سعت "المشهد" في محاولة منها للاقتراب من البرامج الانتخابية للمرشحين الأبرز في الانتخابات الرئاسية المقبلة المقرر عقدها في 26 و 27 مايو المقبل، المرشح الناصري حمدين صباحي ووزير الدفاع السابق المشير عبدالفتاح السيسي، للتعرف على ملفات "العدالة الاجتماعية" والانتصار للفقراء والمهمشين في المجتمع، فضلاً عن الملف الأبرز في حياة المصريين وهو الملف "الأمني"، والشكل الاقتصادي للدولة خلال الفترة المقبلة. برنامج حمدين يرتكز على توصيل الدعم للفقراء قال عمرو بدر منسق لجنة الإعلام بحملة المرشح الرئاسي حمدين صباحي إن البرنامج الإنتخابي لحمدين يهتم بالجانب الإقتصادي والإجتماعي علي وجه الخصوص ، وهو ما يتمثل في كيفية توصيل الدعم للفقراء وانقطاع وصوله لرجال الأعمال في الدولة. أوضح بدر أن الدعم يتمثل في توفير السكن الصحي والمناسب للمواطن الفقير، وتوصيل رغيف الخبز الصالح للطعام ، وتطوير الصحة والتعليم. أضاف بدر: الضريبة التصاعدية التي تفرض علي المواطن الفقير في الدولة هي نفسها التي تُفرض علي الأغنياء وهذا بعيد كل البعد عن العدالة الإجتماعية، ومن هنا فقد وضعها حمدين من أهم الموضوعات في برنامجه الإنتخابي. تابع بدر: هناك مشروع في البرنامج الإنتخابي لحمدين سوف يقضي بشكل كبير علي مشكلة البطالة، ويسمي "مليون مشروع صغير"، مضيفآ: "تمويل المشروع يتراوح ما بين 10 ألاف إلي 50 ألف فقط"، مؤكدآ أن تمويل المشروع لا يحتاج إلي قروض من الخارج، ولن يكون عبئا علي الدولة، وبهذا نستطيع القضاء علي أزمة حقيقية. واشار بدر الي أن الأوضاع الأمنية الحالية في البلاد قد وضع لها صباحي حلولآ مركزة في برنامجه الإنتخابي وهي تتمثل في ثلاث جوانب هي " مكافحة الفقر التي ستكون جزء من مكافحة الإرهاب – و الأهتمام بالجانب الفكري للمواطن المصري – الحسم الجاد مع العناصر الإجرامية ". أوضح بدر أن المشكلة الأمنية في الأساس تعود إلى الفقر الذي يؤدي إلي الجهل والتطرف، مضيفآ أن طاقة الدولة الأمنية لابد أن تستخدم في مواجهة العناصر الإجرامية وليس في قتل أبنائها من الشباب الثائر. وفي نفس السياق قال اللواء محمود قطري في تصريح خاص "للمشهد" إن حمدين صباحي رجل يتمتع بتاريخ طويل في المعارضة السياسية، وخير دليل علي ذلك معارضة السادات عام 1977 في عدة امور خاصة سعيه لتوقيع اتفاقية كامب ديفيد، وكانت نتيجة ذلك حرمان حمدين من التعيين في الجامعة، وأنه يتمتع بالرجولة وقوة الشخصية مما يجعله قريب من الشعب المصري وخاصة الفقراء. أضاف قطري أن هيبة الدولة المصرية لا تتوقف علي شخصية الرئيس ولكنها تتوقف علي مؤسسات الدولة ، قائلا "إن حمدين رجل له من الحنكة السياسية ما تجعله يرقي بوضع مصر السياسي والأمني، مضيفآ ان الفكر الناصري الذي يتبعه صباحي مع اعتناق المسؤلية سيجعله يسعي إلي ما هو أفضل لمصر وشعبها، ومن هنا فهو قادر علي إصلاح وزارة الداخلية وتحقيق الامن. وفي سياق آخر قال الدكتور إسماعيل طنطاي الخبير الإقتصادي في تصريح خاص " للمشهد" إن تاريخ صباحي لا يعبر عن تحمله لهذه المسؤليه، قائلآ : "ماذا قدم صباحي لمصر غير الشعارات التي تجذب المواطن المصري االبسيط إليه؟