انتشرت الفترة الماضية ظاهرة اختطاف الأطفال في مصر في ظل حالة الفوضى والانفلات الأمني الذي يعقب التغييرات السياسية المفاجئة، حيث يكون المجتمع غير مهيأ لها، وعادة ما يصاحبها فوضى وغياب لدور الشرطة، ما يسمح لمحترفي الإجرام بالانتشار في المجتمع، وممارسة أنشطتهم المخالفة للقانون بحرية ودون خوف من الملاحقة القضائية . وشهد مستشفى قصر العينى واقعتى اختطاف طفلين من داخل قسم النساء والتوليد خلال يومين عندما ارتدت سيدة مجهولة بالطو أبيض وزعمت انها طبيبة امتياز وترددت على عنبر النساء لمدة أربعة أيام متتالية ثم اخذت طفلا بزعم اجراء تحاليل له ولاذت بالفرار. بينما اختفى رضيع آخر من داخل غرفة العناية المركزة ونفى مسئولو المستشفى علمهم بكيفية اختفاء الرضيع والبعض ذكر انه توفى وربما تكون جثته قد اختفت بين اكوام القمامة. وامرت النيابة باستدعاء مدير المستشفى لسؤاله وسؤال الاطباء والممرضين باشراف المستشار طارق أبو زيد المحامى العام لنيابات جنوبالقاهرة . كشفت التحقيقات التى باشرها تامر العربى رئيس نيابة مصر القديمة عن أن سيدة دخلت مستشفى قصر العينى لوضع جنينها الاول وبعد ان وضعت ذكرا مكثت داخل عنبر النساء بقسم التوليد حتى تتماثل للشفاء وفوجئت بسيدة ترتدى البالطو الابيض وزعمت أنها طبيبة امتياز ودأبت على التردد على العنبر لتوقيع الكشف الطبى على الاطفال الحديثى الولادة. وأضافت التحقيقات ان الطبيبة المزيفة وقع اختيارها على طفل وزعمت لوالدته انه مريض بالصفراء وطلبت اصطحابه لاجراء تحاليل وبسبب مرض والدته استعانت بمريضة داخل العنبر، حتى تسير بصحبة الطبيبة لاجراء التحاليل لطفلها وراحت المزيفة تتردد على عدد من المكاتب ثم زعمت ان التحاليل التى يحتاجها الطفل موجودة فقط داخل مستشفى أبو الريش وخرجت بالطفل من مستشفى قصر العينى دون ان يعترضها أحد ودخلت مستشفى ابو الريش وطلبت من السيدة التى كانت ترافقها الانتظار بالخارج وبعدها اكتشفت انها هربت بالطفل من مستشفى ابو الريش دون ان يعترضها احد وامرت النيابة باستدعاء اطباء وممرضى قسم النساء والتوليد لسؤالهم وسؤال مدير المستشفي . فى اليوم الثانى، شهد المستشفى نفسه واقعة اختطاف طفل آخر عندما وضعت سيدة طفلين توأم وتوفيت طفلة بينما دخل شقيقها غرفة العناية المركزة وكان والده يتردد عليه لرؤيته حتى تحسنت حالته الصحية حتى فوجئ باختفائه من داخل غرفة العناية فى ظروف غامضة ونفى الاطباء المعالجون والممرضون علمهم بكيفية اختفاء الرضيع . والمصيبة الأكبر حجمآ أن بعد كل هذا الإهمال من إدارة المستشفي والأطباء قررت نيابة مصر القديمة برئاسة المستشار تامر العربي، بحجز ممرضة وعاملة نظافة لورود تحريات المباحث، وأخلت سبيل طبيبة بمستشفى قصر العينى القديم بكفالة 3 آلاف و 4 أطباء آخرين بضمان وظيفتهم بعد الاستماع لأقوالهم في البلاغ المقدم ضدهم، والذي يحمل رقم 2854 لسنة 2014 لاتهامهما بالإهمال والتقصير والتسبب فى اختفاء وخطف أطفال حديثى الولادة من داخل الحضانة. واتهم الدكتور أحمد.م. مدير مستشفى النساء والتوليد بالقصر العينى الأمن الإداري بالمستشفى بالتقصير محمله المسئولية فى واقعة خطف الأطفال مؤكدًا أمام النيابة أن الواقعة مسئول عنها الأمن فقط بسبب قيامهم بالسماح للمتهمة الرئيسية " الطبيبة المزيفة " بالدخول للمستشفى فى غير أوقات الزيارة والخروج بالطفل بدون ان يساءلوها عن بطاقتها الشخصية او الكارنيه، وأضاف مدير قسم التوليد أن ما حدث فى واقعة اختطاف الطفل سيف يعود إلى قلة عدد الممرضات والمساحة الواسعة للمستشفى. مؤكدًا عدم مسئوليته عن الواقعة وأمرت النيابة بإخلاء سبيله بكفالة 3 آلاف جنيه عن الواقعة و3 آلاف أخرى عن واقعة إلقاء طفل بالقمامة عقب وفاته ووجهت له النيابة الاتهامات بالاهمال والتقصير، كما قررت إخلاء سبيل الطبيب النبطشى بكفالة 5 آلاف جنيه .