اختطف عضو مجلس الشعب المصري أنور البلكيمي، اهتمام نشرات الأخبار العالمية الأسبوع الماضي، بعد عملية تجميل (تصغير الأنف) أفقدته عضويته في حزب النور السلفي ومقعده النيابي، بعد أن تبين أن البلكيمي خضع لجراحة تجميل لأنفه، الأمر الذي يتعارض مع موقف الحزب الإسلامي الرافض لمثل هذه الجراحات، كما أن البلكيمي كذب عندما ادعى انه تعرض لعملية سطو على يد ملثمين وأصيب خلالها بكسر في أنفه. البلكيمي ليس أول أو آخر السياسيين الذين يخضعون لعمليات تجميل لتحسين مظهرهم الخارجي، على الرغم من انه لم يتمكن من تحقيق أي تقدم سياسي من وراء تجميل أنفه إذا كانت هذه نيته من وراء ذلك. أن يكون السياسي جميلا وشابا وحسن المظهر أمرا لا ضرر فيه، وهذه الحكمة ليست وليدة الساعة. من أشهر الأمثلة على تأثير المظهر الخارجي على الساسة المناظرة التلفزيونية الأسطورية التي جرت عام 1960 في الولاياتالمتحدةالأمريكية بين المرشحين الرئاسيين جون كنيدي وريتشارد نيكسون والتي فاز فيها كنيدي صاحب الكاريزما على منافسه نيكسون العصبي والذي تصبب عرقا خلال النقاش. على الأقل كان هذا رأي من تابع النقاش على شاشة التلفزيون، في وقت اعتبر فيه نيكسون فائزا وسط الذين تابعو المناظرة من خلال الإذاعة. منذ ذلك الحين ومع انتشار وسائل الإعلام المرئية أصبح المظهر أكثر أهمية، لذلك ليس من المستغرب أن يبدو السياسيون محافظين على الشباب والمظهر الحسن، ونادرا ما يعلنون أنهم اجروا مثل هذه العمليات الجراحية ولا يكشف عنها الأطباء. لكن في الغالب لا داعي لذلك، لان الاختفاء المفاجئ للتجاعيد والذقن المزدوج والانتفاخ تحت العيون، يخبر الجميع بما فيه الكفاية. أجرى رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو برلسكوني العديد من عمليات شد الوجه، بالإضافة إلى زرع الشعر وصبغه إذ ان شعره كان فاحم السواد. كذلك أطلقت شائعات أن فلاديمير بوتين خضع العام الماضي لجراحة تجميلية لشد الوجه. وبنجاح مما قد يكون سببا ليصبح من جديد رئيسا لروسيا. كما تردد أن كيم جونج أون زعيم كوريا الشمالية خضع للعديد من العمليات الجراحية التجميلية لدرجة أصبح فيها نسخة شابة عن جده الأسطورة كيم إيل سونج. وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ووفقا للعارفين حُقنت مرارا في جبينها بالبوتوكس لإخفاء التجاعيد، كما خضع نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن لعملية زرع شعر. بالحديث عن الشعر، فقد تقدم المستشار الألماني السابق جيرهارد شرود في عام 2002، بدعوى قضائية ضد إحدى وكالات الصحافة والتي كانت قد ذكرت إنه قام بصبغ شعره، ربح شرودر الدعوى لأن الوكالة لم يكن لديها الدليل على ذلك، الأمر الذي لا يعني أنه لم يصبغ شعره. عن خصلات الشعر الداكنة للرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريجان كان هنالك الكثير من التكهنات في الثمانينات، لكن الرئيس الذي كان حينها في السبعينات من العمر، كان على ما يبدو ينعم بجينات خاصة، أبعدت عنه اللون الرمادي وتساقط الشعر. استاء باراك اوباما العام الماضي من نشر صورتين التقطتا له في اليوم نفسه، واحدة كان واضحا فيها شعره الرمادي، وفي الأخرى التي أخذت في وقت لاحق من ذلك اليوم كان شعره داكنا، نفى حلاق الرئيس زاريف أن يكون قد صبغ شعر الرئيس. في هولندا، هناك خيرت فيلدرز الذي يصبغ شعره باللون الأشقر وهذا الأمر ليس سرا، في أوائل السبعينات جاء رئيس الحزب الديمقراطي الاشتراكي 70 (وهو حزب انشق في السبعينات عن حزب العمل) وليم دريس الأصلع إلى مجلس النواب وهو يرتدي شعرا مستعارا، وساعد هذا الأمر قليلا على كسب أصوات المقترعين، إلا أن دور الحزب سرعان ما أصبح هامشيا. كذلك يعود الأمر إلى جودة الشعر المستعار، في الوقت الراهن يبدو الشعر الذي يزرع حقيقيا لدرجة لا تستطيع معها التفريق بينهما، كان الشعر المستعار الذي وضعه دريس يطير بسهولة وبفعل رياح خفيفة. لكن حزبه لم يفكر للحظة واحدة بطرده من الحزب بسبب ذلك.