وفد قطري يتوجه إلى القاهرة لاستئناف المفاوضات بشأن اتفاق هدنة في غزة    شبورة مائية وأمطار خفيفة.. الأرصاد تكشف أبرز الظواهر الجوية لحالة الطقس اليوم الثلاثاء 7 مايو 2024    ياسمين عبد العزيز تكشف عن سبب طلاقها من أحمد العوضي    3 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف منزلًا لعائلة "الدربي" غرب مدينة رفح    ضابط شرطة.. ياسمين عبد العزيز تكشف حلم طفولتها وعلاقته بفيلم «أبو شنب»    صدقي صخر: تعرضت لصدمات في حياتي خلتني أروح لدكتور نفسي    ميلكا لوبيسكا دا سيلفا: بعد خسارة الدوري والكأس أصبح لدينا حماس أكبر للتتويج ببطولة إفريقيا    خبير لوائح: أخشي أن يكون لدى محامي فيتوريا أوراق رسمية بعدم أحقيته في الشرط الجزائي    شبانة ينتقد اتحاد الكرة بسبب استمرار الأزمات    سعر الحديد والأسمنت اليوم في مصر الثلاثاء 7-5-2024 بعد الانخفاض الأخير    مصر تستعد لتجميع سيارات هيونداي النترا AD الأسبوع المقبل    وصول بعض المصابين لمستشفى الكويت جراء استهداف الاحتلال حي التنور شرق رفح    وسائل إعلام أمريكية: القبض على جندي أمريكي في روسيا بتهمة السرقة    رامي صبري يحيي واحدة من أقوى حفلاته في العبور بمناسبة شم النسيم (صور)    كاسونجو يتقدم بشكوى ضد الزمالك.. ما حقيقة الأمر؟    العاهل الأردني: الهجوم الإسرائيلي على رفح يهدد بالتسبب في مجزرة جديدة    كريم شحاتة: كثرة النجوم وراء عدم التوفيق في البنك الأهلي    صدقي صخر يكشف مواصفات فتاة أحلامه: نفسي يبقى عندي عيلة    أمين البحوث الإسلامية: أهل الإيمان محصنون ضد أى دعوة    وكيل صحة قنا يجري جولة موسعة للتأكد من توافر الدم وأمصال التسمم    لا تصالح.. أسرة ضحية عصام صاصا: «عاوزين حقنا بالقانون» (فيديو)    عيار 21 الآن بعد الارتفاع الأخير.. أسعار الذهب والسبائك اليوم الثلاثاء 7 مايو بالصاغة    مصرع سائق «تروسكيل» في تصادم مع «تريلا» ب الصف    صندوق إعانات الطوارئ للعمال تعلن أهم ملفاتها في «الجمهورية الجديدة»    عملت عملية عشان أخلف من العوضي| ياسمين عبد العزيز تفجر مفاجأة.. شاهد    صليت استخارة.. ياسمين عبد العزيز تكشف عن نيتها في الرجوع للعوضي |شاهد    التصالح في البناء.. اليوم بدء استلام أوراق المواطنين    النيابة تصرح بدفن 3 جثامين طلاب توفوا غرقا في ترعة بالغربية    مصرع شخص وإصابة 10 آخرين في حادثين منفصلين بإدفو شمال أسوان    اللواء سيد الجابري: مصر مستمرة في تقديم كل أوجه الدعم الممكنة للفلسطينيين    وفد قطري يتوجه للقاهرة لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس اليوم    الدوري الإنجليزي، مانشستر يونايتد يحقق أكبر عدد هزائم في موسم واحد لأول مرة في تاريخه    مصر للطيران تعلن تخفيض 50% على تذاكر الرحلات الدولية (تفاصيل)    برلماني يطالب بإطلاق مبادرة لتعزيز وعي المصريين بالذكاء الاصطناعي    عاجل - تبادل إطلاق نار بين حماس وإسرائيل قرب بوابة معبر رفح    القومية للأنفاق تبرز رحلة بالقطار الكهربائي إلى محطة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية (فيديو)    "يا ليلة العيد آنستينا وجددتي الأمل فينا".. موعد عيد الأضحى المبارك 2024 وأجمل عبارات التهنئة بالعيد    العمل العربيَّة: ملتزمون بحق العامل في بيئة عمل آمنة وصحية كحق من حقوق الإنسان    سؤالًا برلمانيًا بشأن عدم إنشاء فرع للنيابة الإدارية بمركز دار السلام    إبراهيم عيسى: لو 30 يونيو اتكرر 30 مرة الشعب هيختار نفس القرار    الأوقاف تعلن افتتاح 21 مسجدا الجمعة القادمة    ب800 جنيه بعد الزيادة.