* ليست لي خصلة من الخير أتقرب بها إلي الله مثل محبتي الجارفة للرسول ¢ص¢ وأصحابه الأطهار منذ نعومة أظفاري. * فلست من العباد أو الصوام .. فالصداع النصفي الذي يلازمني هو العدو اللدود للصيام. * ولست من الزهاد.. حيث أن تطلعات أسرنا وأولادنا في الحياة تحول بيننا وبين ذلك.. وخاصة أنهم تعبوا وعانوا معنا كثيرا ً في فترات عصيبة . * كما إن الزاهد الحقيقي لا يعرف إلا إذا ملك مالا يستطيع الإنسان مقاومة إغراءه.. مثل عمر بن عبد العزيز وأمثاله ممن ملكوا فزهدوا فيها.. فقد كان يحكم نصف الكرة الأرضية ويستطيع محاربة بل وهزيمة النصف الآخر.. وكان في ثوبه أربع عشرة رقعة .. فليس هناك زاهد علي الحقيقة إلا ما ندر ممن ملكوا الدنيا وزهدوا فيها. * ولست .. ولست .. ولا أجد أفضل من حبي الجارف للرسول.. ولذلك أحرص علي كتابة عدة مقالات عن النبي العظيم محمد صلي الله عليه وسلم كل عام فضلا ً عن كتابي الأثير إلي قلبي ¢ذكريات مع الحبيب¢ صلي الله عليه وسلم..عسي أن تنالني شفاعته . * لقد رضعت حب النبي من والدي رحمه الله الذي كان يصلي علي الرسول صلي الله عليه وسلم مئات المرات. * ولدت يا سيدي يا رسول الله يتيما ولكنك لم تحقد أو تحنق علي أحد. * تطاول عليك الكثيرون يا سيدي فقالوا: مجنون وساحر وكاذب .. فما بادلتهم الفحش بمثله ولا التسفل بمثله .. لقد كنت دوما الأرقي خلقا ً والأعظم أدبا ً والأعف لسانا ً . * آذاك وعذبك الكثيرون.. قريش وثقيف وغيرهما .. فما انتقمت ولا غدرت حين سدت بل ازددت تواضعا ً ودخلت مكة مطأطأ ً رأسك. * لقد بلغ من حلمك وصفحك يا سيدي أن رفضت رغبة الصحابي ابن زعيم المنافقين عبد الله بن أبي سلول لقتله وإراحة المسلمين منه.. وذلك شفقة ورحمة بالأب والابن معاً وقلت له: ¢نحسن صحبته ما عاش بيننا ¢ رغم طعنه في عرضك. * علمتنا ألا ننشغل بالجزئيات عن الكليات .. ولا بالفروع عن الأصول.. ولا بالسنة عن الفرض .. ولا بالفرض عن الإيمان.. وألا نحول الصغيرة إلي كبيرة.. ولا الخطأ إلي خطيئة.. ولا الخطيئة إلي الكفر.. وألا نحول المندوبات إلي فرائض أو المكروهات إلي محرمات.. لقد علمتنا فقه الأولويات فلكل شيء في الإسلام مرتبة ودرجة لا يتجاوزها ولا ينزل عنها . * علمتنا أن ندور مع الشريعة حيث دارت ومع الإسلام حيث كان ولا ندور مع الأشخاص مهما كانوا. * علمتنا أن أشد الأوقات ظلمةً هي التي تسبق طلوع الفجر.. وأشدها بردا ً هي التي تسبق حر الشمس ¢فإن مع العسر يسرا¢. * في زمن الجحود الذي نحياه علمتنا أن نشكر كل من أحسن إلينا.. فقد سارت كلماتك العظيمة في فضاء الكون عبر الزمان.. ¢لا يشكر الله من لم يشكر الناس¢ .. وكأنك تقول لنا : إن الذي يجحد أفضال الآخرين عليه هو جاحد في الأصل لربه ومولاه .. لقد أردت يا سيدي أن تهب آساري بدر كلهم لمشرك هو ¢المطعم بن عدي لو كان حيا ً¢ . * لقد علمتنا يا سيدي كيف صهرت في بوتقة الإسلام صهيب الرومي وسلمان الفارسي وبلال الحبشي وعلي بن أبي طالب القرشي .. دون أن يفقد واحد منهم خصائصه أو يتخلي عن شخصيته. * خيرت يا سيدي بين أن تكون ملكا ً رسولا ً أو عبدا ً رسولا ً.. فاستجبت لنصيحة سيدنا جبريل ¢ أن تواضع لربك ¢ وفهمت الإشارة..فاخترت أن تكون عبدا ً رسولا ً .. ¢بلا برستيج أو هيلمان ولا برتوكول¢ .. وقلت دوما ً: ¢ أنا عبد .. آكل كما يأكل العبد وأشرب كما يشرب العبد ¢.. تواضعا ً منك وأنت أشرف الخلق جميعا ً. * علمتنا أن القرآن والسلطان سيفترقان.. وأوصيتنا إذا حدث ذلك أن نكون مع القرآن لا مع السلطان.. فالقرآن أبقي وأدوم وأعظم وأسمي.. أما السلطان فزائل .. وإذا بقي فهو متقلب لا أمان له .