تصاعدت حدة التوتر على أكثر من جبهة فى اليمن، حيث تواصلت المعارك فى شمالى البلاد بين الجيش والمتمردين الحوثيين، الذين أعلنوا أنهم سيطروا على موقع جديد للجيش السعودى، فى حين أعلن الجيش اليمنى تدمير مواقع لهم بصعدة، بينما شددت السلطات إجراءاتها الأمنية حول المرافق والمنشآت الحيوية فى مختلف أنحاء البلاد تحسبا لعمليات انتقامية يشنها تنظيم القاعدة بعد مقتل واعتقال العشرات من أنصاره فى غارات جوية على محافظة أبين الجنوبية منذ يومين، فى الوقت الذى توعد فيه الرئيس على عبدالله صالح التنظيم بمزيد من الضربات. وقالت وزارة الداخلية فى بيان إن الإجراءات تأتى تنفيذا لتوجيهات أمنية احترازية تحسبا لعمليات انتقامية قد يشنها تنظيم القاعدة كرد فعل على عملية أبين. وبدوره، توعد الرئيس اليمنى تنظيم القاعدة بمزيد من الضربات بعد العملية التى أسفرت عن مقتل 34 من عناصره وأسر نحو 30 آخرين، واتخذ قرارات خلال ترأسه مجلس الدفاع الوطنى تتعلق بتنظيم القاعدة والحرب فى صعدة والمواجهات ومحاولات العبث بأمن ووحدة البلاد فى إشارة لقوى الحراك الجنوبى، حيث شهدت محافظات يمنية عدة مظاهرات أمس الأول منددة بسقوط عشرات المدنيين خلال قصف محافظة أبين، بينما نفى متحدث باسم السفارة اليمنية فى واشنطن أن تكون الولاياتالمتحدة أطلقت الصواريخ فى الهجوم. وأكد موقع «26 سبتمبر» التابع لوزارة الدفاع اليمنية أن عبدالملك الحوثى، زعيم المتمردين الحوثيين أصيب بجروح بالغة خلال المواجهات، وأنه سلم القيادة لصهره يوسف المدانى، ونقل الموقع عن مصادر فى صعدة قولها إن القوات اليمنية قصفت معاقل المتمردين وأجبرت الحوثى وعدداً من القيادات المتواجدة معه فى منطقة مطرة بصعدة على مغادرتها، وأضاف أنه ربما قد يكون انتقل إلى منطقة حيدان، مضيفاً أن المتمردين يعيشون حالة من الفوضى والاضطرابات. جاء ذلك، بينما أكدت مصادر سياسية وقبلية أن الغارات التى شنتها القوات اليمنية على محافظة آبين أدت إلى مقتل 49 مدنياً بينهم 23 طفلاً و17 امرأة غالبيتهم من قبيلة الكازم، موضحة أن القاعدة أقامت مخيماً للتدريب على أرض، نصب عليها بدو خيامهم فاعتبرت القوات الحكومية أن البدو يؤون مقاتلى القاعدة. وميدانيا، أعلن الجيش اليمنى أنه «ضرب تجمعات وأوكار» للحوثيين فى محور صعدة والملاحيظ وسفيان كانت تضم 25 مسلحاً وذخائر مضادة للدروع وصواريخ و8 سيارات، وأكد أنه أفشل محاولة تسلل للمسلحين إلى مواقع عسكرية فى منطقة المهاذر، ودحرهم بعد اشتباكات عنيفة تكبدوا خلالها خسائر كبيرة، بينما أعلنت تقارير إعلامية رسمية انطلاق حملة شعبية لمقاطعة البضائع الإيرانية بسبب دعم طهران للمتمردين، فيما أطلق يحيى الحوثى، الزعيم السياسى للمتمردين، مبادرة لحل الأزمة فى البلاد، و«لمساعدة النظام فى الخروج من مأزقه، الذى أوقع نفسه فيه»، وحدد بنود المبادرة بوقف الحرب فى الشمال والعنف فى الجنوب، وطلب من السعودية وقف عملياتها العسكرية، والعودة إلى اتفاقية قطر والدعوة إلى حوار شامل يضم الجنوبيين وأحزاب اللقاء المشترك يحضر لانتخابات حرة ونزيهة. ومن جهة أخرى، ذكرت قناة «الجزيرة» القطرية فى تقرير أن هناك انقساما فى القبائل اليمنية فى صعدة من القتال الجارى، موضحة أن كثيرا من القبائل حسمت موقفها من التمرد وأعلنت دعم الجيش، وأبرزها حاشد وبكيل، لكن بعضها ساند الحوثيين، وقال التقرير إنه رغم تأكيد محللين سياسيين أن إشراك القبائل فى الحرب سيؤدى إلى نشوء صراعات قبلية وإطالة أمد الحرب، تحرص السلطة على ضمان ولاء القبائل لها، حيث اصطحب الرئيس اليمنى شيوخ قبائل حاشد وبكيل خلال جولته للقوات اليمنية فى صعدة.