قالت صحيفة «جارديان» البريطانية إن الإعلام المصرى يهتم بقضايا المدونين ويتجاهل جرائم التعذيب التى تمارسها الشرطة ضد المواطنين، مشيرةً إلى تعرض عائلة بالإسكندرية إلى الضرب والتعذيب من قبل الشرطة إضافة إلى إجهاض سيدتين بجامعة المنصورة إثر تعرضهما للعنف أثناء إضراب الممرضات بالجامعة. وأضافت الصحيفة، فى مقال نشرته أمس للكاتب جوزيف مايتون، أنه على الرغم من خطورة هاتين الحادثتين فإن الإعلام المصرى اهتم بقضية المدون «وائل عباس» معتبرةً ذلك إشارة إلى تزايد ظاهرة «المحسوبية» فى مصر فى شتى المجالات بما فيها حقوق الإنسان. كما أرجعت الصحيفة السبب وراء الاهتمام بقضية عباس إلى كونه «صديقاً» لعدد كبير من معاهد حقوق الإنسان ومجموعة من الصحفيين الذين يدافعون عن حقوق الشعب، وقالت: لذلك عند حدوث أى نوع من المضايقات ل«عباس» تراهم جميعا «مهرولين» لحل هذه القضية وكأنها «نهاية العالم». ووصفت الصحيفة ما يحدث من «تمييز» فى الإعلام المصرى بأنه «أمر مؤسف»، قائلةً إن استخدام جماعات حقوق الإنسان كأداة الترويج والدعاية لمثل هذه القضايا يؤدى إلى تجاهل العديد من القضايا الخطيرة التى وقعت بالفعل. وتساءلت الصحيفة «كيف يمكن للناشطين والمدافعين عن حقوق الإنسان أن يطالبوا بالتحقيق مع الحكومة المصرية فى حين أنهم أنفسهم يفشلون فى الإبلاغ عن الجرائم والانتهاكات؟». وقالت: «من الواضح أنه على الممرضات اللاتى تعرضن للضرب والإجهاض على يد أجهزة الشرطة أن يشكلن صداقات وعلاقات مع جماعات حقوق الإنسان قبل مطالبتهن فى الحصول على حياة أفضل، لأنها الطريقة الوحيدة التى تلفت الانتباه فى مصر».
