إلى مستنقع.. هكذا تحولت الوحدة الصحية بقرية الروضة التابعة لمركز طامية بعد أن أحاطت مياه الصرف بها من كل جانب، وتجاهل المسؤولين الطلبات الرسمية بتوصيل الصرف الصحى لها منذ أكثر من 25 عاماً، بحيث أصبحت الوحدة ذاتها مصدر خطر وتلوث، يهدد الحوامل المترددات عليها والمنازل المجاورة - حسب تأكيد العاملين بها والأهالى. وقال أحمد جبالى، أحد العاملين فى الوحدة: «تم توصيل خدمة الصرف الصحى للقرية عام 1985، ومن وقتها ومئات المخاطبات الرسمية تم إرسالها للجهات المسؤولة بالحكم المحلى ومرفق مياه الشرب، لتوصيل الصرف الصحى لها لكن دون جدوى»، مشيراً إلى أن الوحدة تعتمد على خزانات تحت الأرض للتصريف فيها، مما يؤدى إلى ارتفاع منسوب المياه عن سطح الأرض ويتسبب فى غرق المداخل والغرف الموجودة بها. وأضاف محمد أحمد يوسف، مراقب مالى: «الوحدة تخدم أكثر من 7 آلاف أسرة ريفية ويتردد عليها فى اليوم الواحد نحو 90 سيدة حامل، بالإضافة إلى المرضعات ومئات الأطفال المحتاجين للتطعيم، ويوجد بها معمل تحاليل وعيادة خارجية لتوقيع الكشف الطبى على المترددين عليها ووحدة لتنظيم الأسرة، ورغم ذلك تغرق مياه الصرف المساحات الخضراء المواجهة لها، مما يهدد بانتشار الأوبئة». وأكد شعبان على عبدالسلام، كاتب الوحدة، أن سكن الطبيب المقيم وكذلك الممرضات تحول إلى «بركة» بعدما أغرقته المياه المليئة بالديدان والحشرات، ويصعب الوصول لهذه المساكن فى الدور العلوى إلا باستخدام ممرات من الأخشاب. وأشار طلعت فتحى مصطفى، موظف، إلى أن مياه الصرف تسربت من الوحدة لمنازل الأهالى القريبة، وباتت تهدد جميع المنازل المجاورة، مشيراً إلى أن الأضرار لا تتوقف عند تأثير المياه على منازلهم فقط، بل تهدد حياة الأهالى والأطفال بعد انتشار الزواحف والثعابين، التى اتخذت من الوحدة الصحية مأوى لها.وأكد اللواء محمود نافع، رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالمحافظة، أن الوحدة الصحية جهة حكومية وبالتالى يجب أن تخاطبنا عن طريق مديرية الصحة، لعمل مقايسة بتكاليف توصيل خدمة الصرف الصحى، ثم تقوم بسداد القيمة المالية للتكاليف، وعلى الفور يتم توصيل الصرف لها، مؤكداً عدم ورود مخاطبات من المديرية إلى الشركة تطلب توصيل الصرف للوحدة الصحية.