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي الجديدة وكيفية تجديدها من البيت    عملية جراحية في الوجه ل أسامة جلال    فيديوهات متركبة.. ياسمين عبد العزيز تكشف: مشوفتش العوضي في سحور وارحمونا.. فيديو    فرح حبايبك وأصحابك: أروع رسائل التهنئة بمناسبة قدوم عيد الأضحى المبارك 2024    استبعادات بالجملة وحكم اللقاء.. كل ما تريد معرفته عن مباراة الأهلي والاتحاد السكندري    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل كل قضاء قضيته لنا خيرًا    يوسف الحسيني: إبراهيم العرجاني له دور وطني لا ينسى    في 7 خطوات.. حدد عدد المتصلين بالراوتر We وفودافون    رغم إنشاء مدينة السيسي والاحتفالات باتحاد القبائل… تجديد حبس أهالي سيناء المطالبين بحق العودة    هل يحصل الصغار على ثواب العبادة قبل البلوغ؟ دار الإفتاء ترد    بالأسماء، إصابة 16 شخصا في حادث الطريق الصحراوي الغربي بقنا    بعد الفسيخ والرنجة.. 7 مشروبات لتنظيف جسمك من السموم    للحفاظ عليها، نصائح هامة قبل تخزين الملابس الشتوية    كيفية صنع الأرز باللبن.. طريقة سهلة    أستاذ قانون جنائي: ما حدث مع الدكتور حسام موافي مشين    في 6 خطوات.. اعرف كيفية قضاء الصلوات الفائتة    عقوبة التدخل في حياة الآخرين وعدم احترام خصوصيتهم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد أن لعبت دوراً في رعاية الفساد:
هل يبيح الإسلام وجود السيدة الأولي؟!
نشر في عقيدتي يوم 03 - 05 - 2011

سيدة مصر الأولي.. لقب شرفي يتم منحه لزوجة الرئيس لزوم الوجاهة الاجتماعية وبتتبع التاريخ منذ تولي السادات حتي تنحي مبارك نجد الصورة قد تغيرت من مبادرات اجتماعية ومشاريع إنمائية متعددة إلي تنفيذ أجندات غربية وعزل وتعيين الوزراء والمحافظين ومحاولات التوريث الأمر الذي يفتح الباب لعدد من التساؤلات حول دور السيدة الأولي في مصر وتأثيرها في مقدرات الأمور وهل كان هناك دور تلعبه المرأة عبر العصور الإسلامية الأولي أم أنها وظيفة استحدثت في الأونة الأخيرة؟
يري الدكتور وائل أبوهندي - أستاذ الطب النفسي بجامعة الزقازيق - أن التأثير الذي يحدث عند التحول من زوجة رجل عادي إلي زوجة رئيس دولة يعتمد علي أشياء أهمها سمات الشخصية السابقة لها كإمرأة هل تحب الظهور أم لا؟ هل هي من النوع القنوع أم الطماع؟ مدي طموحها. ما هي نظرتها إلي شعب بلدها؟ أو الرئيس ومدي اهتمامه بآراء الناس وكذلك شخصية الزوج ومدي اهتمامه بآراء الناس.
وعن علاقة المصريين بسيدات مصر الأوليات يري أن المصريين لم يعرفوا زوجة الرئيس جمال عبدالناصر لأنه كان رجلاً صعيدياً ولم تكن شخصيته ولا شخصية زوجته تسمح لها بممارسة أنشطة كالتي مارستها جيهان السادات أو سوزان مبارك. فقد كانت السيدة تحية مصرية خالصة مثلها مثل الكثيرات من الأمهات المصريات. لذلك فإن زوجها استعان بها عند زيارة المناضلة جميلة بوحريد الجزائرية للبلاد وليس عند زيارة جيفارا علي سبيل المثال وبالتالي فإن السيدة تحية لم تحاول إفراد شخصية خاصة منفصلة عن زوجها وكان لها إنها زوجة هذا الرجل.
