علي الرغم من أهمية الثروة الداجنة للاقتصاد المصري ، الا أن "صناعة الدواجن" تواجه العديد من المخاطر والتحديات في السنوات الأخيرة ، ومن اهمها انتشار فيروس انفلوانزا الطيور وتراخي المسئولين في مواجهته ، وعدم صرف تعويضات مناسبة للمزارعين المتضررين من المشكلة ، والذين تكبدوا خسائر فادحة في السنوات الأخيرة ، مما جعلهم يعزفون عن تربية الدواجن والتوسع في انشاء المزارع الجديدة. وتأتي محافظة المنوفية في مقدمة المحافظات المتضررة من الأزمة، حيث تقدر الثروة الداجنة بها بنحو 118 مليون دجاجة كما تنتج مايزيد عن 285 مليون بيضة سنويا، وتنتشر الالاف من مزارع الدواجن بالمئات من قري المنوفية والتي يعمل بها مايزيد عن نصف مليون مزارع ، أصبحوا مهددين بالتشرد ، بعد أن أصبحت تلك المزارع مهددة بالغلق وافلاس أصحابها بسبب تراكم الديون عليهم والتحديات التي تواجههم في ظل تخاذل المسئولين بالمحافظة عن طرح حلول لما يواجهونه من مشاكل. في البداية يقول أحمد جوهري"صاحب مزرعة":أصبحت تربية الدواجن غير مربحة ، وخاصة في الأشهر الأخيرة ، حيث تركنا المسئولون فريسة لتجار السوق السوداء الذين يبيعون لنا الأمصال بأسعار باهظة ، علي الرغم من تصريحات المسئولين بتوفيرها في الوحدات البيطرية ، الا أن هذا الأمر غير حقيقي ، فدائما ما نسمع عن تنظيم حملات لتحصين المزارع ، ولكنه أيضا مجرد كلام وتصريحات لا تجد طريقها للتنفيذ علي أرض الواقع ، بالاضافة الي الارتفاع المستمر في أسعار الأعلاف والأدوية البيطرية ، وارتفاع أجور العمالة المدربة ، وفي النهاية يجد المزارع نفسه هو الخاسر الوحيد ، علي الرغم من المكاسب الكبيرة التي تحققها محللات الأعلاف والأدوية البيطرية ، الا أن ارتفاع التكلفة تجعل صاحب المزرعة لا يحقق هامش الربح المطلوب الذي يشجعه علي الاستمرار في تلك المهنة التي جلبت لنا المتاعب والخسائر المستمرة ، وخاصة بعد ظهور فيروس انفلوانزا الطيور وتوطنه في مصر ، وعدم قدرة الحكومات المتعاقبة علي مواجهته . وينتقد عبدالله زكي "مزارع" عدم صرف كافة التعويضات المستحقة للمزارعين المتضررين من انفلوانزا الطيور علي مدار السنوات الماضية ، وخاصة صغار المزارعين ، حيث قامت مديرية الطب البيطري والمحافظة بغلق عدد من المزارع واعدام أعداد كبيرة من الدواجن بسبب مجرد الاشتباه في ظهور انفلوانزا الطيور بها ، ولم نحصل منهم علي شيئ سوي مجموعة من الوعود المتكررة بصرف تعويضات مناسبة ، وكلما نتوجه بشكاوي للمسئولين تتكرر تلك الوعود ، وحتي الان لم يحصل علي التعويضات سوي الكبار فقط ، ممن يمتلكون مزارع كبيرة أو عدد من المزارع ، أما صغار المربين فلم يساعدهم أحد وكذلك المزارعون الذين تم اعدام دواجنهم المنزلية والمتضررين من قرار المحافظ الأسبق بهدم عشش الدواجن المنزلية ، فلم يحصل أحد منهم علي التعويضات المقررة حتي الان ولأسباب مجهولة ، كما لم تفكر الحكومة في صرف تعويضات فورية لأي صاحب مزرعة يفقد مزرعته في كارثة مثل اشتعال الحريق بها ، أو نفوق كافة الدواجن بسبب مرض الكتاكيت الصغيرة أو اصابة المزرعة بانفلوانزا الطيور التي تؤدي الي نفوقها في الحال. ويطالب شريف نوح "صاحب مزرعة" بضرورة دعم الدولة لأصحاب المزارع حتي يتم النهوض بتربية الدواجن وزيادة الانتاج من الثروة الداجنة والبيض ، وهذا ما سيؤدي الي خفض الأسعار ، فلابد من تدعيم أسعار الأعلاف ، وأن تقوم الوحدات البيطرية بدورها في توفير الأمصال المجانية للمزارع وكذلك لصغار المربين ، وأن يتم توفير كميات مناسبة من أنابيب الغاز المخصصة للمزارع والتي يتم استخدامها في التدفئة ، وخاصة مع حلول فصل الشتاء ، حيث يتسبب البرد في نفوق كميات كبيرة من الدواجن ، مما يؤدي الي خسارة صاحب المزرعة في النهاية ، او يضطر الي رفع سعر الدواجن حتي يحقق هامش ربح بسيط يمكنه من الاستمرار في فتح المزرعة لدورات جديدة وصرف مستحقات العشرات من العمال العاملين بها.