خبير اقتصادى: الدعم النقدى فكرة جيدة تحتاج لقاعدة بيانات لتحديد المستفيد    بالقانون.. حالات يقف فيها المعاش وعقوبات تصل ل50 ألف جنيه غرامة للمتحايلين    مطروح: توقيع بروتوكول تعاون مع المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية    تفاصيل لقاء رئيس مجلس النواب ورئيس جمهورية المجر    إبراهيم حسن يكشف ل في الجول تحسينه لشيء في المنتخب بعد حديث مع اللاعبين.. واتفاق    مدرب الجزائر: كان يجب أن يتواصل محرز معي.. واعتبرته غير جاهزًا    لاستشعار الحرج.. إحالة محاكمة المتهم بقتل نجل لاعب الزمالك إلى الاستئناف    القبض على طالب بكفر الشيخ مسئول عن مجموعة واتس أب تدعى تسريب الإمتحانات    «السياحة» تعلن إقامة قاعة لفنون التحنيط في متحف الحضارة    «مُنع تصنيعه في مصر».. ما هو عقار GHB الذي استخدمه سفاح التجمع لتخدير ضحاياه؟    ليفربول يحسم مصير أليسون بيكر بعد اهتمام السعودية    المنشاوي يعيّن وكيلين بكلية الخدمة الاجتماعية وعدد من رؤساء الأقسام بجامعة أسيوط    هل يجوز إخراج شعيرة الأضحية في صورة مال أو لحم؟ الإفتاء تُجيب    جامعة دمنهور تنظم قافلة طبية توعوية بقرية بيبان فى كوم حمادة    فيديو | بشائر عيد الأضحى.. إقبال على شراء الأضحية في أسواق الماشية بقنا    مصدر مقرب من حسين الشحات يكشف ل في الجول خطوة اللاعب بعد حُكم الشيبي    مبان مفخخة.. كمائن المقاومة الفلسطينية تُكبد جيش الاحتلال خسائر كبيرة    استفسارات المواطنين حول موعد عيد الأضحى المبارك 2024 وإجازات العمل    الخط الثالث للمترو يعلن تقليل أوقات انتظار القطارات حتى عيد الأضحى    رئيس جامعة المنيا يُواصل جولاته التفقدية لامتحانات كليات التمريض ودار العلوم والتربية    "مفيش ممنوع".. لطيفة تكشف تفاصيل أول 4 كليبات بنظام الذكاء الاصطناعي Ai بالعالم العربي    فيلم بنقدر ظروفك يحقق أقل إيراد يومي.. هل خسر أحمد الفيشاوي جماهيره؟    «التضامن» توجّه فريق التدخل السريع بنقل مسنة مريضة إلى دور رعاية في القاهرة    شوبير: من حق حمزة علاء يكون حارس المنتخب الأوليمبي    بيت الزكاة: 500 جنيه منحة عيد الأضحى للأسر الأولى بالرعاية السبت المقبل    قبل عيد الأضحى.. تعرف على مواعيد القطارات VIP والروسية "القاهرة/أسوان" بمحطة سوهاج    «الصحة»: تقديم 4 آلاف و548 خدمة طبية مجانية فى مجال طب نفس المسنين    البنك الأهلي المصري يطلق خدمة استقبال الحوالات الإلكترونية لحظيًا    وضع حجر أساس إنشاء مبنى جديد لهيئة قضايا الدولة ببنها    اهتمام متزايد بموعد إجازة عيد الأضحى 2024 على محرك جوجل    وضع حجر أساس إنشاء مبنى جديد لهيئة قضايا الدولة ببنها    «التضامن»: طفرة غير مسبوقة في دعم ورعاية ذوي الإعاقة نتيجة للإرادة السياسية الداعمة (تفاصيل)    مدبولي: الدولة تعمل على توفير مختلف الأدوية والمستلزمات الطبية    من حقك تعرف.. إهمالك لأولادك جريمة.. ما هى عقوبتها؟    ل برج السرطان والحوت والجوزاء.. احذر تقع ضحية للعلاقات العاطفية السامة (توكسيك)    رئيس الأعلى للإعلام: القاهرة الإخبارية صوت مصر ينقل رسالتها للعالم    الشامي : موقف رمضان صبحي صعب بسبب المنشطات    فرق الدفاع المدنى الفلسطينى تكافح للسيطرة على حريق كبير فى البيرة بالضفة الغربية    ما حكم صيام العشر الأوائل من شهر ذى الحجة؟ دار الافتاء تجيب    الحبس عام لنجم مسلسل «حضرة المتهم أبيّ» بتهمة تعاطي المخدرات    وزير الري يتابع ترتيبات عقد أسبوع القاهرة السابع للمياه وأسبوع المياه الإفريقي    الدفاع المدني بغزة: الاحتلال دمر مئات المنازل في مخيم جباليا شمال القطاع    التعليم العالي: مصر تشارك في الاجتماع الأول للمؤسسة الإفريقية للتعلم مدى الحياة بالمغرب    الأونروا يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة لبحث الهجمات الإسرائيلية على موظفي الوكالة    رئيس هيئة الرعاية الصحية يجري جولة تفقدية داخل مدينة الدواء.. صور    الصحة: القوافل الطبية قدمت خدماتها العلاجية ل 145 ألف مواطن بالمحافظات خلال شهر    كوريا الشمالية تُطلق وابلا من الصواريخ البالستية القصيرة المدى    سيد معوض: لست مؤيدًا لفكرة عودة أشرف بن شرقي للدوري المصري    بدء فرز الأصوات فى الانتخابات التشريعية بجنوب أفريقيا    كيف كشفت الحرب الروسية قصور الأسلحة الأمريكية؟.. أخطاء كارثية    نقابة الأطباء البيطريين: لا مساس بإعانات الأعضاء    أسعار الدواء بعد رفع سعر رغيف الخبز المدعم.. 40% زيادة    وزير الخارجية: الصين تدعم وقف إطلاق النار فى غزة وإدخال المساعدات للفلسطينيين    الرئيس السيسي: لن نسمح بكل ما من شأنه العبث بأمن واستقرار دولنا وشعوبنا    هل تجوز الصدقة على الخالة؟ محمد الجندي يجيب    بيبو: التجديد ل معلول؟ كل مسؤولي الأهلي في إجازة    وزيرة الاقتصاد التونسي تؤكد ضرورة توفير المناخات الملائمة للقطاع الخاص في البلدان الأفريقية    الإفتاء توضح حكم التأخر في توزيع التركة بخلاف رغبة بعض الورثة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تعلموا الحب من المسيح عليه السلام
نشر في المشهد يوم 03 - 03 - 2014

 من لا يعرف "الحب" لن يستطيع أن يكتب حقا ً عن المسيح عليه السلام.. فهو من أعظم رموز وناشري المحبة في الكون كله ليس في زمانه فحسب ولكن في كل الأزمان.. وهو صاحب الكلمة الرائعة الأثيرة "الله محبة".. فمن لا يعرف المحبة لا يصل إلي الله سبحانه ولا يعرفه حق معرفته.
 فالله هو المحبوب الأعظم الذي تنبثق منه كل المحاب.. فمحبة الأم والأب هي محبة إجلال وتقدير.. ومحبة الزوجة هي محبة شهوة ورغبة مع سكن ومودة.. ومحبة الولد هي محبة رحمة وشفقة وتوجيه وإرشاد.. ومحبة الصالحين هي محبة اجتماع علي الصلاح.. ومحبة الصديق والشقيق هي محبة مودة وإخوة.
 وكل هذه المحاب لا تتعارض ولا تتناقض مع محبة الله.. بل تتكامل معها وتتناغم مع سيمفونيتها.. فلن تحب الله حقا ًحتى تحب هؤلاء جميعا ً.
 وعلي قدر محبتك لله تحب خلقه جميعا ً.. وعلي قدر محبتك لله يتسع قلبك لكل الناس.. الطائع والعاصي ,القريب والبعيد, والمحسن والمسيء ,الذي أعطاك والذي منعك.
 لا تعجبوا أحبتي.. فإذا غمر الحب القلوب فاض علي الجميع فلم يميز بين من يستحقه ومن لا يستحقه.. إنه استقى الحب الكبير من ربه سبحانه المحبوب الأعظم وسيوزعه علي خلقه دون أن يحجبه ويمنعه عن أحد.
