حذرت دراسة لجامعة ماساشوستس الأنريكية ، أمس الثلاثاء، من أن المتقدمين لخوض مغامرة "استعمار كوكب المريخ عبر رحلة ذهاب دون إياب، سيموتون تباعا بدءا من اليوم الثامن والستين، اختناقا" . وتقوم على مشروع استعمار المريخ مجموعة "مارس وان" الهولندية، والذي سترسل بموجبه متطوعين إلى كوكب المريخ لبناء مستعمرات، ستكون عبارة عن كبسولات مكيفة بالأوكسجين والحرارة، لأن الغلاف الجوي للكوكب الأحمر لا يحتوي على غاز الأوكسجين، كما أن درجات حرارته لا يمكن أن يتحملها الإنسان، وهو المشروع الذي اثار جد\لا عالميا حول اخلاقية مثل تلك المشاريع والابحاث. وقام على الدراسة الامريكية باحثين في جامعة ماساشوستس، وتوصلوا إلى انهم توصلوا الى نتائجهم بعد تحليل المعطيات العلمية المتوافرة عن مشروع الذهاب دون إياب إلى المريخ، حيث انه لن يكون بإمكان هؤلاء المتطوعين العودة إلى الأرض، لأن تقنية الإقلاع من جاذبية كوكب المريخ الكبيرة جدا لم يتم التوصل اليها بعد . وجاء في الدراسة الواقعة في 35 صفحة والتي درست موارد الأوكسجين والغذاء التي يلحظها المشروع، أن أول المتطوعين سيموت بعد 68 يوما من الهبوط على سطح المريخ، وسيكون سبب الوفاة هو الاختناق. وبحسب الباحثين، فإن النبات الذي سيزرع في هذه المستوطنات سيولد الكثير من غاز الأوكسجين، في الوقت الذي لم يجر التوصل بعد إلى تقنية يمكنها أن تبقي تركيبة الجو متوازنة. ويقوم مشروع "مارس وان" هذا على تمويل الرحلة بشكل أساسي من الإعلانات التلفزيونية، إذ من المقرر أن تنقل وقائع هذه المهمة مباشرة على شاشات التلفزة منذ اختيار المشاركين الفعليين في الرحلة، وصولا إلى هبوطهم على سطح الكوكب الأحمر وتشييد مستعمرتهم، لكن هذا المشروع يثير الكثير من المخاوف . وعلى صعيد آخر يحظى هذا المشروع بتأييد كبير من عالم الفيزياء الهولندي "جيرارد هوفد" الحائز على نوبل للسلام 1999، ويواجه المشروع صعوبات عدة، منها الحصول على تمويل بقيمة ستة مليارات دولار، وتأمين ظروف صالحة لحياة البشر في مستوطنات على سطح الكوكب الأحمر، وتوليد الأوكسجين وتأمين المياه، وزراعة الطعام اللازم. أما المريخ فهو كوكب قاحل، يتمتع غلافه الجوي بكثافة عالية لغاز ثاني أوكسيد الكربون، ويصل متوسط درجة الحرارة ل 63 درجة مئوية تحت الصفر. ومن جهتها رفضت المجموعة الهولندية نتائج الدراسة الامريكية، وقال مسؤول فيها إن الحديث عن أن تقنية توازن الجو في المستعمرات غير متوفرة ليس صحيحا، مؤكدا أن هذا النظام بات جاهزا ولكن ينبغي أن يجرب، وقد تطوع إلى هذه المهمة الفريدة من نوعها في تاريخ البشرية أكثر من 200 ألف شخص من 140 بلدا حول العالم، جرى اختيار 1058 منهم للمرحلة الثانية من التصفيات، وفي الفترة المقبلة، ستختار الشركة على مراحل عدة 24 شخصا سيوزعون في ست مجموعات، ليكونوا طلائع البشر المستوطنين لكوكب المريخ.