رفعت منظمة الصحة العالمية مستوى الإنذار بشأن أنفلونزا الخنازير إلى الدرجة الخامسة الوبائية - أى قبل درجة واحدة من إعلان حالة الوباء العالمى - محذرة من أن الوباء بات «وشيكاً»، بعدما توفى طفل فى الولاياتالمتحدة وسجلت إصابات جديدة فى أوروبا. وبعدما أكدت المنظمة أن «الفيروس ينتشر دون أى مؤشر على تباطؤ»، قالت المديرة العامة للمنظمة مارجريت تشان «قررت رفع مستوى الإنذار إلى الدرجة الخامسة»، المرحلة قبل الأخيرة من إعلان وباء عالمى ترى أنه «وشيك»، وأضافت أن «كل الدول يجب أن تفعل فورا خططها للاستعداد لوباء». وقال كيجى فوكودا، نائب مديرة منظمة الصحة العالمية، التى أحصت 148 إصابة مؤكدة فى العالم - بينها 8 وفيات - إنه «تغيير كبير»، مؤكداً أنه «ليس هناك أى مؤشر على تباطؤ» بل بالعكس «المرض ينتشر». وبررت المنظمة القرار بوجود بؤر للمرض خارج الدوائر العائلية أو التعليمية، فى أكثر من بلدين فى منطقة واحدة. وأكدت تشان أن المنظمة «من واجبها تقديم المعلومات الكاملة» لكن «يجب عدم الاستسلام للذعر»، موضحة أنه يجب التعامل مع الأزمة «بشكل عقلانى». وأشادت تشان بأسلوب مواجهة المكسيك لتفشى الفيروس، معتبرة أن المكسيك أظهرت «التحلى بالصراحة والشفافية». ووضعت منظمة الصحة سلسلة من التوصيات للدول سواء كانت معنية أو غير معنية، ففى المناطق التى ينتشر فيها المرض، تنصح المنظمة المصابين بأمراض تنفسية خطيرة بالبقاء فى منازلهم، ويمكن ان يرافق هذا الإجراء إغلاق مدارس وتغيير مواعيد العمل بشكل يقلص الاتصال بين الناس. وتدعو المنظمة الدول أيضا إلى خفض السفريات إلا أنها لا توصى بفرض قيود رسمية على التوجه إلى الدول التى ينتشر فيها المرض. أما الدول التى لم تسجل فيها إصابات بعد، فعليها، حسب توصيات المنظمة، فرض مراقبة صحية على الحدود. وفى غضون ذلك، أعلن ماساتو تاشيرو رئيس مركز أبحاث فيروس الأنفلونزا فى المعهد الوطنى للأمراض المعدية فى اليابان وعضو لجنة الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية أن سلالة (إتش1 إن1) أقل خطورة بكثير من فيروس أنفلونزا الطيور فيما يبدو. وأضاف قائلاً: «الخطورة على الصحة هى أنفلونزا الطيور ومعدل الوفيات بسببها أكبر كثيرا من الأنفلونزا الجديدة». وفى المكسيك موطن المرض، أعلن وزير الصحة خوسيه أنجيل كوردوفا أن بلاده أحصت 17وفاة أخرى يشتبه أنها بسبب أنفلونزا الخنازير، وقال متحدث باسم وزارة الصحة إنه بذلك يصل إلى 176عدد الوفيات المشتبهة فى المكسيك. وكان كوردوفا أعلن فى وقت سابق، أن نتائج التحاليل أكدت أن عدد الإصابات بأنفلونزا الخنازير ارتفع من 49 حالة إلى 91، كما ارتفع عدد الوفيات المؤكدة إلى 8 حالات. ومن جهته، حث الرئيس المكسيكى فيليب كالديرون - فى أول كلمة تليفزيونية له منذ بدء الأزمة الأسبوع الماضى - المواطنين على البقاء فى منازلهم خلال تعليق جزئى للأنشطة الاقتصادية من 1 إلى 5 مايو، وذلك بهدف إبطاء انتشار أنفلونزا الخنازير القاتلة. وفى مكسيكو سيتى التى يسكنها 20 مليوناً، أغلقت كل المدارس والمطاعم والملاهى الليلية والأماكن العامة فى محاولة منع الفيروس من الانتشار، بينما أعلنت السلطات أنها ستعوض العمال المتضررين بالقيود المفروضة بهدف مكافحة انتشار المرض. وقدرت الحكومة المكسيكية كلفة انتشار المرض مساء الأربعاء بما بين 0.3% و0.5% من إجمالى الناتج الداخلى تبعا لأهمية وخطورة الوباء. وفى الولاياتالمتحدة، قال الرئيس الأمريكى باراك أوباما، أمس الأول، إنه ليس هناك داع للذعر، رافضاً احتمال إغلاق الحدود مع المكسيك، فيما أشاد أوباما بالرئيس السابق جورج بوش لتخزينه عقارات مضادة للفيروسات تحسبا لتفشى مرض مماثل، وأكد أوباما أن حكومته تبذل كل ما فى وسعها لاحتواء هذا التهديد. جاء ذلك فيما أكدت وزيرة الأمن الداخلى الأمريكية جانيت نابوليتانو أن الحكومة الأمريكية مستعدة لمواجهة «وباء مؤكد» من أنفلونزا الخنازير إذا دعت الحاجة، بينما أعلن حاكم ولاية تكساس حالة الطوارئ، لتصبح بذلك الولاية الثانية التى تتخذ هذا الإجراء بعد كاليفورنيا، فيما أعلنت وزارة التربية والتعليم الأمريكية أن حوالى 100 مدرسة أغلقت أمس الأول، خوفاً من انتشار المرض. وقال سلاح مشاة البحرية الأمريكية أمس الأول إن 30 من أفراده وضعوا فى الحجر الصحى بعدما تأكدت إصابة أحدهم بالمرض. جاء ذلك فيما استمر تفشى المرض فى دول العالم، فبعدما انضمت النمسا للدول التى أكدت وجود إصابة بالمرض على أراضيها، أضيفت إلى لائحة الدول التى انتقل اليها الفيروس والتى تطول كل يوم، سويسرا (حالة واحدة) وبيرو (حالة واحدة)، وهولندا (حالة واحدة). والمانيا (3حالات) واعلنت بريطانيا عن 3 مرضى جدد ليرتفع عددهم إلى 5، بينما سجل فى إسبانيا 10 إصابات إحداها لمريض لم يزر المكسيك. وإلى جانب المكسيك، الدول التى سجلت إصابات هى الولاياتالمتحدة التى أحصيت 91 حالة فيها حسب السلطات المحلية وكندا (19) ونيوزيلاندا (3 إصابات مؤكدة من أصل14 محتملة)، كما وصل المرض إلى إسرائيل (حالتان) وكوستاريكا (حالتان). وتدقق دول عدة فى عشرات من الإصابات المحتملة لمسافرين عائدين من المكسيك أو من الولاياتالمتحدة، وتحدثت فرنسا عن حالتين «محتملتين جدا». وفى أفريقيا التى لم يصلها المرض حتى الآن، سجلت إصابتان فى جنوب أفريقيا. وأعلنت البرازيل للمرة الأولى أمس الأول، عن وجود حالتين «محتملتين» بينما وضع 59 شخصا تحت إشراف طبى فى كولومبيا.