احتلت مصر المركز 139 فى تقرير التنافسية الصادر عن المنتدى الاقتصادى العالمى.. المتشائمون لم ينظروا إلى نصف الكوب المملوء وهو أننا سبقنا "غينيا"، التى احتلت المركز الأخير 140، وكان يجب على الحكومة المصرية أن تتوجه بالشكر إلى دولة غينيا الصديقة التى احتلت المركز الأخير الذى سبق واحتلته مصر العام الماضى 2014، وقتها شكك وزير التربية والتعليم محمود أبو النصر فى مصداقية المنتدى الذى أصدر التقرير وانتقد المعايير التى يتم التقييم على أساسها. خطورة التقرير وأهميته أنه لايعرى حال التعليم فى مصر –الذى لايخفى على أحد- وإنما يعرى حال مصر بشكل عام فهو يستند إلى 12مؤشرا منها الابتكار، وكفاءة سوق العمل، والتدريب والتكنولوجيا، وبيئة الاقتصاد، والصحة والبنية الأساسية. وللإنصاف فإن تأخر مصر دوليا فى التقارير الصادرة عن مؤسسات دولية محصلة لأداء فاشل منذ سنوات كثيرة وللأسف فإننا لم ننجح إلا فى الحفاظ على هذا الأداء الفاشل، أتذكر أن أحد أعضاء مجلس الشعب فى برلمان 2000-2005 تقدم بطلب إحاطة حول ترتيب مصر فى تقرير الدول الأقل فسادا الصادر عن منظمة الشفافية عام 2003، وكانت مصر أيضا فى ذيل القائمة بمعنى أنها الأكثر فسادا وأرجعت المنظمة ذلك إلى ضعف النظام الحكومى، وكان تعليق د.عاطف عبيد وقتها إن مصر لم تتأخر وإنما الدول الأخرى هى التى تقدمت..ولازلنا كما نحن تتقدم الدول وتقفز لتتقدم علينا وتزيح مصر ليستقر بها المقام فى الذيل. وحتى تنتقل مصر من الذيل لتحتل مركزا يليق بدولة ذات حضارة وتاريخ، نحتاج إلى إرادة، نحتاج إلى إعلاء دولة العدل والقانون، نحتاج لحالة يقظة ووعى. هل يمكن أن نتحدث عن تقدم وإعادة ترتيبنا دوليا، والتعليم قائم على الحفظ ويقتل أى ملكات إبداع، لايمكن أن يتغير ترتيبنا والمدرسة مكان يكرهه الطلاب ويتظاهرون لصدور قرار وزارى يلزمهم بالحضور،أى ترتيب لنا ولدينا تعليم موازٍ فى مراكز الدروس الخصوصية، أى ترتيب لمصر والطالب فى نهاية مرحلة التعليم الأساسى عاجز عن القراءة والكتابة، أى ترتيب والأطفال فى سن المدرسة يعملون فى كنس الشوارع وداخل الورش وفى المناجم والمحاجر وأعمال أخرى تعرضهم للمخاطر، هل يمكن أن ننتظر ترتيب أفضل ولدينا إعلام يقودنا إلى الهاوية.. حملات كراهية وتشويه وتحريض إعلام لايدرك القائمون عليه أن مهمة الإعلام التنوير وليس إشعال نيران الكراهية، إعلام لايدرك من احتلوا منصاته أن دورهم إدارة حوار وليس إثارة صراع . أى ترتيب لمصر والنظام الصحى لايوفر فرص علاجا عادلا..أى ترتيب لمصر ومع كل تشكيل وزارى تظهر وزارات وتختفى وزارات وكأن الوطن حقل تجارب، أى ترتيب لمصر مرة تظهر وزارة للتنسيق الحضارى وتطوير العشوائيات ثم تختفى فى التعديل دون أن يشرح صاحب القرار لماذا استحدث الوزارة ولماذا ألغاها؟ وزارة الهجرة والعاملين بالخارج سبق وظهرت ثم اختفت فى حكومات عديدة ثم عادت فى التعديل الأخير دون تحديد وتوصيف للمهام، مما جعلها تصطدم ببعض الوزارات خاصة القوى العاملة. عن أى تريبب نتحدث ولازلنا لم نتوصل إلى نظام للتخلص من القمامة؟ فى الوقت الذى تتعامل فيها الدول المتقدمة مع القمامة على إنها ثروة. أى ترتيب ولم نتوصل للآن لحلول مبتكرة لمعالجة مياه الصرف الصحى التى لوثت المجارى المائية وأصابتنا بأخطر الأمراض . أى ترتيب ونحن نستورد سلاكة الأسنان ومشط الكبريت . وجودنا فى ذيل القائمة ليس مفاجأة لأنه محصلة لعوامل كثيرة، وجاءت القائمة لتكشف وضع مجرد كشف، القائمة الوحيدة التى لن ينازعنا أحد فى المركز الأول هى قائمة الرغى نتأمل أحوال المصريين فى الشارع فى البيت إما بيرغوا فى الموبايلات –خاصة بعد نظام الباقات-أو على مواقع التواصل الاجتماعى . ------------- [email protected] المشهد .. درة الحرية المشهد .. درة الحرية