كان حبيب العادلي اذا عطس تفككت اوصال أمناء الشرطة في انحاء مصر، وعندما قامت الثورة اختفوا جميعا بسرعة مريبة وبطريقة أكثر ريبة كأنما انشقت الارض وابتلعتهم، وحرمونا من ملابسهم »المنشية« وكاباتهم »اللي علي جنب« واراحونا من زهوهم وتكبرهم في مشيتهم.. تخلوا عن واجبهم الوطني، ومسئوليتهم في حماية امن بلدهم الذي كان يجب عليهم ان يضحوا بأرواحهم ودمائهم في سبيله فقد حققوا بفضله كل أمانيهم.. تركوا السجون والاقسام ليهرب روادها المجرمون بما فيها من اسلحة ليقتلوا بها وينهبوا ويسلبوا ويسفكوا الدماء. خلت مصر وحاراتها وأزقتها من واحد منهم عنده بقايا شجاعة او وطنية او احساس بالواجب.. او دم. كجرذان القذافي احتموا بالشقوق والجحور آثروا السلامة وتجنبوا وجع القلب ولم يفكروا حتي في ممتلكاتهم من الميكروباصات التي امتلأت بها الشوارع تدر عليهم الربح الوفير »تبرطع« في الشوارع بلا رادع ولا حساب فهي ملك اصحاب البلد.. تركوا الوطن يحكمه ويتحكم فيه البلطجية يرتكبون أبشع الموبقات والمخالفات: الاغتصاب والتحرش والاختطاف وطلب الفدية ونهب المساجد والمتاجر وسرقة السيارات في »عز« الظهر وهانت عليهم مصر وأمنها واقتصادها، توقف الانتاج وماتت السياحة وتبخرت المدخرات وتقلص الاحتياطي وتكاتفت عليها كل عناصر الشر والتخريب والتدمير وأمناء الشرطة نام ضميرهم أو مات أو باعوه وتبخرت الدماء من عروقهم وأكلوا السحت آخر كل شهر بدون عمل.. فجأة انشقت الارض عنهم وخرجوا كخفافيش الظلام يفركون أعينهم وبلا خجل أو حياء وفي تبجح فاجر اعلنوا عن مطالب لا يحكمها منطق ولا عقل ولا أخلاق. علا صياحهم امام وزارتهم بأحط الالفاظ وتجرأوا وطالبوا باستقالة وزيرهم.. تمرد رجال القانون علي القانون وتجرأ حماة الامن علي الامن ، خاصمهم حب الوطن والغيرة علي كرامته.. يا جرذان الامس أين حمرة الخجل؟ مطالبكم مقابل ماذا؟ هل تطلبون مكافأة الدولة عن هروبكم المخزي المهين وترككم سلاحكم للبلطجية وتخليكم عن واجبكم؟ كان الاحري بكم ان تقفوا في محراب الندم تطهروا نفوسكم وتندموا علي ما فعلتم وانكم عائدون بإخلاص وبعد ان يقبل وطنكم ومواطنوكم اعتذاركم وتتأكد لهم وطنيتكم، تعلنون علي مطالبكم المشروعة وحقكم الضائع و»اللا« أنا غلطان؟!