أما السيدة جيهان السادات فقد كانت شخصية نشيطة اجتماعياً منذ أيام دراستها الجامعية فلم تكن من النوع الذي يمكن ألا يكون له نشاط اجتماعي حتي لو لم تكن أصبحت زوجة للرئيس كما أن المناخ الثقافي والسياسي في مصر كان يسمح لها بأن تتحرك علي المستوي الاجتماعي والدولي. ومن يتابع أغلب مشروعات جيهان السادات يجد أنها كانت نابعة من احتياج مصري حقيقي لأنها كانت صاحبة فكر وبالتعود تقبل الناس شعبيتها لديهم.
أما شخصية سوزان فلم يكن لها اهتمامات عامة قبل أن يفاجأ زوجها بأنه أصبح رئيساً لمصر.. ويضيف منذ اللحظات الأولي لتحركاتها أحاطها المنافقون والانتهازيون واللصوص والعجيب أنها قربت هؤلاء اللصوص منها وجعلتهم من خاصتها وجاءت معظم مشاريعها تنفيذاً لأجندات غربية بشكل لا يخفي علي أحد وكانت تمارس نفوذها علي كل الجهات التشريعية والتنفيذية حتي الأزهر ودار الإفتاء.
وأصبحت المشروعات تقام بغرض النهب لا لشيء آخر مضيفاً أن مشكلتها هي نظرتها للمصريين باعتبارهم دون المستوي وباعتبارهم عبئاً وحملاً علي النظام.
كما أشارت بعض المصادر بأنها لم تكتف بعزل وزيراً أو محافظاً ولكنها راحت تختار بنفسها عدداً من المحافظين حتي صار بها وزراء تابعون لها.
تقليد غربي
ويشير دكتور عمرو أبوخليل - مدير مركز الاستشارات النفسية والاجتماعية - أنه في أي بلد يكون هناك منظومة من خلالها السيدة الأولي كأي مواطن كما يحدث في بريطانيا والولايات المتحدة ويري أن المشروعات التي ارتبط اسمها باسم سوزان قد جاء تأثيرها عكسياً لأنها ليست مشروعات حقيقية ولم تلب احتياجات المواطنين مثل مشروع القراءة للجميع الذي جاء في وقت لم يجد فيه الطالب في المدرسة المأكل أو المشرب وفي المقابل نجد الشيخة موزة في قطر مشروعاتها حقيقية تخدم الأسرة أو تدعم الراغبين في الزواج.. ونجد أن زوجة أوباما لم تحضر معه في زيارته لمصر لإنشغالها بمذاكرة أبنائها مؤكداً أنها مثال عظيم يحتذي به.
ضوابط شرعية
يقول دكتور محمد فؤاد شاكر - رئيس قسم الشريعة الإسلامية بجامعة عين شمس - أن ربنا سبحانه وتعالي أوصي عباده المؤمنين أن يقسطوا فيما بينهم والله يحب المقسطين وألا يميلوا مع من يحبون ولا مع من له صلة قرابة بهم بل عليهم أن يميلوا مع الحق ولم تشهد العصور الإسلامية منذ بعثة النبي صلي الله عليه وسلم ثم الخلافة الراشدة ثم من جاء بعدها من ولاه المسلمون لم تشهد سيطرة للمرأة علي الحاكم وليس هذا انتقاصاً لحق المرأة التي ذكرها الإسلام أنها حاكمة كما ذكر ذلك في سورة النمل "إني وجدت امرأة تملكهم" وهي بلقيس التي كانت تحكم اليمن والإسلام حريص كل الحرص علي أن يعطي المرأة دورها فهي أم توزع عواطفها وحنانها علي أفراد الأسرة وهي أخت تحرص علي مودتها بإخوانها وهي زوجة تؤتمن وتستشار ويعمل باستشارتها ومن أجل هذا جعل الله سبحانه وتعالي سورة في القرآن سماها باسم امرأة وهي سورة "مريم" وكان رسول الله يستعين أحياناً برأي نسائه كما حدث في صلح الحديبية استشار أم المؤمنين أم سلمة ثم عمل بمشورتها وكانت المرأة مع رسول الله مقاتلة حيث ثبت ما كانت تفعل نسيبة بنت كعب أم عمارة في غزوة أحد وقفت تدافع عن رسول الله حتي أنه قال ما تلفت يميناً ولا يساراً إلا وجدت أم عمارة تدافع عني وخرجت من غزوة أحد وقد اسخنتها الجراح في سبيل الله ودفاعاً عن رسوله.
