بين أسر بسيطة فقدت عائلها، أو عجزت عن توفير دخلها اليومى لظروف مرضية، أو وصل عدد أطفالها إلى أكثر مما يتحمل «أب» يعمل باليومية.. تقدم «المصرى اليوم» حلقات يومية تروى من خلالها بعض القصص الإنسانية لأسر لم تجد وسيلة تعينها على الحياة سوى مساعدات جمعية «دار الأورمان» الخيرية، التى قدمت لهم- من خلال 14 فرعًا لها فى المحافظات- مشروعى «البقرة العُشر» و«كشك الحلويات». التبرعات على حساب رقم 19455 فى بنك مصر وهو نفس رقم الاتصال بالخط الساخن. «بقرة سامية» تنفق على 7 أيتام و3 أحفاد توفى زوجها تاركاً فى رقبتها 7 أطفال أكبرهم 14 عاما وأصغرهم 6 أشهر.. أول ما تلحظه بمجرد الدخول إلى منزل سامية حسين عبدالعليم، بقرية «ميانة» ببنى سويف، هو تقارب السن بين أبنائها وأحفادها، فحينما توفى زوجها منذ 6 أعوام كان ابنها الأصغر «محمد» لم يكمل شهره السادس، بينما أتمت ابنتها الكبرى 14 عاما، الأمر الذى جعلها تقوم بدور زوجها فى العمل بالفلاحة لسد أفواه أبنائها السبعة وإطعامهم، فى الوقت الذى توقفت فيه عن تعليم البنات، لأنه على حد قولها «المهم يبقوا ستات بيوت يخدموا أزواجهم»، بينما أصرت على تعليم ابنيها، وبعد مرارة العمل «أجرية» بين الأراضى الزراعية، تم اختيارها من قبل جمعية دار الأورمان، لتحصل على بقرة «عُشر» بعد التأكد من أحقيتها بها لتربية أبنائها بعد وفاة عائلهم، ولتغنيها عن العمل فى الفلاحة وتساعدها على تزويج بناتها وتعليم أولادها. بمجرد أن فتحت سامية الباب الخشبى لمنزلها الذى تكسوه طبقة من المحارة الأسمنتية خالية من ألوان الزيت، تلمح تجمع عدد من الأطباق فى مكان خصصته للمطبخ بجوار الباب مباشرة، والذى امتلأ ب«حلل» تبدو فى حجمها وكأنها «تغرف» منها لإطعام «مائدة رحمن»، ولكن سرعان ما تبدل الاندهاش بمجرد أن التف حولها أبناؤها السبعة وأحفادها الثلاثة، وأسرعت لتغلق إحدى الغرف التى حولتها إلى حظيرة لتربى فيها البقرة «العُشر»، خوفاً من إيذاء أسرتها برائحتها النفاذة التى ملأت أركان المنزل. ما يقرب من 9 أشهر قضتها سامية تعمل فى الأراضى الزراعية، بعد وفاة زوجها وتضيف: «لم يترك لى زوجى أى مصدر لإطعام أبنائى، فنحن على باب الله لا نملك أرضاً أو حيواناً ننتفع به، فقد كان زوجى فلاحا بالأجرة يأتى باليومية التى تطعمنا، وبعد وفاته نتيجة تعرضه لمرض شديد، حملت فأسه وعملت ليس فقط على تربية الأبناء، بل فى مهنته أيضاً، وكعادتنا فى الصعيد لا نهتم بتعليم البنات لأن «سترتهن أهم»، أخرجت بناتى الخمس من المدرسة ليرعين بعضهن بعضا أثناء عدم وجودى، خاصة أن عمر أخيهن الصغير لم يتعد 6 أشهر، وليس لنا أقارب يتحملون مسؤوليتنا سوى عم أولادى ولكنه عاجز أيضاً ويحتاج من يعوله». أول ما قامت به سامية، بعد حصولها على البقرة «العُشر»، التى أغنتها عن العمل فى الفلاحة، أنها قامت بتجديد المنزل، فعلى حد قولها «البيت كان من الطين، خفت يقع على رأسى ورأس أولادى أثناء نومنا فقمت ببيع الولدة الأولى للبقرة لترميم المنزل، بينما بعت الثانية لزواج ابنتى الكبرى».