غمرت الأضواء المبهرة "المتراقصة" سماء النرويج والسويد وأيسلندا وكندا وأكثر من 20 ولاية شمال الولاياتالمتحدةالأمريكية أمس وحولت الليل في هذه المدن إلى ما يشبة "النهار الغائم" لفترة امتدت لأكثر من ثلاث ساعات فيما يعرف ب "أضواء الشمال" أو الشفق القطبي وهى ظاهرة فلكية طبيعية تحدث بسبب هبوب العواصف الشمسية الكهرومغناطيسية واصطدامها بالغلاف الجوي للأرض في منطقة القطب الشمالي والجنوبي. وقد تجمع الملايين في تلك الدول لمشاهدة هذه الظاهرة التي تتكرر سنويا وحرص الآلاف على تسجيلها بالفيديو والصور وفي الولاياتالمتحدة امتدت الظاهرة حتى العاصمة واشنطن وجورجيا وميتشي وقد أثارت الأضواء الشمالية Northern Lights أو الشفق القطبي الخوف والاهتمام لدى الناس منذ زمن سحيق وحيكت حولها الأساطير في التراث الشعبي لتلك الشعوب وهناك أسطورة فنلندية تقول إن هذه الأضواء هي بسبب ثعلب قطبي كان يركض في الهضاب والجبال فعلق ذيله الكثيف في زوابع الثلج ونثر في السماء ذيلاً من نار. لهذا تسمى الأضواء الشمالية في فنلندا "ريفونتيوليت" أي نيران الثعلب. وتتطور الأضواء الشمالية، أحياناً، إلى صخب من الألوان والأضواء المتراقصة في المساء. حيث تتحرك المنحنيات وأضواء الشفق القطبي الشمالي عبر السماء بسرعة، يتداخل فيها اللون الأخضر مع موجات متحركة من اللون الأحمر والأزرق والبنفسجي. ولا يمكنك أن تفوت الاستمتاع بمثل هذا المشهد إذا ما صدف أن كنت خارج البيت حين حدوث ذلك. و يشاهد، أثناء ذروة انفجار الأضواء، لون أحمر في الغرب. ويستمر نشاط العرض ثلاث ساعات وأفضل وقت لمشاهدة عروض أضواء الشمال في سماء الشمال هو ما بين الساعة التاسعة ومنتصف الليل. ويمكن رؤية أضواء الشمال، أثناء التداخلات المغناطيسية منذ المساء حتى الصباح، وبعبارة أخرى منذ الغسق حتى الفلق. و من المعروف أن هناك علاقة متبادلة بين البقع الشمسية والأضواء الشمالية و تتعاظم هذه العلاقة أثناء ذروة البقع الشمسية أكثر مما تكون في حضيضها، وتكون الرياح الشمسية وهي تيار من البلازما محمل بالبروتونات والإلكترونات في ذروة شدتها وعدم استقرارها. ويلتقط المجال المغناطيسي الأرضي بعض هذه الجسيمات فتسير مع اتجاه القوة المغناطيسية إلى الطبقة الأيونية وتصطدم بغازات الأكسجين والنتروجين والهيدروجين الموجودة هناك. و يظهر اللون الأحمر والأخضر عندما تصطدم الجسيمات المشحونة بالإلكترونات بذرات الأكسجين، وتظهر ظلال زرقاء عندما تصطدم هذه الجسيمات بجزيئات النتروجين. وتصل سرعة الرياح الشمالية إلى (900) كم في الثانية. ومن السهل في هذه الأيام، التنبؤ بزمن ظهور الأضواء الشمالية لأن الأقمار الاصطناعية تلتقط باستمرار صوراً لأنشطة الشمس. تستغرق الجسيمات الصادرة عن الشمس ثلاثة أيام حتى تصل إلى جو الأرض ويمكن مراقبة الوضع باستخدام الأقمار الاصطناعية التي تدور قريبة حول الأرض. الشفق القطبي