تحتفل الفرقة القومية العربية للموسيقي بقيادة المايسترو سليم سحاب في بداية نشاطها خلال الموسم الفني الجديد 2011-2012 بالذكري 30 لرحيل الموسيقار رياض السنباطي في إطار احتفالات دار الأوبرا بذكرى رموز وأعلام الموسيقى والغناء في مصر والوطن العربي. يتم ذلك من خلال حفلين يقام الأول في الثامنة مساء الخميس القادم علي مسرح أوبرا دمنهور ويعاد مساء الجمعة القادمة علي مسرح سيد درويش " أوبرا الإسكندرية " . يتضمن برنامج الحفلين مجموعه من أشهر أعمال الموسيقار الراحل رياض السنباطي التي أثري بها الساحة الغنائية والفنية طوال مشواره منها " قصيدة أصون كرامتي ونشيدي أنا النيل مقبرة الغزاة والجامعة . ويتضمن أيضا "لحن الوفا ومين يشتري الورد مني ولا دمع كفاه ولاطفا النار وإن كنت ناسي أفكرك وحقابله بكره وصوت الوطن وفاضل يومين وع بلد المحبوب وعودت عيني وإله الكون ومصر تتحدث عن نفسها" . يشدو بهذه الأغاني نجوم الغناء بالفرقة وهم : " عفاف رضا وريم كمال ومحمود عبد الحميد ومي حسن وغادة أدم وأحمد عفت وخالد عبد الغفار " . يذكر أن الموسيقار رياض السنباطي ولد في 30 نوفمبر من عام 1906 بمحافظة دمياط ودخل عالم التلحين في مطلع الثلاثينيات من القرن الماضي عن طريق إحدي شركات الاسطوانات التي قدمته كملحن لكبار المطربين والمطربات منهم " عبد الغني السيد ورجاء عبده ونجاة علي وصالح عبد الحي" . تأثر السنباطي في بداية تلحينه للقصيدة بالمدرسة التقليدية كما تأثر بأسلوب زكريا أحمد. وأخذ رياض عن عبد الوهاب الطريقة الحديثة التي أدخلها على المقدمة الموسيقية كما كان من أوائل الموسيقيين الذين أدخلوا آلة العود مع الاوركسترا. ويري المؤرخون الموسيقيون أن ملامح التلحين لدى السنباطي قبل عام 1948 اعتمدت على الإيقاعات العربية الوقورة والبحور الشعرية التقليدية الفسيحة ومع تطور أسلوب السنباطي وسطوع نجم أم كلثوم في منتصف الثلاثينيات شهد عام 1935 أول تعاون بينهم بأغنية "على بلد المحبوب وديني"ولاقت نجاحا كبيرا. وكان نتيجة هذا النجاح انضمام السنباطي إلي جبهة الموسيقي الكلثومية والتي كانت تضم القصبي وزكريا أحمد إلا أن السنباطي كان مميزا عن الآخرين فيما قدمه من ألحان لأم كلثوم التي بلغ عددها نحو 90 لحنا ومن أشهر ألحانه القصيدة العربية التي توج ملكا عليها سواء كانت قصيدة دينية أو وطنية أو عاطفية . ولحن السنباطي للكثيرين من سلاطين الطرب أمثال منيرة المهدية وفتحيه أحمد وصالح عبد الحي ومحمد عبد المطلب وعبد الغني السيد وأسمهان وهدي سلطان وفايزة أحمد وسعاد محمد ووردة ونجاة وعزيزة جلال . نال السنباطي العديد من الأوسمة والتكريمات طوال مشوار ه منها : "وسام الفنون" من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1964 ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولى" من الرئيس الراحل محمد أنور السادات و"جائزة المجلس الدولي للموسيقى في باريس" عام 1964. ونال السنباطي أيضا "جائزة الريادة الفنية" من جمعية كتاب ونقاد السينما عام 1977 و"جائزة الدولة التقديرية في الفنون والموسيقى" و"الدكتوراه الفخرية" لدوره الكبير في الحفاظ على الموسيقى و"جائزة اليونسكو العالمية" . وكان الوحيد عن العالم العربي ومن بين خمسة علماء موسيقيين من العالم نالوا هذه الجائزة على فترات متفاوتة وفي التاسع من سبتمبر عام 1981 رحل السنباطي عن عالمنا بعد أن أثري الساحة الغنائية والفنية بمصر والوطن العربي .