لكن سيطرة المرأة كما هو حادث في المجتمعات الآن علي زوجها ولاسيما إذا كان الزوج مسئولاً أو راعياً هذه منقصة في الرجل ونحن نعلم تماماً بما كان يدور في الخفاء من مكائد ومكر وخداع حتي أودت المرأة بزوجها إلي هاوية الهلاك وأوقعته في مصيره الحالي.
والذي ينظر من خلال زوجة الحاكم في السنوات الأخيرة من خلال الصحف لا يجد صحيفة من الصحف سواء كانت قومية أو مستقلة أو معارضة وإلا وتذكر خبراً يخص زوجة الحاكم وحينما شكي لها أخوها يوماً الذي كان يتصارع بينه وبين ضابط شرطة شاب علي التسابق لنيل محبة إحدي الفنانات حينما شكي الأخ إلي أخته زوجة الحاكم أمرت بتدمير أسرة الضابط ووالده لواء الشرطة فصوبت طلقات الاربجية إلي هذا المسكن وقتلوا من فيه ثم حمل إليها الخبر لتنطفي نار الحقد في قلبها.
ويضيف: أن التاريخ سوف يقف دقائق ليسجل ما حدث من أفعال السيدة الأولي الذي يحتاج إلي مراجع وأسفار تكتب فيها هذه السيرة العفنة.
مرفوض شرعاً
يري دكتور عبدالحكم الصعيدي - الاستاذ بجامعة الأزهر - أن الشريعة الإسلامية لا تعرف مصطلح السيدة الأولي فهو من المصطلحات الاستعمارية الحديثة التي تجعل من زوجة الحاكم شريكاً له في حكمه وهذا مخالف لعقد الولاية بين الشعب والحاكم لأن أي شعب يختار حاكمه بشخصه.
في التاريخ الإسلامي نجد أن زوجة الحاكم لم يكن لها دور كهذه الأدوار ولم تكن تأخذ هذه التسمية فهي امرأة الحاكم وسيدة كسائر النساء لا ينبغي لها أن تتدخل في أمر الحكم اللهم إلا فيما يعهد إليها الحاكم من أمر قد يتعلق بالنساء وقد يكون طرح هذه المسائل علي الحاكم فيه شيء من الحرج كما كان النبي يأمر السيدة عائشة رضي الله عنها أن توضح للنساء اللاتي يسألن عن حكم خاص بهن يأمرها أن توضح لهن الإجابة كموضوع الطهارة من الحيض والنفاس وما إلي ذلك ولم يعهد إليها قط بأمور سياسية أو يكون لها دور فاعل مواز لدوره في إدارة الدولة وعلي هذا الأساس صارت الخلافة الراشدة والحكومات الإسلامية من بعد ذلك لكن لما حدث الاختلاط والانفتاح العالمي حدث استطراق في الثقافات فاستحسن بعض الحكام في الزمان المتأخر فكرة مشاركة زوجة الحاكم في الحكم إلي حد أن رأينا في كثير من الدول قد أصبحت مطلقة اليد والسراح فلها الحق في تعديل التشريعات وتولي المناصب وما إلي ذلك حتي أنها أخذت لقب السيدة الأولي وهذا أمر مخالف للشريعة لأن الشعوب لم تختر هذه السيدة إنما اختاروا زوجها ومن هنا ظهر ما نشاهده في الدول التي تبنت هذه الأفكار وكلها علي أي حال تعود بالسلب علي الشعوب وتخالف عهد الولاية بين الحاكم وشعبه ولم يعد هناك من مبررات تقول بأنها تساعد الحاكم وتخفف عنه أعباءه ذلك لأن الحاكم في الدولة الحديثة يستعين بمجلس وزراء يدير أمر البلاد في كل القطاعات وهناك مجالس شوري وشعب ومجالس نيابية وكلها دوائر تعين الحاكم وتمده بالمعلومات التي علي أساسها يتخذ قراره المناسب.
