شكرا لكم .. كنتُ أحتاج حزناً يناسب الصور التى تتقاذفها مواقع الإنترنت وصفحات الفيس بوك لأصدقائى الموتى : شباب فى نفس أعمارنا وأصغر بسنوات تركوا ضحكاتهم وحبيباتهم والأغنيات التى اختاروها من على اليوتيوب، تركوا بقايا فناجين القهوة والسجائر والولاعات وقصص العشق الصغيرة وبقايا دماء على قمصانهم ،ورحلوا!، شكراً لكم ، ماذا كان يفيد كأس تأتى وعُرس الدم المصرى مازال طازجاً وبكاء الأمهات مازال موجعا ومريراً ؟!. شكراً لكم ، صحيح أننا تعودنا منكم عبقرية فى إفساد أى محاولة للفرح وفى سرقة أبسط حلم فى الانتصار ، لكنكم فى نهائى الكأس قدمتم الجرعة المناسبة تماماً وعاد 70 ألف مشجع من استاد القاهرة وهم يبكون بكاءً موجوعاً ليرتموا فى أحضاننا نحن عشاق الأبيض الغلابة فى الشوارع والمدن والقرى البعيدة . شكراً لكم لأنكم ركلتم بأقدامكم الذهبية كأساً كنا سنحتار فيها !، هل كنا سنحتفل ونقيم الأفراح ونطلق البمب فى الهواء ، هل سنخرج بالسيارات الى الشوارع وتيت تيت زمالك ، هل يجوز أن نفعل ذلك ومازلنا حائرين فى الفارق الزمنى بين مشاهد المدرعات التى هرست أجساد المصريين فى ميدان التحرير ثم عادت لتدهسهم أمام ماسيبيرو ، وهل هو مشهد واحد متكرر أم مشهدين أحدهما قبل الثورة والثانى بعدها بتسعة اشهر؟! ، إن شوقنا الجارف كجمهور أبيض لفرحة انتصار بعد سنوات ذل وانكسار تستحق أن نؤجلها بعض الوقت ، فربما جاءت فى توقيت بلا دماء وحزن موجع على وطن يفلت من أيدينا ليسقط ثانية تحت أحذية العسكرتارية . شكراً لكم ، زيدونا قسوة زيدونا ، وشكرا ل"بعض" جماهير الأهلى التى توحدت معكم وخرجت للشوارع تهتف : "انبى بيوجعنى "،فقد كنا نحتاج جرعة إضافية من الوجع والإهانة والذل والوجع لنتجرع كأسك لأخر قطرة يا زمالك !