"بوش" تستعد لإطلاق نظام للمساعدة في الأزمات المرورية

قريباً سيتحول التوتر والإحباط الناجمان عن التوقف في واحدة من عشرات الأزمات المرورية في الطرق الإماراتية إلى ذكرى من الماضي وذلك بفضل نظام جديد لمساعدة السائقين، يمر حالياً في مراحل إعداده النهائية للانطلاق في مختلف أنحاء العالم.
وتعمل شركة بوش، الشركة العالمية الرائدة في مجال تقنيات وخدمات السيارات، على إتمام نظامها الجديد الذي يحمل اسم "ترافيك جام أسيستانس" أو "مساعد الازدحامات المرورية"، وهو برنامج يمكنه توجيه السيارات عبر الأزمات المرورية على الطرق السريعة.
ومن المقرر بدء إنتاج النظام الجديد في عام 2014، ليقوم بتشغيل الكوابح أو التسارع وتوجيه السيارة بشكل ذاتي كليا في السرعات التي تصل إلى 50 كيلومتر في الساعة كحد أقصى، مما يعني أنه سيعمل في غالبية الحالات التي يكثر فيها توقف السيارات ومتابعة سيرها.
وأكد غيدو جرينغ، نائب الرئيس لدى بوش لخدمات السيارات في الشرق الأوسط وإفريقيا، أن النظام الجديد سيمثل خطوة عملاقة على طريق تحقيق القيادة الذاتية في طرق الشرق الأوسط، وسيكون له أثر بالغ في التقليل من التوتر وحالات الغضب الخطرة التي تجتاح الطرق الإماراتية أحياناً.
وقال: "تخيل أنك عالق في أزمة مرورية في شارع الشيخ زايد أو أي طريق مزدحم في الشرق الأوسط، وذلك في طريقك اليومي من العمل إلى المنزل، مما يعني ان ساعة كاملة من القيادة لا تزال تفصلك عن الوصول إلى منزلك والاسترخاء والراحة مع عائلتك. ستفكر في نفسك: أتمنى أن تكمل السيارة القيادة وتوصلني إلى المنزل. وهي أمنية ستحقق قريباً."
وأضاف: "لا يقتصر نظام المساعدة الجديد "مساعد الازدحامات المرورية" على كونه ابتكاراً ذكياُ في قطاع السيارات وحسب، بل إنه حل سيغير حياة الملايين من مستخدمي الطرق في الشرق الأوسط، ممن سيتمكنون من الوصول إلى وجهاتهم براحة أكبر."
يشار إلى أن أنظمة التكيف والتحكم بالرحلات "إيه سي سي"المستخدمة حالياُ تتابع السيارة الموجودة في المقدمة لتعدل المسافة وسرعة السيارة وفقاً لها، أما نظام "مساعد الازدحامات المرورية" فسيقوم إضافة إلى ذلك باستخدام كاميرا مدمجة للكشف عن المسارب إلى جانب توجيه عجلة القيادة كهربائياً. أما الخطوة العملية التالية فستتضمن تغيير المسرب تلقائياً، مما يتطلب ميزتين إضافيتين هما وجود جهاز رادار في الخلف وخريطة ديناميكية للتنقل.
وفي أعقاب اطلاق النظام المرتقب العام القادم، سيتم تطوير "مساعد الازدحامات المرورية" من بوش ليغطي سرعات أعلى ومواقف أكثر تعقيداً، ليصل فيما بعد، وفقاً للشركة الصانعة، إلى مرحلة يصبح فيها بمثابة سائق على الطرق السريعة لتصبح القيادة الذاتية ممكنة في الطرق السريعة وفي مختلف الظروف.
وسيكون النظام الجديد محدود الاستخدام في الطرق السريعة التي لا تشهد حركة مرور بالاتجاه المعاكس أو تواجداً للمشاة، ليساعد السائقين الذين وقعوا ضحية التوتر الشديد أو المعرضين للإصابة به نتيجة الإرهاق والأزمات المرورية الخانقة في شوارع الإمارات.
فقد أشارت دراسة أجرتها الجمعية الأمريكية للطب النفسي مؤخراً حول الغضب في الطرقات إلى أن حتى الأشخاص المتسمين بالهدوء والاتزان في الأحوال العادية يتحولون إلى مقاتلين خلف عجلة القيادة، وإلى أنهم قد يقومون عند استفزازهم بالتفوه بكلمات بذيئة أو القيام بحركات عدائية واستخدام الزامور والمناورة بين السيارات، معرّضين حياتهم وحياة الآخرين للخطر.
كما أظهرت الدراسة ذاتها أن السائقين عند التعرض لتلك الحالة الذهنية من الغضب في الطرقات، يفكرون بشكل عدائي يجعلهم يخاطرون بشكل أكبر ويغضبون سريعاً، كما أن تصرفاتهم تصبح أكثر عدوانية مما يقود إلى المزيد من الحوادث المرورية والشعور بقدر أكبر من التوتر والتهور.
وأضاف غيدو: "سيعمل نظام "مساعد الازدحامات المرورية" على التخفيف من تلك العوامل التي تساهم في الشعور بالغضب على الطرقات، مما يقلل بشكل كبير من الحوادث المرورية والتصرفات المتهورة في الطرق. كما أن تقليل الشعور بالتوتر في شوارع الشرق الأوسط يعني حياة أكثر راحة وسعادة."
وخدمات السيارات