اندلعت أعمال عنف لليلة الثالثة على التوالى فى بورجنتى العاصمة النفطية للجابون أمس الأول، بعد دعوة إلى الهدوء وجهها على بونجو الذى أثار انتخابه رئيساً للبلاد استياء منافسيه، لكنه لقى ترحيب الزعيم الليبى معمر القذافى. ومباشرة قبل اندلاع الاضطرابات الجديدة، أعلن بونجو أنه يتمنى أن يعود الهدوء إلى البلاد. وقال فى مقابلة أمس الأول مع إذاعة فرنسا الدولية: «من الضرورى جدا عودة الهدوء إلى كامل أرجاء البلاد». وفى تلميح إلى وزير الداخلية السابق أندريه مبا أوبامى (الذى حل فى المرتبة الثانية فى نتائج الانتخابات) والمعارض التاريخى بيار مامبوندو (المرتبة الثالثة) اللذين يؤكد كل منهما الفوز فى الانتخابات، قال بونجو: «نحن بلد يسوده القانون لذلك ثمة مؤسسات قائمة لجميع الذين يريدون تقديم طعون». وقال هذا المصدر مساء أمس الأول: «نقوم بتفريق مشاغبين يقومون بعمليات نهب باستخدام الغاز المسيل للدموع فى ماتاندا الحى الشعبى الواقع جنوب بورجنتى». كما تم الإبلاغ أيضا بعيد ذلك عن آخرين يقومون بعمليات نهب فى حى سالسا شرق المدينة. وأقامت هذه المجموعات المتنقلة حواجز على الطرق الرئيسية فى بورجنتى لمنع آليات قوى الأمن من التنقل، فيما انتشر عدد كبير من العسكريين أيضا عند تقاطع شاتو حيث اندلعت أعمال العنف الخميس والجمعة بحسب المصدر. كانت المحكمة الدستورية فى الجابون صادقت الجمعة الماضى على نتائج الانتخابات الرئاسية، معلنة فوز على بن بونجو بمنصب رئيس الدولة بعد حصوله على 73ر41% من أصوات الناخبين، ليخلف بذلك والده الرئيس الراحل عمر بونجو الذى توفى فى شهر يونيو الماضى بعد أن قاد البلاد 41 عاما. وفى الوقت الذى تتصاعد فيه اتهامات المتظاهرين فى الجابون لفرنسا بالمساعدة فى تثبيت انتخاب على بونجو رئيساً للجابون، أعلن وزير الدولة الفرنسى للتعاون ألان جوانديه أمس الأول أن بلاده ستتعامل مع الرئيس الجابونى المنتخب. وأضاف جوانديه: «قالت فرنسا على الدوام إنها ستعمل مع الرئيس المنتخب، قالت ذلك قبل الانتخابات، وهو ما ستفعله بعد الانتخابات». ومع إقراره بأن الانتخابات الجابونية جرت فى «ظروف صعبة»، قال جوانديه إن «المراقبين الدوليين اعتبروا أنها جرت فى ظروف مقبولة تماماً، حتى وإن أشاروا إلى بعض الضعف أو التجاوزات التى لا تؤثر كثيراً على نتائج الاقتراع». كانت قد أضرمت النار فى القنصلية الفرنسية فى بورجنتى الخميس، وتعرض متظاهرون لمنشآت تابعة لمجموعتى توتال وشلومبرجر، وهو ما دفع شركة توتال الفرنسية النفطية لتنظيم «انسحاب مؤقت» لموظفيها الموجودين فى بورجنتى إلى غرب الجابون كما أعلنت متحدثة باسم المجموعة.