ويشير دكتور عبدالمقصود باشا - أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر - إلي أن آدم يسكن في الجنة إلي جوار زوجته ويجد إلي جوارها الراحة والسكينة فلما دخل الشيطان كانت النتيجة الطرد من الجنة وإذا نظرنا إلي السيدة الأولي في عصر نوح وجدناها كافرة مشركة لم ترع الله لا في نفسها ولا في زوجها بل كانت عيناً لأعداء زوجها. وكذلك الأمر بالنسبة لسيدنا لوط علي عكس الحال ما كان من السيدة آسيا فقد كان زوجها يعتبر نفسه إلهاً وابن إله بينما هي كانت تعتبر نفسها أمة لله هذه هي تصرفات السيدة الأولي في العصور القديمة.
ويضيف: لم يرد في التاريخ الإسلامي ما يشير إلي أن زوجة سيدنا موسي كان لها دور في الحياة الاجتماعية أو السياسية وكذلك زوجة هارون نفس الأمر زوجة يوسف أو إسحاق أو يعقوب ولولا ما قصه الله علينا من قصة سارة وهاجر ما علمنا شيئاً عن السيدة الأولي زوجة إبراهيم لكننا نجد في نفس الوقت في العصر الجاهلي سيدات كن علي درجة عالية من الفكر والثقافة ولننظر إلي المرأة العربية التي أوصت ابنتها بعشر وصايا عندما أقدمت علي الزواج.
ويري د. عبدالمقصود أن كثرة حالات الطلاق في مصر ترجع لانعدام تربية الأم فهي تريد أن تجعل من ابنتها حاكمة لزوجها وقد ساعدت القوانين في الفترة السابقة علي ذلك.
ايضا نجد السيدة هند بنت عتبة ودورها قبل الهجرة وبعدها. فإذا أتينا إلي رسول الله وجدنا السيدة خديجة كانت زوجة وأماً وداعية وأتاحت الفرصة كاملة لزوجها لكي يتفرغ للدعوة إلي الله ووقفت إلي جوار رسول الله في جميع أحواله حتي وهي تمتلك الثروات وقبلت أن تكون في صف الرسول في أعوام المقاطعة. لذلك السيدة عائشة كانت تتحدث عن زوجها رسول الله حيث كانت النساء تخجلن من أن يسألن رسول الله فكن يتوجهن بالأسئلة إلي السيدة عائشة التي تتوجه بدورها إلي رسول الله وتأتي لهن بالإجابات.
وقد كان لبعضهن آراء فاعلة فالسيدة أم سلمة حينما أشارت علي رسول الله بأن يحلق رأسه ويذبح هديه استمع الرسول إلي نصيحتها فتسارع المسلمون لتنفيذه أمره.
أما زوجة سيدنا أبوبكر فلم يحدثنا التاريخ عنها اللهم إلا ما كان من دورها في تجهيز الزاد في رحلة الهجرة إلي المدينة وكذلك لم يحدثنا التاريخ عن زوجة عمر وتوقف التاريخ عند السيدة نائلة زوجة سيدنا عثمان حينما وقفت إلي جواره وضمته تحميه من سيوف أعدائه فقطعت أجزاء من يدها وسال الدم منها أنهاراً حتي لقيت ربها.
كذلك لم يحدثنا التاريخ عن زوجة الإمام علي لأن لكل عصر منطقة فقد كانت مهمة النساء في هذه الفترة مداواة الجرحي وتشجيع الأزواج والأبناء علي الالتحاق بالكتائب العسكرية للدفاع عن المدينة. كذلك نجد أن التاريخ حفظ لنا تصرفاً رائعاً من السيدة فاطمة بنت عبدالملك زوجة عمر بن عبدالعزيز وكانت ابنة خليفة وأخت الخلفاء الوليد وسليمان وزوجة خليفة وجدها خليفة فهي بحق "سيدة القرن" ومع ذلك فضلت أن تهب كل صناديق خزائنها ومجوهراتها إلي بيت المال وهنا في التاريخ ايضا امثلة كثيرة مثل السيدة شجرة الدر زوجة الملك الصالح نجم الدين أيوب التي توفي زوجها في المنصورة أثناء الصراع مع لويس التاسع ملك فرنسا وأخفت نبأ وفاته بل وشيعت جثمانه في تابوت ليدفن في القاهرة وأدارت دفة الحكم إلي أن حضر توران شاه من الشام علي أن التاريخ لم يذكر لنا شيئاً عن نساء أسرة محمد علي سواء مؤسس الأسرة أو ابنائه أو أحفاده.
