لم يكن في حسبان جوهر الصقلي، أن يصل الحال بتاريخ المؤسسة الدينية الضخمة "الجامع الأزهر" إلى هذا الحال من التدهور والتسيب، على يد ممن لا يعرفون قيمته التاريخية ولا قدسيته الدينية. 1 تعج منطقة الجامع الأزهر كأي منطقة عشوائية في القاهرة القديمة بتلال من النفايات، والكلاب الضالة، على الرغم من أهمية المكان تاريخيًا ودينيًا. 2 وعلى الرغم من أن الأزهر لا يزال مؤسسة لها تأثير عميق في المجتمع المصري ورمزاً من رموز مصر الإسلامية، إلا أن يد الأهمال قد طالتها، حيث تتجمع يوميًا تلال من القمامة يلقي بها المواطنون دون اكتراث بمآلات هذا الأمر، سواء على المستوى التاريخي في تشوية تاريخ مصر، أو على المستوى السياحي والاقتصادي، حيث تستقبل هذا المنطقطة المصنفة أثريًا أعداد كثيرة من السياح بشكل يومي، مما قد يؤثر على ضعف إقبال السياح عليها، فضلًا عن تشويه صورة هذه المنطقة بين السياح. 3 الجامع الأزهر هو من أهم المساجد في مصر وأشهرها في العالم الإسلامي، وهو جامع وجامعة منذ أكثر من ألف سنة، وقد أنشئ على يد جوهر الصقلي عندما تم فتح القاهرة 970 م،بأمر من المعز لدين الله أول الخلفاء الفاطميين بمصر، وبعدما أسس مدينة القاهرة شرع في إنشاء الجامع الأزهر، ووضع الخليفة المعز لدين اللَّه حجر أساس الجامع الأزهر في 14 رمضان سنة 359 ه - 970م، وأتم بناء المسجد في شهر رمضان سنة 361 ه - 972 م. 4 وهو بذلك أول جامع أنشى في مدينة القاهرةالمدينة التي اكتسبت لقب مدينة الألف مئذنة ، وهو أقدم أثر فاطمي قائم بمصر، وقد اختلف المؤرخون في أصل تسمية هذا الجامع، والراجح أن الفاطميين سموه بالأزهر تيمنا بفاطمة الزهراء إبنة النبي محمد وإشادة بذكراها. 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14