أحبطت جمارك دبي محاولة لتهريب كمية كبيرة من العاج ( أنياب الفيلة ) بلغ عددها 215 قطعة عاج، تُقدر قيمتها السوقية بأكثر من 15 مليون درهم، حاولت إحدى الشركات إدخالها إلى الدولة، عبر ميناء جبل علي، بعد قيامها بإخفائها في 40 كرتونة " فاصوليا ". وقال سعيد أحمد الطاير مدير إدارة مراكز جبل علي الجمركية، أن مفتشي جمارك دبي في جبل علي، قد اشتبهوا في محتويات شحنة قادمة من دولة إفريقية، خلال تمرير الحاوية على جهاز فحص الحاويات، إذ اظهرت صور الجهاز وجود اشتباه بمحتويات الكراتين، مشيرا إلى أن الشركة ذكرت في البيان الجمركي أن الشحنة عبارة عن مواد غذائية ( فاصوليا بيضاء ). ونظراً للحس الأمني والوعي الذي يتمتع به رجال الجمارك ويقظتهم، تم التوقف عند مؤشر الاشتباه الذي أظهرته صور الجهاز، فتم تحويلها للتفتيش اليدوي، حيث تبين أن داخل حبات الفاصوليا كمية ضخمة من العاج توازي نحو108 أفيال مختلفة الأعمار. وقال إن الكمية المضبوطة كانت قادمة بغرض المتاجرة، نظراً لضخامتها وطريقة تهريبها، لكن حلم الثراء غير المشروع لأصحاب الشحنة والموردين لها في الدولة الإفريقية، باء بالفشل نتيجة ليقظة رجال الجمارك ودرايتهم بالمواد التي تجرمها التشريعات المحلية، والاتفاقيات الدولية المنضمة إليها دولة الامارات العربية المتحدة، مشيراً إلى أنه تم مصادرة المضبوطات وتحويلها لوزارة البيئة والمياه، باعتبارها جهة الاختصاص بتطبيق اتفاقية " سايتس " لمكافحة الاتجار غير المشروع بالحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض، وذلك لاستكمال واتخاذ الإجراءات اللازمة مع الجهات المعنية. وذكر سعيد الطاير أنه بعد الاشتباه بالشحنة من قِبل مفتشي مركز جمارك جبل علي، والتأكد من محتواها، تم إبلاغ وزارة البيئة بالواقعة، التي قامت بدورها بإجراء فحص لعينة من الشحنة إذ تبين بأنها عاج خام للفيل الأفريقيLoxodonta Africanaالمهدد بالانقراض، حيث يعتبر العاج من المنتجات غير المسموح الإتجار بها وفقا للقانون الاتحادي رقم 11 لسنه2002 ، الخاص باتفاقية " سايتس " التي تعنى بتنظيم الاتجار الدولي في النباتات والحيوانات المهددة بالانقراض، والتي انضمت إليها دولة الامارات العربية المتحدة عام 1990. وأكد الطاير أن جمارك دبي جهة منفذة للالتزامات الدولية، لدولة الإمارات العربية المتحدة، واللوائح والتشريعات والقرارات التي تردها من الجهة المحلية المعنية بتطبيق الاتفاقية وهي وزارة البيئة والمياه، مشيراً إلى أن الحصول على أنياب الفيلة يأتي عن طريق الممارسات الإجرامية لبعض الأشخاص من ضعاف النفوس، حيث أنهم يقتلون الفيلة وحيوان وحيد القرن للحصول على أنيابها التي تستخدم في الحلي والزينة وبعض الأدوية الشعبية، حيث يؤكد خبراء الحياة البرية أن الطلب على العاج المهَرب يتزايد على المستوى العالمي، من جانب العصابات الاجرامية الدولية. وأشار إلى جهود جمارك دبي في المحافظة على الحياة البيئية وتوعية أفراد المجتمع مستمرة، سواء من خلال الدورات التدريبية للمفتشين للتعرف على الانواع التي تتضمنها اتفاقية " سايتس " وكيفية التصدي لمحاولات التهريب، والتعامل مع المضبوطات، وكذلك حملات التوعية بالنباتات والحيوانات المهددة بالانقراض، وزيادة وعي المجتمع بالقضايا البيئية والمجتمعية، والتي كان آخرها الحملتان التوعويتان اللتان تم تنظيمهما خلال العام الحالي في كل من مردف سيتي ينتر وديرة سيتي سنتر، لاسيما أن الدائرة تعتبر من أبرز الجهات الحكومية التي تضع حماية البيئة والحياة الطبيعية في مقدمة أهدافها الاستراتيجية، تنفيذاً للمبادرات والاتفاقات الدولية في هذا المجال. وتم اكتشاف ضبطية العاج الأفريقي بالاعتماد على قواعد المعلومات والبيانات التي يتم إداراتها من قِبل إدارة الاستخبارات الجمركية في جمارك دبي عبر محرك المخاطر في نظام التخليص الجمركي ( مرسال2)، لانتقاء واستهداف كافة الشحنات المشبوهة ضمن معايير وأسس علمية، بعد أن تخضع إلى جمع وربط وتحليل المعلومات الاستخبارية ضمن مراحل الدورة الاستخبارية.