بدأت أمس الاحتفالات بذكري ميلاد القديس ماري جرجس التي تستمر حتي17 من الشهر الحالي وسط إجراءات أمنية مكثفة بعد حادث الحريق الذي شهده الدير الأسبوع الماضي في الخيام التي كان يتم تجهيزها استعدادا لاستقبال الزائري القادمين للاحتفال. وكانت محافظة الأقصر بالتعاون مع الجهات الأمنية قد أعدت خطة متكاملة لاستقبال المولد وقرر الدكتور عزت سعد محافظ الأقصر رفع حالة الطوارئ بين أجهزة المحافظة لتوفير جميع الخدمات اللازمة لزوار المولد وتوفير الرعاية الطبية والاجتماعية لهم, وقام اللواء أحمد ضيف مدير أمن الأقصر بوضع خطة أمنية متكاملة لحماية مداخل ومخارج منطقة الدير. ويقع الدير علي بعد30 كيلو مترا غرب مدينة الأقصر وأنشئ في نهاية القرن التاسع عشر ما بين عامي1850 و.1870 وتكثر الأديرة والكنائس التي تحمل اسم هذا القديس الذي يعتبر أكثر القديسين شعبية بعد السيدة مريم العذراء لدي المسيحيين في مصر, ومن أهم الكنائس التي تحمل اسمه كنيسة ماري جرجس في مصر القديمة التي دفن بها جزء من جسده. ولد ماري جرجس في مدينة ملاطية بتركيا وكان والده أميرا لها وكان يدعي أنطاسيوس, ثم قتل أبوه فحملته أمه هو وأختيه إلي فلسطين وهناك التحق بالجيش وتولي المناصب العليا حتي أصبح أميرا ووهبه الملك الروماني حصانا جميلا. ثم أصدر الملك ذادا يافوس مرسوما بهدم الكنائس وحرق الكتب المقدسة فرفض ماري جرجس هذا المرسوم ومزقه أمام الجنود فأقتادوه مكبلا أمام الملك. وبدأت منذ هذه اللحظة سلسلة من التعذيب انتهت باستشهاده, ويحكي التقليد الكنسي أن جزءا من جسده انتقل من اللد بفلسطين إلي مصر حتي استقر أخيرا بكنيسة مصر القديمة. دير ماري جرجس هو أحد الأديرة المنتشرة في صحراء مصر الغربية التي تنسب إلي القديس الأنبا باخوميوس مؤسس الرهبنة في صعيد مصر, ويشمل الدير إحدي الكنائس التي ترجع إلي القرن الرابع الميلادي, وللدير21 قبة مبنية كلها بالطوب اللبن في نظام بديع تشتهر به الأديرة المسيحية المصرية.