كتبت : آية المرسي مازال هاجس انتهاء الحياة البشرية على كوكب الأرض يراود الباحثون في مراكز الفضاء في جميع أنحاء العالم. حيث تتوالى الاخبار حول رحلات استكشافية لكوكب المريخ لدراسة إمكانية إقامة مستعمرات بشرية عليه من حيث المناخ والتربة والتوازن البيئي عامة. وحول أخر المستجدات حول تلك العمليات نشرت صحيفة التليجراف البريطانية هذا الأسبوع أنه في ظل المضي قدما في مشروع المجموعة الهولندية "مارس-ون" لإرسال متطوعين في رحلة ذهاب دون عودة لكوكب المريخ, أعلن العلماء في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدةالأمريكية في دراسة علمية بأن المتطوعين للمشروع سيلقون حتفهم بمرور 68 يوما من تواجدهم على كوكب المريخ. قام الباحثون بمعهد ماساشوستس بدراسة وتحليل المعطيات القائم عليها مشروع "مارس-ون" الذي يهدف إلى إقامة مستعمرة بشرية على كوكب المريخ بحلول عام 2024. حيث قام العلماء بمحاكاة ظروف الحياة على الكوكب الغني بغاز ثاني أكسيد الكربون, والذي تصل درجة حرارته إلى 63 درجة مئوية تحت الصفر, وتوصلوا إلى أن تطبيق خطة المشروع الهولندي التي تهدف إلى زراعة النباتات على الكوكب لتوفير الغذاء و إنتاج غاز الاوكسجين اللازم للحياة غير قابلة للتنفيذ وغير عملية في ظل التقنية التكنولوجية المتاحة حاليا. وأضافوا أن كمية قطع الغيار المطلوبة من أجل إقامة المستعمرات وتجميعها معا سيتطلب كلفة باهظة الثمن. هذا وقد رفضت المجموعة الهولندية القائمة على المشروع خلاصة الدراسة الأمريكية الواقعة في 35 صفحة. وقال أحد المسئولين فيها أن المعلومات التي اعتمد عليها التقرير غير كاملة. وأن الحديث عن عدم توافر تقنية لتوازن الجو في المستعمرات غير صحيح, حيث أن التقنية متوافرة ولكن لم تخضع للتجريب بعد. كما تمكنت الهند خلال الشهر الماضي من النجاح في إرسال مسبار آلي "مانجاليان" للمريخ من أول مرة وهو ما استعصى على الأمريكان والروس, فيما اعتبر نصرا عظيما للهند شعبا ودولة. كما تعد بعثة الهند للمريخ واحدة من أرخص البعثات الفضائية والتي لم تتعد 74 مليون دولار في حين كلفت أخر بعثات وكالة ناسا للفضاء 671 مليون دولار ما يمثل نقطة إضافية لصالح الهند، وتتمثل مهمة "مانجاليان" في دراسة الكوكب الأحمر, ومحاولة الكشف عن وجود غاز الميثان الذي ربما يعد مؤشرا على وجود نشاطا بيولوجيا على سطح الكوكب. إلى الآن لم يصل العلماء لحقيقة أكيدة حول إمكانية وجود حياة على كوكب المريخ من عدمها ولكن لا تزال جهودهم مستمرة لتكشف لنا الأيام القادمة عن إجابات لهذا التساؤل.