صهوة ناجى العلى .. مات من وقت لآخر تراودنى نفسى فى الكتابة عن ناجى العلى وطفله حنظلة مولود الزنازين وفى كل مرة ينشغل فكرى بأمر مختلف يلح على بالتدوين ، وعند سماعى خبر وفاة نور الشريف حاولت مرارا أن أجد كلمات رثاء تليق بكلاهما وتعلن عن فقدان حنظلة طعم المر الذى هدد الأنظمة وصرخ فوق جدران السجون ليرهب سجانيه رغم أننا لا نتبين ملامح وجهه الطفولية. جاءت وفاة نور الشريف لتؤكد أننا حزانى ليس على أشخاص بعينهم ولكن على زمن ولى منه أحساس الونس الذى كنا نعيشه مع من يكتبون عن أحلامنا ويصيغون أفكارنا ويتناولون قضايانا من خلال الفن والكتابة ورسوم الكاريكاتير. تبدو كلها وسائل تعبير عربية خالصة تجسد معنى الحرية التى نتمناها فى زمان بح فيه الصوت وانتشرت فيه رائحة النفاق إلى حد يزكم الأنوف ويعمى الأبصار. ناجى العلى عاش مطاردا من أغلب الأنظمة العربية التى هاجم حكامها من خلال حجر صغير فى يد حنظلة ينتقل من جدران الزنازين إلى أوراق الصحف يتسلل حتى عقول القراء ، وعندما جسد نور الشريف تلك الشخصية بعد وفاتها منع الفيلم من العرض فى أغلب الدول العربية وبات الأمر قضية تخص مجسد الشخصية "نور الشريف " للبحث عن حل لعرض الفيلم. تتلخص قضيةالأنسان العربى فى سؤال لم نجد له إجابة حتى الأن ،، كيف تمتلك قلما ولديك أفكارا مختلفة وبعض من الورق أو حتى جدران ؟ ناجى العلى الذى عاش حياته فى مخيم عين الحلوة وقضى سنوات فى سجون اسرائيل ولبنان ، كيف لشخص مثله أن يهادن السلطات أو يعيش منافقا لها ،كما فعل اولئك الذين هاجموا نور الشريف وأتهموه هو وفريق العمل بالفيلم بالخيانة لأنه جسد شخصية رسام كاريكاتير كان يرفض التطبيع مع إسرائيل. لا يستطيع كثير منا أن يفهم أن حصار الأسوار لا يكسره إلا الكتابة أو صراخ الجدران أو شخصية كاريكاتورية وربما مشهد ساخر فى فيلم أو مسرحية يعيش فى وجدان المواطن الذى يسعده دائما أن يجد من يتحدث بلسانه ويملك سلاح السخرية من مشاعر الخوف الذى نعايشه ويحرر الأفكار التى يقبع أغلبها حبيس العقول. لوجو المشهد لوجو المشهد