أكاد أرى دماءً عربية تتقطر من (حراملهم) السوداء، دماء لا تزال دافئة تحتفظ بحرارة اللحظات الأخيرة قبيل الإستشهاد ...أكاد أرى أبخرة شهيق وزفير الإستجارة تتراكم ب (أفقهم) المُظلم، فتتلاطم كالموج الهائج الثائر ضد هذا التوحش القابع بأجساد مستذئبة ...أكاد أرى ذلك الرماد المُحَرم يتكاثف خلف (عيونهم) الزجاجية بعد أن خلفته الأبدان الطاهرة الصادر بحقها حُكم ضال بالإعدام حرقاً والعياذ بالله . إنه ذلك الكيان المصطنع المَدعو " داعش"... كيان تزداد خروقاته يوم بعد يوم وتتكشف ذرات تكوينه غير السوى لتُعلن فى نهاية الأمر عن ميلاد "مسخ" مصاب بتشوهات خلقية مُنَفرة. ذلك المسخ الذى راح يمارس أقصى درجات الهمجية والتوحش، فكانت أخر انتهاكاته مقتل الطيار الأردنى " معاذ الكساسبة " حرقاً وهو على قيد الحياه ، وبث فيديو استشهاده بكل حقارة عبر شبكات الإنترنت . وبعد أن تم تداول هذا الفيديو، صار الجزع البشرى من هؤلاء الدواعش السفاحين...مصاصى الدماء...أكلى لحوم البشر لا يفوقه جزع ، فلم تشى أفعالهم الشنعاء سوى بحقيقتهم الوضيعة وكونهم "جنوداً مرتزقة" يَعملون بالريموت كنترول، ومن يُمسِك بذلك الريموت ليس عليه سوى الضغط على "زر التشغيل " . حقاً تستفيد الولاياتالمتحدةالأمريكية يوماً بعد يوم من تجاربها السابقة فى خلق (الصنائع) واستجلاب (المسوخ) ونجحت مؤخراً فى استنساخ ذلك ال "داعش" من الحمض النووى النَجس لتنظيمى القاعدة وطالبان ، وبعد أن منحها التنظيم الدولى للإخوان طعنة " الخذلان " عقب فشله فى تحقيق طموحها السرطانى بالمنطقة ، عادت تُحيك مكائدها مع مَحظيتها "اسرائيل"، ووجدت لها فى وساوسها شركاء من ذوى الأمراض النفسية ك " قطر" المصابة بالدونية، و"تركيا" صاحبة الفصام السلوكى. فمرحا لأطياف الشر مع إختلاف الأجندات ، يَتحِدون فى الكراهية والحقد ويستظلون بمظلة " لم الشمل" مُجتمعين تحت ظلها الخبيث. " مُعاذ "... يا قلب الأمة و روح العروبة ، يا فقيد العرب وشهيد الإسلام ، رحمك الله رحمة واسعة أيها الشهيد الهمام . يا مَن آبيت الركوع أمام الإخساء وتلقيت الموت فى سكينة وسلام مستوثقاً بحبل الله وكلماته مُقدماً رسالة أعتبرها أقوى وأبقى من تلك التى حاول هؤلاء المأجورين إيصالها ، فقد أفسدت أنت عليهم غايتهم الدنيئة. راحوا يبالغون فى إظهار نزعتهم الوحشية بغرض بث الرعب والذعر فى النفوس ، ورحت أنت ترتل آيات الرحيل فى جَلد وشموخ وسط النيران المُستعرة كما لو كان العزيز القدير قد أمر ألسنة اللهب بأن تكون " برداً " عليك ، فلم يحنيك الألم ولم يَصعق إرادتك الوهج الملعون . أراد هؤلاء السفهاء ومَن ورائهم تشويه ديننا الحنيف ودق طبول الفزع وإطلاق نفير السخط ضد الإسلام ليجردوه من معطياته الحيوية والتى جوهرها الرحمة والسلام والتسامح . أرادوا نظرة دولية مُوحدة تطعن فى قيمنا العريقة . أرادوا خلق الشقاق ونثر بذور الرِدة لترويها عكارة مياه الفتنة ، فَتُنبِت ثماراً مشوهة وعقيدة رخوة مُزَعزَعة. فوالله لن تتحقق تلك الأحلام السفيهة وستظل مُرابضة فقط بقاع عقولهم الجوفاء . وعلى العرب أن يعوا الأن مَن هم أعدائهم ؟ وليحتشدوا فى مواجهة هذا الزحف الذى يشبه ارتداد المرض الخبيث بعد شفاء واهى ، فتكون الإنتكاسة أشد فتكاً وأكثر شراسة، فلابد من تطهير الجسد العربى من "جيناته" المُصابة ، وإلا سينتصر سرطان "التآمر" الخارجى ليبقى الجسد العربى مرتعاً لجنوح ذلك (الخبث) وثانوياته القاتلة !!! ##