توصلت إسرائيل والفلسطينيون، إلى اتفاق تهدئة لمدة 72 ساعة في قطاع غزة، بينما لا يبدو أي من الطرفين مستعدا للتنازل وقبول شروط الأخر في المفاوضات غير المباشرة الجارية في القاهرة للتوصل إلى تهدئة طويلة الأمد. ووصل وفد المفاوضين الإسرائيليين، اليوم الإثنين، إلى القاهرة لإجراء دورة جديدة من المحادثات غير المباشرة مع الفلسطينيين. ويتفاوض وفد فلسطيني في القاهرة مع الوسيط المصري الذي ينقل بدوره المطالب الفلسطينية للمفاوضين الإسرائيليين. موقف حماس من التنازلات ويقول مارك هيلر من معهد الأمن القومي الإسرائيلي، إن الإسرائيليين والوسطاء المصريين الذين يتهمون حماس كذلك "بالإرهاب" ،"عازمون على عدم تقديم أي هدية (لحماس) لتجنب إظهارها بمنظر المنتصر من هذه الحرب". وحركة حماس، التي تعاني من حصار اقتصادي إسرائيلي خانق على قطاع غزة، تسعى للخروج من عزلتها على الساحة السياسية الفلسطينية بينما أكدت مرارا بأنها لن تقدم "أي تنازلات" على مطالبها، وهي رفع الحصار، وفتح ميناء بحري وإطلاق سراح الأسرى. واعتبر أستاذا العلوم السياسية في جامعة الأقصى في غزة مخيمر ابو سعدة أن "حماس تتخوف من ردة فعل الشارع" الفلسطيني في حال تقديمها تنازلات بعد مقتل اكثر من 1900 فلسطيني في العملية العسكرية. بينما رأى عدنان ابو عامر، وهو أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة في غزة بأنه مع الخسائر الثقيلة على الجانب الإسرائيلي، حيث قتل 64 جنديا إسرائيليا، "رفعت حركة حماس سقف مطالبها". ويرى المعلقون بأنه يجب على حركة حماس حاليا التعامل مع توازن القوى في الشارع الفلسطيني. مفاوضات القاهرة وفي القاهرة، يتفاوض وفد فلسطيني مؤلف من حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي، بالإضافة إلى وفد من منظمة التحرير الفلسطينية التي تضم حركة فتح بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالإضافة إلى الفصائل الأخرى. وقال عزام الأحمد وهو مسؤول في حركة فتح ورئيس الوفد الفلسطيني في القاهرة، إن "حكومة التوافق الوطني ستتولى تنفيذ كل ما يتفق عليه" في القاهرة. وكانت منظمة التحرير الفلسطينية وحماس اتفقتا في 23 إبريل على وضع حد للانقسام السياسي بين الضفة الغربية وقطاع غزة منذ 2007، مما سمح بتشكيل حكومة وفاق وطني تضم شخصيات مستقلة. الاتفاق بين الطرفين وأضاف الأحمد "الاتفاق بين اسرائيل والسلطة الوطنية برئاسة محمود عباس وبموافقة كل ألوان الطيف السياسي في الساحة الفلسطينية". وأشار دانييل نيسمان وهو محلل جيوسياسي، أن إسرائيل قد تنظر أيضا في إمكانية توسيع نطاق الصيد، بالإضافة إلى "تخفيف الحصار المفروض على غزة إذا تولت السلطة الفلسطينية مراقبة البضائع". وحذر ابو سعدة من أنه على الرغم من إمكانية تسليم السلطة إدارة المعابر فانه "في نهاية الأمر، من يحكم على الأرض في غزة حماس طبعا وهذا لا يعني انه لن يحدث مشاكل داخلية بين السلطة وحماس في المستقبل".