صهوة لماذا نكتب فى زمن الخوف من أحاديثنا العابرة و ضحكاتنا الساخرة ، تبدو الأوراق خير صديق يجيد الاستماع ويؤتمن على دواخلنا ، عندما تحاصرنا الأسوار تبدو الكتابة أول خطوة فى طريق الحرية ، تتحول الحروف من نقاط حبر إلى منطوق يستطيع الهتاف ضد الظلم ، لذا أصبحت الكلمة مؤخرا مطاردة يجب القبض عليها ، ومحوها ومصادرتها ومنع عبورها إلى الجماهير ، والسؤال لماذا يريدون أن نعيش حياتنا فى صمت ؟ أن نقبل كل ما يلقى الينا شاكرين حامدين غير معترضين على أى نقص يحيط بنا أو حق فى حياة تليق بالأنسان. عندما كنا صغارا كانت أمهاتنا تصدر الينا الأمر بالصمت بمجرد نظرة وفى المدرسة كانت مراجعة المدرس أو مناقشته برأى مخالف قمة الوقاحة التى تستحق العقاب أو الطرد وصولا الى مرحلة الجامعة التى لا تستطيع أن تخالف رأى الأستاذ أو تستعرض فى حضوره رأى استاذا آخر قال كلاما مختلفا ، تعلمنا أن أحاديث السياسة من المحرمات التى تستوجب السرية التامة حال حدوثها ، هذه الطريقة فى التعامل أنشأت أجيالا تبحث عن الظل بجوار الحائط ،و أظهرت ميولا عرفت بما يسمى ظاهرة "الأمنجية". كنا نعتقد أن ضوء الشمس الذى لمحناه وحلمنا به خلال ثمانية عشر يوما سوف يحيل حياتنا ناحية الشرق وقبلة الحرية ، ولكن مازال الخوف يسكننا فلم يعد بأيدينا سوى بضع حروف نلقى بها فوق الأسطر فى محاولة أن نحرر أفكارنا من غيوم الحجب وقيود الأسر حتى لا نعود الى الوراء أميالا طويلة ولكن كلامنا بات محاصرا وممنوعا والمباح فقط هو السمع والطاعة. إغلاق الصحف ومنع صدور بعضها بسبب بعض المقالات الجريئة أو المعارضة أكبر دليل أن الكلمة مازالت مصدر قلق وأزعاج للسلطات ، والغريب والغير مفهوم هو كيف يستطيع البعض أن يكتب مايملى عليه ويتجنب المحظورات كأننا مازلنا نكتب مواضيع تعبير إجبارية فى أمتحانات آخر العام فالموضوع محدد والأفكار مهداة وماعليك الا أنت تكتب ورقة كاملة حتى تحصل على أعلى درجة تساعدك على النجاح أو البقاء. وبرغم كل شىء تبقى أفكارنا ومشاعرنا مساحات حرة لا تقبل المنع أو الرقابة ولكن بانتظار تدوينها وكتابتها كما يليق بمعنى الحرية وهذا سجال يجب أن نخرج منه منتصرين المشهد لاسقف للحرية المشهد لاسقف للحرية