، مضيفآ أنه عجز عن تقديم أفعال وتاريخ يحكي بيه عنه فكيف يكون صالح لقيادة دولة بحجم مصر؟. وأضاف طنطاوي أن دولة الإقتصاد تحتاج إلي صنع قرار صادق، وأننا لم نجد حتي الآن أي مدني يستطيع أن يقوم بدولة إقتصادية . ومن جانب آخر قال الدكتور جمال قليوبي الخبير الإقتصادي إن صباحي لديه برنامج إقتصادي قوي وقادر علي سد العجز بالدولة واحتياجتها . واضاف قليوبي أن صباحي بكونه زعيم للتيار الشعبي وان هناك انقسامات داخل التيار أدي ذلك إلي عدم الرؤية الصحيحة والصالحة له . تعتيم حول برناامج السيسي حالة من التعتيم حول تفاصيل البرنامج الانتخابى للمشير عبدالفتاح السيسي الذى يضم مجموعة أوراق تتضمن سياسات وتوجهات عمل للحكومات المقبلة فى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وحول ملامح ذلك البرنامج أفادت مصادر إلى أن 5 مجموعات عمل متخصصة متعاونة مع حملة السيسى تتولى إعداد تلك الأوراق وتضم مراكز بحوث شهيرة متخصصة، فضلاً عن متطوعين سلموا أوراقاً بحثية ومقترحات يجرى تقييمها لاستخدام أجزاء منها فى برنامج عمل المشير، وأوراق السياسات التى يعدها، لافتة إلى أن هناك أمانة فنية تتلقى تلك الأعمال تمهيداً لإجراء صياغة دقيقة ونهائية لها. مصادر مطلعة قالت ل"المشهد" أن أوراق عمل السيسى ستركز على 3 محاور قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل، على أن يتم الاهتمام باستغلال الموارد والإمكانيات المتاحة وخفض الاعتماد على الخارج إلى أقصى درجة ممكنة، ومواجهة تزايد نسب الفقر والبطالة والأمية قائلة أن " السيسى سيعتمد على سياسات جديدة وسريعة وحلول غير تقليدية فى التعامل مع ملفات البطالة والجهل والفقر" من جانبه أكد نجيب جبرائيل رئيس الاتحاد المصرى لحقوق الانسان فى تصريح خاص "للمشهد" أن المشير السيسي بدرك كافة تفاصيل المشهد السياسي جيدا ووعد بأنه لن يتكلم عن شئ إلا إذا تم تحقيقه، مضيفا أن من ملامح البرنامج الانتخابي للسيسي التى ظهرت بوادرها فى خطاب ترشحه للرئاسة أولا : الإهتمام بالشباب وما يعانيه من بطالة حيث تبلغ نسبة البطالة فى مصر حوالى 18 % أى ما يقرب عن 15 مليون مصرى عاطل. وأضاف نجيب جبرائيل أن القضاء على الارهاب وحماية الأمن القومى نقطة متوازية أيضا فى برنامج السيسي الانتخابي حيث تعد بالمصائب التى لا تنتهى بين ليلة وضحاها نظرا لأننا أمام متطرفين يواصلون إرهابهم ويراون أن مصر هدفا لهم وفى سياق أخر إقتصادي أشار جبرائيل أن السيسي أعلن خلال خطاب ترشحه أن مصر تأبى أن تعيش على المعونات والمنح فى لمحة قوية لإنعاش السياحة والاستثمار. وعلى الجانب الدولى أفاد جبرائيل أن المشير سوف يسعى إلى إعادة مصر مكانتها بالقارة الأفريقية وثقة العرب بها قائلا "ستكون ند لند من كل الدول" وطالب القيادي حزب "العربي الناصري" محمد يوسف فى تصريحات ل"المشهد" السيسي القضاء على الفقر والجهل والبطالة وتحسين مستوى الصحة حتى تتحقق العدالة الاجتماعية علاوة على مشاكل الطاقة حيث تتضمن بشكل مبدئى جزءاً خاصاً بالقرى المصرية البالغ عددها نحو 4200 قرية، على أن تكون هناك عملية استهداف واسعة فيها لنسب الفقر المرتفعة ومكافحة البطالة والأمية وسياسات تمويل ميسرة جديدة للمشاريع متناهية الصغر، مؤكداً أن برنامجه الانتخابي يتضمن القضاء على الأمية من خلال منظومة جديدة لمكافحتها تتضمن تحقيق هدفين، الأول القضاء على الجهل بمقررات ومناهج خاصة تتصف بالمرونة فى التعامل مع طبيعة وتشابك وثقافة المجتمع الذى تتعامل معه، والثانى الحد من البطالة عبر زيادة عدد المشتغلين ببرامج محو الأمية، خاصة أنهم سيتقاضون رواتب شهرية لا تقل عن الحد الأدنى للراتب. كما يتضمن برنامج وأوراق عمل السيسى تحسين أحوال الفلاحين بسياسات جديدة غير تقليدية تمكن الفلاح من الحصول على أفضل عائد وسعر لمنتجاته عبر أفكار تحقق العديد من الأهداف الأخرى مثل مواجهة البطالة والفقر، و أنه فى هذا الصدد هناك فكرة لعمل منظومة تمويلية لما يسمى بالمصانع المتنقلة خاصة ذات الصلة بمحصول الطماطم لوقف إهدار المحصول والحد من الفاقد منه وتعظيم العائد للمزارع وزيادة المتاح منها للتصدير.