بدأ مئات الأقباط في التوافد على دير القديس ماري جرجس بجبل الرزيقات في مدينة أرمنت، استعدادًا للاحتفال بمولد "ماري جرجس". استعدت الأقصر مبكرًا لاستقبال أكثر من مليون زائرما بين مسلم ومسيحي من الذين سيشاركون في الاحتفالات والتي تبدأ في العاشر من نوفمبر المقبل وتستمر أسبوعًا. أمر الدكتور عزت سعد -محافظ الأقصر- بتشكيل لجنة موسعة برئاسة اللواء علاء الهراس -السكرتير العام للمحافظة- تتولى توفير كافة الخدمات اللازمة لزوار مولد القديس مارى جرجس من المسيحيين والمسلمين وتوفير الرعاية الطبية والاجتماعية والطبية لهم حتى نهاية الاحتفالات. كما وضعت الأجهزة الأمنية في المحافظة خطة -بإشراف اللواء حسن محمد حسن -مدير أمن الأقصر- واللواء الشافعي محمد حسن -مساعد مدير مصلحة الأمن العام لمحافظات جنوب الصعيد- لتأمين ساحة الاحتفالات والطرق المؤدية إلى الدير. وقال مصدر أمنى إن الخطة التي ستشارك فيها قوات من الجيش تتضمن إخضاع مداخل ومخارج مدينة أرمنت التي يقع بها دير القديس مارى جرجس لعمليات تفتيش دقيق للمغادرين والقادمين للمدينة.. وتكثيف التواجد الأمني في جبل الرزيقات للدير وتوسيع دائرة الاشتباه بين القادمين والمغادرين وشن حملات تمشيط للمناطق الجبلية المتاخمة للدير وتسيير دوريات ونشر مزيد من الأكمنة الأمنية على الطرق المؤدية للدير بهدف تأمين الزائرين من الأقباط والمسلمين. يقع الدير على بعد 30 كيلومترًا غرب مدينة الأقصر وهو دير حديث نسبيًا حيث أنشئ في نهاية القرن التاسع عشر ما بين عامي 1850 و1870. وتكثر الأديرة والكنائس التي تحمل اسم هذا القديس الذي يعتبر أكثر القديسين شعبية بعد السيدة مريم العذراء لدى المسيحيين في مصر. ومن أهم الكنائس التي تحمل اسمه، كنيسة ماري جرجس الروماني في مصر القديمة والتي دفن بها جزء من جسده. ولد ماري جرجس في مدينة ملاطية بتركيا وكان والده أميرًا لها وكان يدعى أنطاسيوس.. ثم قتل أبوه فحملته أمه هو وأختيه إلى فلسطين وهناك التحق بالجيش وتولى المناصب العليا حتى أصبح أميرًا ووهبه الملك الروماني حصانًا جميلاً. ثم أصدر الملك "ذادا يافوس" مرسومًا بهدم الكنائس وحرق الكتب المقدسة فرفض ماري جرجس هذا المرسوم ومزقه أمام الجنود فقادوه مكبلاً أمام الملك. وبدأت منذ هذه اللحظة سلسلة من التعذيب انتهت باستشهاده.. ويحكي التقليد الكنسي أن جزءًا من جسده انتقل من "اللد" بفلسطين إلى مصر حتى استقر أخيرًا بكنيسة مصر القديمة. ودير مار جرجس هو أحد الأديرة المنتشرة في صحراء مصر الغربية والتي تنسب إلى القديس الأنبا باخوميوس مؤسس الرهبنة في صعيد مصر. ويشمل الدير إحدى الكنائس التي ترجع إلى القرن الرابع الميلادي. وللدير 21 قبة مبنية كلها بالطوب اللبن في نظام بديع تشتهر به الأديرة المسيحية المصرية.