أما في الفترة المعاصرة فقد كانت السيدة قرينة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر فلم تكن تتدخل في أي صغيرة أو كبيرة.
وهناك بعض السيدات اللاتي تدخلن في العصر الحديث فأفسدن الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وهذا راجع إلي أن الرجل الأول لم يضع السيدة في حجمها ولذلك كانت النتيجة ما نراه الآن ولذلك نحن نقرر أن الثقافة الاجتماعية للمرأة هي التي تحكم تصرفاتها وتصرفات أبنائها مما ينعكس سلباً وإيجاباً علي العلاقات بين الأفراد في المجتمع في الدولة الواحدة بل يتعدي تأثير ذلك التدخل إلي العلاقات بين الدول فتصح أو تسوء.
مواصفات زوجة الحاكم
وعن المواصفات التي يجب أن تتصف بها زوجة الحاكم يقول الشيخ عادل أبوالعباس - عضو لجنة الفتوي بالأزهر: إن الحكم في الإسلام مناط بالرجل الذي اختارته الأمة ليكون رئيساً له ومعلوم أن السياسة في الإسلام توضح أنه خادم لهذه الأمة ولا يليق بأسرته أن تتدخل في شئون الحكم إلا إذا كانت مختصة بالمشورة فيما يقوي عزيمة زوجها بصفته حاكماً لا بصفته زوجاً.
كما قامت بعض زوجات الرسول بتغيير خطته في بعض القضايا السياسية بعد استشارة الصحابة رضوان الله عليهم حتي قالوا عن هذه الزوج وهي أمنا عائشة أنها معلمة الرجال وليس هذا تقليلاً من شأن زوج الرئيس الحاكم بل إن الشوري في الإسلام هي الأصل فإن المستشارين ينبغي أن تكون لهم الكلمة العليا ولا مانع أن تعضد وتقوي برأي زوجته أو أحد أولاده إن كان فيه مصلحة للأمة فإن اختلف مع رأي الجماعة من المستشارين وجب عليه أن يعود إلي رأي الجماعة.
ويضيف: نري في الدول الغربية تطبيق المثل القائل "وراء كل عظيم امرأة" وكل الذي يجري في الدول المتقدمة تقوم فيه زوجة الرئيس بدور فعال فيما يعود علي الأمة بالنفع والخير الوفير بخلاف ما يحدث عندنا من وجود الجانب السلطوي الذي يؤثر بالسلب علي واقع أمتنا بسبب تفعيل المصلحة الشخصية والذاتية لأسرة الحاكم علي مصلحة الشعب بدليل ما قامت به من كانت تسمي بالسيدة الأولي من أخذ أموال مكتبة الإسكندرية وغيرها من الأموال مما يؤكد تفعيل المصلحة الذاتية وعدم الأمانة فيما يخص الدولة وهذا دليل قاطع علي أن المرأة تستطيع كالرجل تماماً أن تكون عوناً لزوجها الحاكم كما تستطيع أن تكون غير ذلك وبضدها تتميز الأشياء.
ويري أبوالعباس ضرورة أن تتسم زوجة الحاكم بنفس مواصفات زوجها كالتقوي والأمانة والاحتشام والعفة وعدم تقليد من هم علي غير عقيدتنا فلا يجوز بعد اليوم وبعد أحداث الثورة أن تنسب المرأة إلي زوجها فإذا كانوا يحبذون في الغرب ان يقولوا "هيلاري كلينتون" فلا يجوز عندنا أن نقول "سوزان مبارك" أو غيرها لأن الله وضع قانوناً قال فيه "ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله" وهذا تشريف للمرأة حتي لا نكون مقلدين فحسب.
ويري أن المواصفات التي تحملها المرأة الغربية كزوجة للرئيس لم يثبت فيها في الغالب إلا كل المواصفات الطيبة التي عبر عنها الإمام محمد عبده بقوله في الغرب رأيت إسلاماً ولم أجد مسلمين وفي الشرق رأيت مسلمين ولم أجد إسلاماً بمعني تطبيق منهجه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.