فى حياة كل منّا لحظات لا تنسى، ولا يستطيع العمر رغم امتداده محو آثارها، لا سيما إذا ارتبطت تلك اللحظات بمرحلة بالطفولة. مواقف عدّة تظل عالقة بالذهن والوجدان، أكثرها تلك التى تكون الأم بطلًا فيها.. والقصيدة التى كتبها اليوم الشاعر سعيد شحاتة فى عيد الأم ترصد واحدة من تلك اللحظات، تعرض لها الجميع حين تضطر الأم - لفرط حرصها على مصلحة الوليد - لمعاقبته حتى ينتهى من واجباته المدرسية. سعيد حامد شحاتة واحد من أهم شعراء العامية الشباب، ولد فى قرية منية المرشد التابعة لمركز مطوبس بكفرالشيخ عام 1979، وحصل على ليسانس اللغة العربية من جامعة طنطا، ويعمل موظفًا بالهيئة العامة لقصور الثقافة. صدرت له أربعة دواوين بالعامية: "حاجات يامه" 2003، و"كلام أخضر" 2010، و"حلمت بيه.. ونسيت"2011، و"طرح النهار على نخل فبراير" 2012، وله تحت الطبع: "الصبر مفتاح الكلام"، و"يا خلق الله"، و"غناوى الدرويش". (القصيدة) أنا متّهم بالعشق أنا متّهم بالخوف أنا متهم م الأمر بالمعروف إن الوليد نازل ونفسه يشوف وإن القمر بات ع الطريق مكشوف وإن الملايكه اللي اشتالوني ألوف وإن الكشوف ما فيهاش مكان للعد أنا متّهم والتهمه مش ع القد يا دموعى لحظة ما النهار يحتدّ علمنى قلبك أغنى للعشاق وعرفت أقف وأصرخ وأحب بجد وعرفت أموت وأضحك وأقوم وأشتد وعرفت معنى الامتلاك والكدّ وعرفت أكون المدّ فوق السّد وعرفت أبوس إيدك وأنام شبعان وقريت معاني الورد من ع الخد وعرفت مين اللي اتخلق إنسان وإزاي في عشقك أحن لك وأرتد يا كلمه بين الكف والسندان رمح الحصان في الغربه لمّا اتهد رجع الحصان بعد السفر بردان كسّر بيبان الأرض مالقاش حدّ علمنى قلبك أغنى ع الصلبان وعرفت أقف على سكتك وأتمدّ ***** أنا متهم بالعشق أنا متهم بالخوف أنا متهم بالردّ ع المألوف يا أم الوجع شباك على ضلوعي شايفك وشايف فى انعدام الشّوف يا شراع لبوحى ورايه لطلوعى شايفك وداير أحج وأجرى وأطوف يا ضحكه دافيه مشبّعه جوعى أنا متهم جوا العبايه الصوف أنا متّهم بالضحك في سبوعي أنا متهم بإرادتي وبطوعى أنا متهم بصراخي ودموعي أنا متهم رغم الكلام بالخوف ***** أنا متهم بالعشق أنا متهم بالانتماء للطين يا راشقه روحك رشْق جوايا يا ساكنه قلبي وعايشه في الضلعين ضحكة عيونك للغريب آيه فرحة عيونك للغريب شطّين لمسة كفوفك توت وضلايه همسة كفوفك للنسيم وِرْدين أنا مش بريء من فرحة الدّايه أنا متهم بالورد والياسمين أنا متهم بعيونك الصافيين بملامحك الدافيه بسكوت ملامحي وضحكتي الصافيه يا قصيده حافيه بتفتح الأوجاع أنا متهم والتهمه مش بيّاع أنا متهم والتهمه مش ظالم وسيوف عداكى بتنصر الأتباع وقلوب عداكي بتقتل الحالم أنا متهم والتهمه ناسي جياع أنا متهم والتهمه سيف تالم يا قصيده وضفيرتين ونيل وشراع يمكن مسالم بس مش سالم أنا متهم والتهمه مش ظالم ومش سرّاق أنا متهم والتهمه بالتأكيد ماهيش ترياق وأنا متهم تاهت خطاوي القلب فى الأنفاق وحشانى جامد والسكات يقتل وحشاني جامد والكلام حرّاق يا ضحكة العشّاق على الحاجب ماشى بدعاكى وداير أتعاجب - مش كاتب الواجب ولا مذاكر- لسّانى فاكر علْقة الواجب وحشانى رغم الغربه والحاجب وطوق الناس وحشانى رغم ضآلة الإحساس وحشانى رغم بلادة الترباس على الآله شلتينى يامه ولسّه شياله شلتينى والسيّاله واحة خير أنا طيرك الواقف على الشباك وأنا فرحتك فى مواكب التحرير وانا كلمتك وسط الملايكه هناك وانا صرختك لحظة سكوت الغير يا بهجة النوافير فى أوصالى ضحكت لى خالتى وفرّحت خالى رقص الهلالى ف موكب الترحال وقف الطريق واتمرّد الخيّال هزّ الهلال الضيّ جوّاكي مولود وروحك لسّه ضمّاني مولود وروحى ف شالها ضمّاكي يا راسمه قلبي ف صدر خلاني مولود كإن الفرحه ولداكى نزل الخلاص شايلك وشايلاني ويايا روحك واللا أنا معاكى أنا متّهم والتهمه مجاني أنا متهم بالضحك في حشاكي ***** أنا متهم بالخوف أنا متهم بالعشق أنا متهم بمحبتي لطيني أنا متهم والتهمه تكفيني مصلوب ومحمي بروح محبيني ساكت ونفسي أتهجى تكويني يا مهاجره فيّا ونايمه فى حضيني لحسوا العسل بالمعلقه الصيني يا سارقه قلبي وساكنه ضلعيني ضمينى بشويش وانتى مش وياى وان غبت عنك برضه ضمينى الغربه موت والفرقه قتّاله وانا نفسى أقف وأصرخ وحشتينى سمّينى عاشق، سمّى روحى شراع سمّى وبوسينى وسمّى وارقينى وخديني للأحلام وضمّيني واسقينى من زمزم دعاكى الرزق أنا مش بريء من أى شيء يا أمّه أنا متّهم والتهمه مفطوم عِشْق
