تجري شركة "فورد" العديد من البحوث لتطوير جيل جديد من تقنيات القيادة المصممة لمعالجة مشاكل الاختناقات المرورية. بالإضافة إلى العديد من التحديات التي تواجه التنقّل في المستقبل والمرتبطة بالحركة العمرانية المتسارعة وازدياد عدد السكان حول العالم. وقد تمّ تصميم النماذج الأولية لاثنين من هذه التقنيات، وهما (نظام المساعدة خلال الازدحام) ونسخة محسّنة من (نظام النشط للمساعدة على الركن)، المطوّر لتزويد ميزة الركن المتعامد دون الحاجة لاستخدام اليدين، خصيصاً للتفاعل مع محيط السيارة، والتقليل من التوتر والضغط الواقع على السائق، والمساعدة في التخفيف من الازدحام المروري. وأشار الرئيس التنفيذي للتقنية ونائب الرئيس لمختبرات فورد للأبحاث والابتكار بول ماسكاريناس، ، يأتي تطوير هذه التقنية في إطار الخطوة الأولى على الطريق الذي يفضي إلى مستقبل من التواصل على مستوى أشمل وأوسع. إنه التزام كبير نثق بأنه سيساهم في التوفير في الوقت، والحفاظ على الموارد، والتقليل من الانبعاثات الغازية، والتحسين من مستوى السلامة، والتخفيض من مستوى التوتر على السائق. ويعتبر نظام المساعدة خلال الازدحام تقنية ذكية في القيادة تعمل فورد على تطويرها على المدى المتوسط، وهي تعمل على استخدام تقنيات الرادار والكاميرا لمساعدة السيارة على مواكبة سرعة السيارات الأخرى ضمن الحركة المرورية، وتزويد ضبط آلي لتوجيه السيارة كي تبقى ضمن المسار الحالي، وتخفيض التوتر والضغط على السائق وتحسين مستوى مسير السيارات. وأضاف أحد مهندسي مختبرات فورد للأبحاث والابتكار جوزيف أورهان، يقضي السائقون أكثر من 30 % من وقتهم وراء المقود في الازدحام المروري. ويمكن لنظام المساعدة خلال الازدحام أن يساعد في جعل القيادة في الازدحام المروري تجربة أكثر استرخاءً، حيث أنه يساعد السيارة على مواكبة سرعة ومسير السيارات الأخرى، ويسهم في التخفيف من ازدحام الطرقات. وقد أشارت دراسات فردية أجريت عن طريق المحاكاة أنه حين تكون 25 % من السيارات على الطريق تحوي معدات تساعد في مواكبة الحركة المرورية في الأمام، فإن وقت الرحلة ينخفض بنسبة 37.5 بالمئة، وينخفض وقت التأخر بنسبة 20 %، مما يوفّر ملايين اللترات من الوقود كلّ عام. ويملك هذا النظام إمكانية مواكبة الحركة المرورية في الأمام، والحفاظ على موقع السيارة ضمن المسار في البيئات التي لا يتواجد فيها مشاة أو سائقو دراجات هوائية أو حيوانات شاردة، وحين تكون المسارات محدّدة بوضوح. وتتوفر العديد من تقنيات الاستشعار اللازمة للنظام ضمن طرازات فورد الحالية بما يشمل فوكس، وإسكيب وفيوجن الجديدة كلياً. وستعالج هذه التقنية المطوّرة الحالات المرورية المتغيرة في الأمام وستقوم بإرسال تقرير بأية تطوّرات جديدة تحدث إلى السائق. وسيحوي النظام على مزايا تساعد على إبقاء السائق متيقظاً وحذراً، وعلى تواصل مع أجهزة التحكم بالسيارة، حتى عندما يكون النظام في حال التشغيل، كما ويمكن تجاوز النظام في أي وقت كان. في المدى القريب، تكثّف فورد من بحوثها لتطوير نظام النشط للمساعدة على الركن، وهي ميزة معروفة تسمح للسائقين بالقيام بالركن المتوازي بدون لمس مقود السيارة، حيث تقوم فورد بإضافة الركن المتعامد إلى مناورات الركن المتوازي الموجودة أصلاً. وسيقوم النظام المعزّز بتوظيف واستخدام التقنيات التي يقدّمها نظام النشط للمساعدة على الركن، حيث يقوم باستخدام أجهزة الاستشعار فوق الصوتية لتحديد أماكن الركن المناسبة، مركزاً على العرض أكثر من الطول، ومن ثم يقوم بتوجيه السيارة إلى مكان الركن بواسطة نظام التوجيه المعزز آلياً. ويتمّ تفعيل النظام عبر ضغط زر في لوحة التحكم المركزية. وعندما يكتشف النظام وجود مكان مناسب، يقوم بإعلام السائق بضرورة الوقوف عبر تحذير سمعي وبصري، ثم يتمّ إعلامه بوضع السيارة في حالة العودة للخلف، وتشغيل المكابح وقابض التعشيق، في حال اللزوم، فيما تتحكم السيارة آلياً بمقود السيارة. وستستخدم خاصية الركن المتعامد أجهزة استشعار ضبط مسافة الركن الكائنة في خلفية السيارة، وذلك لمراقبة المعوقات التي لا يراها السائق، عند الرجوع للخلف إلى مكان الركن. وفي الحالات التي لا تكون فيها المسافة كافية لاستكمال مناورة الركن من محاولة واحدة، قد يطلب النظام من السائق نقل حركة السيارة إلى الأمام وإرجاعها للخلف بحسب الضرورة. وعندما يتم ركن السيارة بشكل مثالي، يتم إصدار إشارة للسائق لإعلامه بانتهاء مناورة الركن.