كما أن فينسيا من أعرق وأجمل مدن العالم، والمدينة الوحيدة التى تشقها قنوات من البحر المتوسط تربط بين جزرها الشهيرة، كذلك فإن مؤسسة بينالى فينسيا من أعرق وأكبر وأهم مؤسسات الفنون فى العالم. كلمة «بينالى» بالإيطالية تعنى كل عامين، والمؤسسة تقيم معارض كل عامين لكل الفنون، والمعرض الوحيد السنوى أو الذى أصبح سنوياً بعد أن بدأ كل عامين، هو معرض السينما، فهم لا يستخدمون كلمة مهرجان، ولكنها الكلمة الأكثر شيوعاً. ومعرض أو مهرجان فينسيا أعرق مهرجانات السينما الكبرى، وقد أقيم لأول مرة عام 1932، واعتبر اعتراف بينالى فينسيا بالسينما كفن، نهاية المناقشة العقيمة حول هل السينما فن مثل غيرها من الفنون أم أنها مجرد وسيلة للاتصال. وفى كل عام أثناء مهرجان فينسيا السينمائى تنعقد دورة من دورات معارض الفنون الأخرى، وهى الفنون التشكيلية والموسيقى والمسرح والرقص والعمارة. وهذا العام تنعقد مع الدورة ال67 لمهرجان السينما الدورة ال12 للعمارة، ورئيس مؤسسة بينالى فينسيا - وهى مؤسسة حكومية - باولو بارتا، ومدير معرض العمارة هذا العام لأول مرة امرأة، وهى المعمارية اليابانية العالمية كازيو سيجيما، التى اختارت أن يكون شعار المعرض «الناس تلتقى فى عمائر». يشترك فى فينسيا العمارة 28 معمارياً من مختلف دول العالم، ويقام فى جياردينى وأرسينالى من مناطق جزر فينسيا. وينقسم المعرض إلى قسمين: الأول من 26 إلى 28 أغسطس، حيث تنعقد لقاءات مغلقة بين المشتركين، والثانى مفتوح للجمهور من السبت الماضى 28 أغسطس، وحتى 21 نوفمبر. واعتباراً من السبت المقبل 4 سبتمبر، وحتى 20 نوفمبر، تنعقد ثمانية لقاءات مفتوحة للجمهور مع ثمانية من كبار المعماريين العالميين، وهم: فيتوريو جريجوتى وباولو بورتوجيزى وهانز هولين وديوان سيوديك وكورت فوستر وريتشارد بورديت وآرون بيتسكى، وفى الختام مع مديرة المعرض كازيو سيجيما. ولكل لقاء موضوع يختاره الضيف، وبالطبع فإن موضوع لقاء سيجيما الشعار الذى اختارته للمعرض «الناس تلتقى فى عمائر»، وهو على بساطته يلخص أهمية العمارة من حيث علاقتها بالحياة، وفى العمارة يتلخص كل شىء. [email protected]