أكد تقرير لمنظمة اليونسيف وجود ما بين 27 - 30 مليون عبد في العالم في القرن الحادي والعشرين، ويتفق الخبراء على أن الغالبية العظمى لرقيق العصر، يعيشون في آسيا ومناطق المحيط الهادئ حيث يتم احتجازهم قسرًا نتيجة لعبودية الدين للعمل في الزراعة وكخدم، ويسخر ملايين آخرون للاستغلال الجنسي في جميع أنحاء العالم. وتشير التقارير والإحصاءات إلى وجود ملايين من العبيد يباعون ويشترون في سوق النخاسة في مختلف بقاع الأرض وتحت أنظار الحكومات التي تغض الطرف عنها. ويحتفل العالم غدًا باليوم الدولي لإلغاء الرق، وهو اليوم الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2002 للاحتفال باليوم الدولي لإلغاء الرق والاحتفال باتفاقية الأممالمتحدة بشأن قمع الإتجار بالأشخاص واستغلال بغاء الغير في 2 ديسمبر عام 1949. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "إنه رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومات والمجتمع المدني، والمجتمع الدولي، ما زلنا نعيش في عالم يعاني من الرق والممارسات الشبيهة بالرق" موضحًا أن ملايين البشر يعيشون حياة تتسم بالإذلال واللاإنسانية على نحو لا يمكن تصوره. وقال "إن استعباد المدين، والسخرة والإتجار بالبشر والإتجار لغرض نزع الأعضاء والاستغلال الجنسي، وأسوأ أشكال عمل الأطفال، والزواج القسري، وبيع الزوجات، ووراثة الأرامل، والتجنيد القسري للأطفال لاستخدامهم في النزاع المسلح هذه كلها بين مظاهر الرق اليوم وكلها جرائم وانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان". وأوضح أن مجلس حقوق الإنسان أقر هذا العام، المبادئ التوجيهية المتعلقة بالأعمال التجارية وحقوق الإنسان، التي تبين الكيفية التي ينبغي أن تنفذ بها الدول والمؤسسات التجارية إطار الأممالمتحدة المعنون "الحماية والاحترام والإنصاف". وأكد مون على مبادرة الأممالمتحدة العالمية لمكافحة الإتجار بالبشر -التي تضم معها منظمة العمل الدولية ومفوضية الأممالمتحدة لحقوق الإنسان ومنظمة الأممالمتحدة للطفولة ومكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة والمنظمة الدولية للهجرة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا- فضلاً عن الاتفاق العالمي (مبادرة الأممالمتحدة بشأن استدامة أداء الشركات)، على تشجيع القطاع الخاص على أداء دوره في إذكاء الوعي بأشكال الرق المعاصرة واتخاذ خطوات استباقية للقضاء عليها. وفي هذا العام، يكون صندوق الأممالمتحدة للتبرعات لمكافحة أشكال الرق المعاصرة قد قضى عشرين عامًا في مساعدة الضحايا على استعادة استقلالهم وحياتهم وكرامتهم، ودعم الصندوق مشاريع توفر التدريب المهني، والتعليم، والمشورة القانونية، والمساعدة الطبية والنفسية. واستهدف الصندوق أيضا العوامل الاجتماعية التي يمكنها أن تعزز العبودية، ويحتاج الصندوق إلى مبلغ حده الأدنى 1.5 مليون دولار من أجل الوفاء بولايته، غير أنه لم يجمع سوى ما يقل عن ثلث هذا المبلغ حتى الآن. وناشد بان كي مون جميع الحكومات، والمؤسسات التجارية، والمنظمات غير الحكومية والشركاء الآخرين أن يثبتوا التزامهم بمكافحة الرق عن طريق تقديم تبرع مالي إلى الصندوق، والعمل معًا في تعاون وثيق من أجل إنهاء هذا البلاء. وتعتبر التجارة بالرقيق من الأمور التي أقلقت المجتمعات العالمية التي سعت ومنذ قرون إلى محاربة هذه الظاهرة، ولم تتمكن إلى اليوم من القضاء عليها بشكل نهائي. ويؤكد تقرير الأممالمتحدة، الذي صدر بمناسبة إحياء ذكرى القضاء على تجارة الرقيق، حيث أوضح أن نحو 5.7 مليون طفل في العالم هم من ضحايا العمل القسري والاسترقاق، كما جاء في التقرير أن 300 ألف طفل يتم استغلالهم كمجندين في أكثر من منطقة من مناطق الصراع بالعالم، بينما تجبر الفتيات المختطفات على ممارسة الجنس قهرًا. وأضاف التقرير أن نحو 191 مليون طفل، تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 14 عامًا بمختلف مناطق العالم، يقومون بأعمال حقيقية باعتبارهم عناصر اقتصادية فعالة، وينخرط 40 % منهم في أعمال خطيرة، واعتبر التقرير أن الرق وتجارة الرقيق، تعد أسوأ انتهاكات لحقوق الإنسان في تاريخ البشرية. وحدد كيفن باليس، وهو ناشط في مجال مكافحة العبودية، معايير الرق بأنه يعني أن شخصًا يخضع بشكل تام لسيطرة شخص آخر يطوع العنف للحفاظ على هذه السيطرة، واستغلاله من أجل عائد مادي، والضحية لا يملك سوى الخضوع. وقال باليس، مدير منظمة حرروا العبيد، وهى مؤسسة تعنى بتحرير العبيد من رجال ونساء وأطفال، حول العالم وضمان بقائهم أحرارًا، إلى إمكانية اجتثاث الرق الحديث بمهاجمته من أربعة جبهات: سياسية، واقتصادية، ودينية واجتماعية.. مشبهًا الحرب على هذا الصعيد بالحملة الدولية للقضاء على مرض الجدري قبل عدة عقود. والرق الحديث يختلف كثيرًا عن تجارة الرقيق خلال الفترة بين عام 1501 حتى 1867 حيث تم شحن نحو 12.5 مليون أفريقي إلى الأمريكتين، آنذاك، وكان ملاك العبيد عادة أعضاء بارزين في المجتمع، وقام نظام اقتصادي ضخم على مؤسسة العبودية العالمية، واليوم المستعبدون هم في معظم الأحوال بشر يعيشون في الظل على الهامش.