يواصل رجال الإنقاذ والبحرية جهودهم الحثيثة لليوم الرابع على التوالي بحثًا عن 15 مفقودًا في حادث السفينة السياحية الإيطالية "كوتسا كونكورديا" الذى أعاد إلى الأذهان مشاهد غرق السفينة العملاقة تيتانيك في عشرينيات القرن الماضي. وقالت السلطات الإيطالية إن عدد القتلى ارتفع إلى خمسة وإن اثنين من الركاب المفقودين يحملان الجنسية الأمريكية وكان من ضمن مجموعة تضم 120 سائحًا أمريكيًا على متن السفينة في الوقت الذي اتهم فيه مسؤولو الشركة المشغلة للسفينة "كوستا كونكورديا"، ربان السفينة، بارتكاب "أخطاء جسيمة". وقالت شركة "كوستا كروزس" في بيان إن "مسار السفينة يظهر أنها اقتربت كثيرًا من الشاطئ، وأن أسلوب قائدها في إدارة الأزمة الطارئة يبدو أنه لم يلتزم بالمعايير المتبعة التي أقرتها كوستا". وألقت الشرطة الإيطالية القبض على ربان السفينة، فرانسيسكو سكيتينو، السبت الماضي، في أعقاب جنوح السفينة السياحية الضخمة، التي كانت تقل على متنها ما يقرب من أربعة آلاف و200 شخص. ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية "أنسا" عن رئيس الإدعاء، فرانسيسكو فيروزيو، قوله إن الضابط الأول للسفينة "المنكوبة"، سيرو أمروزيو، تم اعتقاله أيضًا لاستجوابه بشأن الحادث. وفي الوقت الذي أقرت فيه شركة "كوستا كروزس" بارتكاب أخطاء أدت إلى الحادث. وعثرت فرق الإنقاذ على جثتين إضافيتين خلال الساعات القليلة الماضية، مما يرفع حصيلة ضحايا الحادث إلى خمسة قتلى على الأقل حتى اللحظة، بالإضافة إلى ما يزيد على 15 آخرين ما زالوا في عداد المفقودين، فضلاً عن 20 جريحًا آخرين. وقال المتحدث باسم قوات حرس السواحل، كوزيمو نيكاسترو، إنه تم العثور على جثتين لعجوزين كانا يرتديان سترة النجاة قرب أحد مطاعم السفينة. وتمكنت فرق الإنقاذ من انتشال أحد أفراد طاقم السفينة، إيطالي الجنسية، على قيد الحياة، كان محاصرًا بين الحطام في مطعم آخر بالسفينة، بحسب ما ذكر المتحدث باسم سلطات ميناء "بورتو سانتو استيفانو"، فيليبو ماريني. وقبل قليل من العثور على جثتي العجوزين، قال عمدة جزيرة "جيجليو"، سيرجيو أورتيلي، إن ستة من العاملين بالسفينة، بالإضافة إلى 11 راكبًا ما زالوا في عداد المفقودين. من جانبها، قالت السفارة الأمريكية في إيطاليا، على صفحتها بموقع "تويتر"، إن اثنين من بين 120 راكبًا أمريكيًا كانوا على متن السفينة، لم يُعرف مكانهما بعد. ولم تتضح، حتى الآن، جنسيات المفقودين، بينما ذكرت وسائل الإعلام أن السفينة كانت تقل سياحًا من إيطاليا وفرنسا وبريطانيا، إضافة إلى آخرين من البرازيل وبيرو. وتعرضت السفينة العملاقة للانقلاب على أحد جانبيها، بعد اصطدامها بصخور قرب ساحل جزيرة جيجليو، غربي إيطاليا، ما أعاد إلى الأذهان حادث غرق السفينة العملاقة "تيتانيك"، التي تحل الذكرى المئوية الأولى له في أبريل المقبل.