أكد علماء الأزهر والأوقاف المشاركون في القافلة الدعوية بمحافظة الإسكندرية في خطبة الجمعة التي ألقيت تحت عنوان دور المرأة في المشاركة السياسية أن الوطن في حاجة ماسة إلى جهود كل أبنائه وأطيافه رجالاً ونساءً شيوخاً وشباباً في تكامل وتنسيق كلٌ يدلي بدلوه ويضرب بسهمه في خدمة الوطن وقضاياه غير متجاهل أي فريق أو مقلل من جهده وعطائه ، مهما كانت درجة هذا الجهد شدد العلماء على أن الوطن يحتاج إلى خبرة الشيوخ و جهود المرأة ومشاركتها الإيجابية كما أنه لا غنى عن عطاء الرجل وتفانيه في خدمة وطنه وقد عرف التاريخ الإسلامي والتاريخ الإنساني شخصيات نسائية كان لها دورها البارز ليس في محيطها الجغرافي أو الزمني فحسب، وإنما كانت ذات تأثير كبير في تاريخ الإنسانية أكد العلماء أننا عندما نتحدث عن فرض الكفاية الوطني وفرض الكفاية المهني فإننا لا يمكن أن نقصر ذلك على الرجال دون النساء فدور النساء في العمل الوطني والخيري والتطوعي قد يسبق عمل الرجال فالطبيبات إلى جانب الأطباء والمعلمات إلى جانب المعلمين والمهندسات إلى جانب المهندسين والفنيات إلى جانب الفنيين يكمل بعضهم بعضاً في أداء الرسالة والواجب المهني إضافة إلى العاملات اللائي يقفن إلى جوار أزواجهن في المصانع والمعامل والحقول مما يجعلنا نؤكد أن المرأة تسهم إسهاما جيدًا في تحقيق فرض الكفاية الوطني والمهني تحدث الدكتور نادي حسن الأستاذ بجامعة الأزهر في خطبة الجمعة بمسجد سيدي المرسي أبو العباس عن نماذج من النساء تحدث عنهم القران ومنهم مريم ابنة عمران عليها السلام أو عن آسية امرأة فرعون أو عن ملكة سبأ نجد أننا أمام نساء كان لهن دور بارز في التاريخ الإنساني وكذلك عندما نقرأ في سير زوجات النبي صلى الله عليه وسلم من أمثال السيدة عائشة رضي الله عنها والسيدة خديجة رضي الله عنها والسيدة حفصة بنت عمر رضي الله عنهما أو نقرأ قصص بعض الصحابيات أو التابعيات أو من كان لهن دور عبر الكفاح الوطني في مصر أو غيرها من دول العالم أكد الدكتور سيف رجب قزامل على ضرورة مشاركة المرأة في الاستحقاقات الوطنية المقبلة التي يكون في مقدمتها الاستفتاء على الدستور ثم الانتخابات البرلمانية والرئاسية بغض النظر عن التقدم أو التأخر في ترتيبها فبما أن المرأة تمثل نحو نصف المجتمع بنسبة تزيد على 49 % من القوة التصويتية فإن مشاركتها أو صوتها قد يكون حاسما في تصحيح مسيرة الوطن وتمكينه من تجاوز هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها إلى مرحلة الأمن والاستقرار والتقدم والرخاء إن شاء الله عن عناية الإسلام بالمرأة وإكرامُه لها قال الشيخ محمد عز الدين وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة لقد رفع الإسلام مكانة المرأة وأكرمها بما لم يكرمها به دين سواه فالنساء في الإسلام شقائق الرجال خُلقا من أصل واحد خلقا من ذكر وأنثى يَسعد كل منهما بالآخر ويأنس به في هذه الحياة فالنساء والرجال في الإنسانية سواء وهي معه في جانب العبادات على قدم المساواة وعلى ذلك فالمرأة قسيمة الرجل في الأحكام الشرعية لها ما له من الحقوق وعليها أيضا من الواجبات ما يلائم تكوينها وفطرتها مؤكدا أن البشرية لم تعرف ديناً ولا حضارةً عنيت بالمرأة أجمل عناية وأتم رعاية كالإسلام فقد تحدث عن المرأة وأكد على مكانتها وعظم منزلتها وجعلها مرفوعة الرأس عالية القدر لها الاعتبار الأسمى والمقام الأعلى حيث تتمتع بشخصية محترمة وحقوق مقررة وواجبات معتبرة ومع هذا فقد كلّفها الله عز وجل مثلما كلّف الرجل سواء بسواء إلا ما كان خاصًّا بها ويتناسب مع فطرتها رحمةً بها ومراعاة لضعفها فهي كالرجل في المطالبة بالتكاليف الشرعية وما يترتَّب عليها من جزاءات أو عقوبات ولقد بلغ من تكريم الإسلام للمرأة أن خصص لها سورة من القرآن سماها سورة النساء فدلَّ ذلك على اهتمام الإسلام بالمرأة اهتماماً كبيراً بخلاف ما كان عليه أمرها في الجاهلية قبل الإسلام قال الدكتور عبد المنعم أبو شعيشع وكيل كلية أصول الدين بطنطا إن الإسلام حرص أشد الحرص على حفظ كرامة المرأة واحترام شخصيتها المعنوية وسواها بالرجل في أهلية الوجوب والأداء وأثبت لها حقها في التصرف ومباشرة جميع الحقوق كحق البيع وحق الشراء وغير ذلك مضيفا أن المرأةُ في ظل تعاليم الإسلام القويمة وتوجيهاتِه الحكيمة تعيش حياةً كريمة في مجتمعها المسلم حياةً مِلؤها الحفاوةُ والتكريم من أوَّل يوم تقدُم فيه إلى هذه الحياة مُرورًا بكل حال من أحوال حياتها أماً كانت أو بنتاً أو أختاَ أو زوجة أو امرأة من سائر أفراد المجتمع مشيرا إلى أن الإسلام جعل للمرأة حقوقاً عظيمةً على زوجها من المعاشرة بالمعروف والإحسان والرفق والإكرام لأنها تقوم بعمل عظيم في بيتها ألا وهو تربية الأولاد الذين يتكوَّن منهم المجتمع ومن المجتمع تتكون الدولة المسلمة فصلاح المجتمع بصلاحها وفساده بفسادها