قالت روسيا الثلاثاء إنها بدأت تدريبات لزيادة جاهزية أسلحتها النووية التكتيكية في المنطقة العسكرية الجنوبية، فيما ينظر إليه على نطاق واسع على أنه تهديد جديد من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ويتم إجراء التدريبات التي تم الإعلان عنها في وقت سابق من الشهر الجاري باستخدام صواريخ "إسكندر" و"كينجال" وهي أسلحة تكتيكية يمكن تزويدها برؤوس حربية نووية. وتعد هذه الصواريخ أقل قوة من الصواريخ النووية الاستراتيجية العابرة للقارات التي تم تطويرها بشكل أساسي كوسيلة للردع، إلا أن التدريبات تأتي في الوقت الذي يقدم فيه القادة الغربيون المزيد من الأسلحة لأوكرانيا لدعم جهودها في صد الغزو الروسي واسع النطاق، الذي بدأ في فبراير 2022. وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أن التدريبات تشمل النقل المستتر لصواريخ إلى موقع إطلاق محدد. وأضافت أنها تسعى إلى "الحفاظ على جاهزية أفراد ومعدات وحدات الأسلحة النووية غير الاستراتيجية للرد على التصريحات الاستفزازية والتهديدات من جانب مسؤولين غربيين ضد الاتحاد الروسي وتضمن بشكل غير مشروط سلامة أراضي وسيادة الدولة الروسية". وانتقدت الولاياتالمتحدة التدريبات ووصفتها بأنها غير مسؤولة، إلا أنها قالت إنها لم تلحظ أي شيء يدفعها إلى تغيير وضع الردع الاستراتيجي الخاص بها. كما انتقدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بشدة المناورات، قائلة إن حقيقة أن روسيا تجريها بالقرب من الحدود الأوكرانية هو "علامة على أنهم يريدون استخدام كل الوسائل الممكنة، بما في ذلك في حالة الشك، تلك التي تسبب عدم الأمان"، حسبما قالت مساء الثلاثاء على قناة "زد دي إف" العامة الألمانية قبيل عودتها من زيارة إلى كييف. وأضافت بيربوك: "يحاول الرئيس الروسي ببساطة إنهاك هذا المجتمع، الذي لم يرغب منذ عامين في شيء أكثر من العيش في سلام وحرية". وأشارت إلى أن استراتيجية روسيا تتمثل في مهاجمة البنية التحتية على وجه الخصوص "شريان الحياة للمجتمعات الحديثة". ولم تكن أنظمة الدفاع الجوي الحالية كافية، لذلك وجهت بيربوك نداء عاجلا إلى العالم بأسره لتوفير أنظمة إضافية. وعندما سُئلت عن التلميح إلى أن الدفاعات الجوية لحلف شمال الأطلسي من الخارج يمكن أن تساعد في تأمين جزء من المجال الجوي الأوكراني، قالت بيربوك: "سيكون من الأكثر كفاءة بكثير جلب الدفاع الجوي مباشرة إلى أوكرانيا"، وقالت إنه من هناك، يمكن لأنظمة الدفاع الجوي حماية الدول الأوروبية المجاورة. وكثفت موسكو حملتها الجوية والبرية في منطقة خاركيف المتاخمة لروسيا قبل أسبوعين تقريبا. ومنذ ذلك الحين سيطرت القوات الروسية على عدة قرى حدودية أوكرانية. ووفقا لمراقبين، تباطأ الهجوم في الأيام الأخيرة، لكنه لم يتوقف. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه الليلي يوم الثلاثاء إنه بينما تنجح القوات المسلحة الأوكرانية في تدمير "قوات الاحتلال" في منطقة خاركيف، فإن الوضع على الجبهة في منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا صعب للغاية. وأضاف زيلينسكي أن أوكرانيا بحاجة إلى دفاع جوي وتكنولوجيا الدبابات وقذائف المدفعية ، مشيرا إلى أنه ممتن لكل دولة وشريك على مساعدتهم. ومع ذلك، قال إن "وسائل تدمير العدو يجب أن تأتي الآن ، في هذه الأسابيع ، وليس في وقت ما في الصيف".