة الفيروس، أن وباء «إتش 1 إن 1» فى المكسيك ربما لا يكون خطيرًا كما ساد فى بداية الأمر. وبينما أكد الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، قدرة بلاده على مواجهة فيروس أنفلونزا الخنازير الذى انتشر فى 22 ولاية أمريكية على الأقل شملت 141 إصابة مؤكدة من بينها 50 فى نيويورك و28 فى تكساس، شدد على ضرورة تعاون كل السلطات لمنع تفشى الفيروس، فيما توقعت تقارير إخبارية استئناف الدراسة فى إحدى مدارس نيويورك الجمعة المقبل بعد إغلاقها لتفشى الفيروس بين طلابها. وأعلنت شركة كونتننتال الأمريكية، المتخصصة فى تنظيم الرحلات إلى المكسيك، تخفيض رحلاتها بمعدل النصف اعتبارا من غد الإثنين وذلك فيما هبطت طائرة ركاب أمريكية فى بوسطن كانت تقوم برحلة بين واشنطن وميونخ لإنزال سيدة ظهرت عليها أعراض الفيروس. وفى كندا، بلغ عدد المصابين 55 حالة بعد ظهور 21 إصابة جديدة وسط تحذيرات من وفاة بعض المصابين، كما تشتبه السلطات الكولومبية فى إصابة 29 شخصا آخرين بعد الاشتباه فى 59 حالة، واعتقلت بنما مواطنًا أمريكيًا يشتبه فى إصابته بالفيروس، وأعلنت تشيلى أن عدد الحالات المشتبه بها بلغ 4 فقط بعد أن جاءت نتائج تحاليل 12 شخصًا سلبية. وأوروبيًا، واصل الفيروس انتشاره وارتفع عدد الإصابات إلى 39 حالة فى 9 دول، وأكدت الدنمارك أول إصابة لرجل قدم من نيويورك بينما جاءت نتائج حالة اشتبه بإصابتها فى لتوانيا سلبية، كما ارتفع عدد الإصابات فى بريطانيا إلى 13، وأعلنت السلطات انتقال الفيروس من إنسان لإنسان بين إصابتين لشخصين لم يذهبا إلى المكسيك، وكانت ألمانياوكندا سجلتا أول إصابتين انتقل فيها الفيروس من شخص لآخر، وسجلت ألمانيا حالة اشتباه جديدة، وأعلنت فرنسا أول إصابتين مؤكدتين وثالثة مشتبهة بعد عودة 3 أشخاص من المكسيك، وارتفع عدد المصابين فى إسبانيا إلى 13، بينما تشتبه البرتغال بإصابة واحدة مقابل 3 حالات فى بولندا، كما أعلنت إيطاليا أول إصابة مؤكدة «الفيروس». وانتشر المرض رسميا فى آسيا، إذ أعلنت الصين أول إصابة مؤكدة بالفيروس المكسيكى من هونج كونج، وقررت تعليق كل رحلاتها بين المكسيك وشنغهاى لحين السيطرة على الوباء، ورفعت حالة الاستعداد للدرجة القصوى، كما أعلنت كوريا الجنوبية إصابة واحدة مؤكدة لراهبة عادت من المكسيك، واشتبهت نيوزلندا فى إصابة 12 شخصا بالمرض، بينما فرضت سنغافورة قيودًا على منح تأشيرات السفر للمكسيكيين الراغبين فى زيارتها، وأعلنت الهند أول إصابة مشتبهة لشخص بعد عودته من الخارج، وزودت الإمارات مطاراتها بأجهزة الكشف الحرارى لرصد المصابين القادمين من الخارج. وبينما بحث وزراء صحة دول جنوب شرق آسيا فى تايلاند سبل توفير المخزون الكافى من العقاقير المضادة، أكد بنك التنمية الآسيوى استعداده لمواجهة الانتشار المحتمل للفيروس. فى غضون ذلك، أعلن مختبر جلاسجو سميث كلاين، الذى ينتج اللقاح المضاد للأنفلونزا أنه رفع حجم إنتاجه ليبلغ 65مليون جرعة سنويا، بينما قالت منظمة الصحة العالمية إن إنتاج لقاح لفيروس «إتش 1 إن 1» سيتم خلال 4 -6 أشهر ، مؤكدة ان العالم بحاجة إلى مليارى جرعة سنويا من لقاح «تاميفلو» لمواجهة الفيروس فى حين أن المعدل الحالى لا يزيد على 700 مليون جرعة سنويا، بينما أكد معهد أبحاث الأنفلونزا بموسكو قدرة العلماء الروس على إنتاج لقاح مضاد لأنفلونزا الخنازير خلال 3 أشهر.
