منذ تأسست جامعة الدول العربية فى 22 مارس 1945 تعاقب على أمانتها سبعة أمناء، كان أولهم عبد الرحمن عزام، ويبلغ عدد الدول الأعضاء فيها 22 دولة، وتحتضن القاهرة مقرها الدائم، أما الدعوة لتأسيسها فقد انطلقت من بريطانيا حينما ألقى أنتونى إيدن فى 24 فبراير 1943 خطابا فى مجلس العموم البريطانى بأن الحكومة البريطانية «تنظر بعين العطف إلى كل حركة بين العرب ترمى إلى تحقيق وحدتهم الاقتصادية والثقافية والسياسية». وبعد عام تقريبا من خطاب إيدن دعا رئيس الوزراء المصرى مصطفى النحاس كلا من رئيس الوزراء السورى جميل مردم، ورئيس الكتلة الوطنية اللبنانية بشارة الخورى للتباحث فى القاهرة حول فكرة إقامة جامعة عربية لتوثيق العلاقات بين البلدان العربية وصولا إلى بروتوكول الإسكندرية الذى صار أول وثيقة تخص الجامعة. وفى 22 مارس 1945 تم التوقيع على ميثاق جامعة الدول العربية من قبل مندوبى الدول العربية، ومن خلال مؤتمرات قمة الجامعة يمكن الوقوف على خريطة سياسية واضحة لأهم القضايا والمنعطفات التاريخية المهمة التى واجهت العالم العربى منذ قمة أنشاص فى 28 مايو عام 1946وحتى مؤتمر قمة الخرطوم المنعقد فى 28 مارس عام 2006 حيث بلغ عدد هذه المؤتمرات نحو 32 مؤتمرا ما بين طارئ وعادى، وكان من بين هذه المؤتمرات مؤتمر القمة العربى غير العادى الرابع الذى انعقد فى العاصمة الأردنية عمان، والذى بدأت فعالياته (فى مثل هذا اليوم) (8 نوفمبر عام 1987م) واستمر خمسة أيام، وكان هذا المؤتمر قد قرر- على نحو تضامنى مع العراق فى حربها ضد إيران- إدانة احتلال إيران لأراضى العراق والتضامن الكامل مع العراق للدفاع عن أرضه وسيادته، كما أدان المؤتمر الاعتداءات الإيرانية على دولة الكويت، ودعت القمة إلى ضمان حرية الملاحة الدولية فى الخليج العربى وفقا لقواعد القانون الدولى. وأكد المؤتمر تضامنه الكامل مع المملكة العربية السعودية وتأييده للإجراءات التى تتخذها لتوفير الأجواء المناسبة كى يؤدى حجاج بيت الله الحرام شعائر الحج فى أمن وخشوع، ومنع أى إساءة لحرمة بيت الله الحرام ومشاعر المسلمين. كما أكد المؤتمر رفضه لأى أعمال شغب فى الأماكن المقدسة تمس بأمن وسلامة الحجاج وسيادة المملكة العربية السعودية وحق المملكة فى اتخاذ ما تراه من إجراءات مناسبة للحيلولة دون تكرار مثل هذه الحوادث- كما قرر إدانة الإرهاب بجميع أشكاله وأساليبه ومصادره، ورفض محاولات المساواة بين الإرهاب وحركات التحرر الوطنية وحق الشعوب فى مقاومة الاحتلال. وأيدت القمة عقد المؤتمر الدولى للسلام فى الشرق الأوسط برعاية الأممالمتحدة.