 وقد قال النبي "لن تدخلوا الجنة حتى تحابوا".. وعدد بعض الأسباب التي توجب وتولد وتشحن الحب بين النفوس وعلي رأسها إفشاء السلام بينكم.. وأرى أن معناها أكبر بكثير من مجرد أن يقول الرجل للآخرين "السلام عليكم".. ولكنه نشر الأمان والطمأنينة والسكينة بين الناس.. أنني أطمأن لكم وتطمأنوا لي,أن أسكن إليكم وتسكنوا إلي َّ,أن آمنكم وتآمنوني.
 لقد بذل المسيح عليه السلام الحب حتى لمن بذل له السيف فقال"من أخذ السيف بالسيف هلك".. أي من قابل السيف بالسيف ضاع وأضاع, إنه يسير علي مذهب ابن آدم الأول "لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ" , إنه يريد أن يقدم الوردة في مقابل الشوكة, والبسمة مكان الطعنة.
 ولكن البشرية لم تفهم سر المارد العظيم ذلك "الحب" الذي جاء به المسيح عليه السلام.. فبعضهم أشعل حروبا ً باسمه دامت 171 عاما ً وهو منها براء.. ومحاكم تفتيش تفتش عن الضمائر.. ناسين أنه من أعظم من أحيا الضمائر وجعلها وحدها رقيبة علي الإنسان.
 ولو أن هذا الحب العظيم تمثله المصريون جميعاً ما كانت كل هذه الدماء ولا الآلام ولا الجراحات التي نعيشها.
 يا سيدي ما هذا "الحب" الذي جئت به وأنت تهتف بالبشر جميعا ً"لا تقاوم الشر بالشر بل أغلب الشر بالخير"
 لقد توصلت يا سيدي بعد طول عناء في حياتي إلي تلك الخلاصة وذكرتها في كتبي قبل أن أتبحر في فيض هديك العظيم.. وكتبت ذلك منذ قرابة 13عاما ً كاملة "لقد واجهنا البندقية بالبندقية والشر بالشر فما أغنى ذلك عنا شيئا ً.. بل زادنا رهقا وعنتا ً وسجنا ً وتضييقا ً فلنواجه اليوم السيئة بالحسنة والمنكر بالمعروف والشر بالخير"
 ولكن البشر لا يستطيع ذلك يا سيدي إننا صفاف النفوس تغلبنا شهوة الثأر والانتقام فمن مثلك يا سيدي يفيض بالحب حتى علي خصومه ويبذل الوردة مقابل الشوكة والأذى, ولكنك تكرر يا سيدي"من طلب ثوبك أعطه الرداء أيضا ً, وإن جاع عدوك أطعمه, وإن عطش اسقه, وإن كان عريانا ً فاكسه, وإن كان بلا مأوى فآوه".
 لقد جاء المسيح ليعلم الكون فلسفة الإحسان والحب وهي أعلى من العدل والقرآن العظيم فيه العدل لأهله وفيه الإحسان لأهله"وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ""فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ"
 لقد جاء منهج المسيح في الإحسان مطابقا ً للقرآن في 19 آية تدعو إلي العفو والصفح "فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ" أي تصفح ولا تعاتب صفح المحبين المحسنين الكرام, " فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ","فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ"
 فالقرآن يضعك بين درجتين لتختار لنفسك ما تشاء.. يخيرك بين العدل والإحسان.. وهكذا عيسى عليه السلام يريد أن ينقل بني إسرائيل الذين تكالبوا علي الدنيا وحولوا الدين إلي رسوم ومظاهر خالية من التقوى والضمير الحي.. إنه يريد أن ينقلهم نقلة روحية من فلسفة العهد القديم "العين بالعين والسن بالسن" إلي فلسفته في العهد الجديد الذي سيحيي الروح والحب والإحسان.. وكلاهما جاء به القرآن " وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ.. الخ".. وفيه" فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ"
 إنه المسيح العظيم الذي يدرك أنه عندما يموت الدين الحقيقي تحيا الطقوس.. وحينما تموت التقوى من القلوب لا يبقى إلا الظاهر.. وإذا ضاع الجوهر بقى المظهر.. وإذا غاب المضمون بقي الشكل.. وهذا ما تعاني منه اليوم مجتمعاتنا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.