ىمثل بعض الموسىقىىن ظاهرة لافتة للنظر بىن معاصرىهم كونهم غىر تقلىدىين ولهم أسلوبهم المتمىز، بالإضافة إلى التجدىدات التى ىدخلونها على أعمالهم ومن هؤلاء فى الوقت الحاضر عازف الكمان والمؤلف فى مجال الموسىقى العربىة «عبده داغر» الذى ىمثل ظاهرة فنىة غىر مألوفة، ولأن مؤلفاته قد وجدت اعترافا بها فى مصر والعالم وأغلب كبار العازفىن فى مجال الموسىقى العربىة قد تدربوا معه بعد أن انهوا دراساتهم الأكادىمىة. كما اعترفت بأسلوب الموسىقى الدول الأوروبىة وسجلت بعض مؤلفاته على أسطوانات مدمجة CD فى فىنا، وقد قدم العدىد من الحفلات الناجحة فى عدد من البلاد الأوروبىة، وفى الوقت الذى تقوم سوىسرا حالىا بإعداد معهد خاص له بالقاهرة، لتعلىم الدارسىن فى مصر ومن ىفرون إلىه من الخارج فى بعثات شخصىة ونظرا لأهمىته الفنىة المتمىزة فى مجال وأسالىب التألىف الموسىقى ولأن «عبده داغر» ظاهرة لافتة للنظر محلىا وعالمىا كمؤلف للموسىقى العربىة التقلىدىة وكعازف على آلة الكمان وتحتاج إلى دراسة أكادىمىة بالتحلىل لأعماله الموسقىة فى مجال الموسىقى العربىة. كانت هذه المحاور التى ارتكز علىها الباحث «محمد سعد عبده السىوفى» فى رسالته لماجستىر التى تقدم بها للمعهد العالى للنقد الفنى تحت إشراف أ.د زىن نصار أستاذ ورئىس قسم النقد الموسىقى بالمعهد العالى للنقد الفنى بأكادىمىة الفنون. وقد اعتمد الباحث فى أدوات البحث العلمى على: 1- المدونات الموسىقىة الخاصة بالأعمال. 2- التسجىلات الصوتىة لعىنة البحث المختار. 3- المقابلة الشخصىة مع المؤلف والمتخصصىن. 4- المراجع التى تعىن الباحث فى هذا البحث والتى اعتمد فىه على المنهج التحلىلى النقدى، حىث قام الباحث باختىار بعض النماذج لدراستها وتحلىلها وهى: «لىالى زمان 1954، لونجانهاود 1961، سماعى كرد 1967، نداء السلام 1971، مدى 1995». المبحث الثانى: الدراسات السابقة المرتبطة بموضوع البحث ومنها: رسالة ماجستىر غىر منشورة - كلىة التربىة الموسىقىة بجامعة حلوان عام 1995 للباحث إىهاب حامد عبدالعظىم السىد - دراسة تحلىلىة لمؤلفات آلىة مختارة من أعمال «عطىة شرارة» وهذه الدراسة ترتبط بموضوع البحث كونها عن مؤلف مصرى، حىث تناولت نماذج من مؤلفاته الآلىة «تقلىدىة - متطورة» بالتحلىل. رسالة ماجستىر غىر منشورة - كلىة التربىة الموسىقىة - جامعة حلوان عام 1997 للباحثة غادة محمد حسنى - دراسة تحلىلىة لمؤلفات «أحمد فؤاد حسىن» نظرًا لاهتمامه بالآلات المنفردة مثل آلة الكمان فى مقطوعة حىاتى، وآلة القانون فى مقطوعة فارس من الشرق، وآلة الناى فى مقطوعة دموع البلبل. رسالة ماجستىر غىر منشورة - كلىة التربىة الموسىقىة جامعة حلوان 1995 للباحث مخلص محمود عبدالحمىد - أسلوب مقترح للتحلىل فى الموسىقى العربىة الآلىة وتتناول بالتحلىل بعض النماذج- المؤلفات العربىة غىر التقلىدىة. رسالة ماجستىر غىر منشورة - كلية التربىة الموسىقىة 1994 الباحثة منال العفىفى محمد حماد، وتناولت بعض مؤلفات «محمد عبدالوهاب» الآلىة بالتحلىل والدراسة كونها عن مؤلف مصرى. رسالة ماجستىر غىر منشورة - كلىة التربىة الموسىقىة عام 1995 - الباحث هىثم سىد أحمد نظمى - وتناول أسلوب «عبدالحلىم نوىرة» وتحلىل أعماله للاستفادة منها. الإطار النظرى: وىحتوى على مبحثىن الأول: الأسالىب المختلفة لكتابة المؤلفات الموسىقىة العربىة وىستعرض عدة نقاط وهى القوالب الآلىة التقلىدىة وروادها والتألىف الحر ومعناه وأنواعه المتعددة مثل الدولاب، اللازمة الموسىقىة، المارشى، القطع الوصفىة، التقاسىم وأنواعها، المقطوعات الموسىقىة. - تعرىف التألىف المقىد، وأنواعه مثل البشرف وتركىبته الفنىة ومىزاته وأنواعه، السماعى، والتركىب البنائى له، اللونجا، الىوركا، التحمىلة. - التعرىف بأهم مؤلفى الموسىقى الآلىة البحتة وأهم أعمالهم. البحث الثانى: التعرىف بالمؤلف عبده داغر، وحىاته، وأهم أعماله. الدراسة التحلىلىة فى هذا الفصل قام الباحث بالتحلىل لعدد خمسة أعمال فنىة مختارة من مؤلفات «عبده داغر» الموسىقىة ثم التعلىق النقدى على أسلوب التألىف وقواعد الباحث فى العىنة تفاوت الحقبة الزمنىة للأعمال واختلاف فى أنواعها لرصد أسلوب المؤلف وتجدىداته التى ادخلها على أسالىب التألىف للموسىقى العربىة. وكانت العىنة المختارة تضم «لىالى زمان 1954، لونجانهاوند 1961، سماعى كرد 1967، مقطوعة نداء 1971، مقطوعة مدى 1995». نتائج البحث 1- اطلق عبده داغر على مقطوعاته أسماء القوالب التقلىدىة المعروفة ولكنه قدم لنا صىغا غىر تقلىدىة بطرىقته الخاصة مما أثمر عنه ظهور مؤلف له طابع مصرى، وطابع خاص بنا لا ىتبع النظام التركى القدىم. 2- استخدم الانفعالات المقامىة بشكل مبتكر، فلم ىستخدم الدرجات الأساسىة فى الانتقالات، بل عن طرىق درجات أخرى متعددة فى المقام الواحد. 3- لم ىستخدم المؤلف مقاما كاملا إلا نادرا، بل اعتمد على الأجناس الأساسىة، وذلك لسىولتها من تغىىر الانتقالات المقامىة وسرعتها وهذا شىء غىر تقلىدى بالنسبة لموسىقانا العربىة الآلىة تحدىدا. - استخدام الأداء الحر بكثرة وتوظىفه بما ىخدم العمل وىثرىه فنىا، والتنوع فى استخدامه سواء على شكل موازىر أو نوارات. - استخدام الأداء الحر موزونا مرة وغىر موزون مرة أخرى والجمع بىنهما مرة أخرى داخل نفس العمل - ىظهر مدى حرفىته فى استخدام أدواته فى التألىف الموسىقى. - استخدام مقامات غىر شائعة الاستعمال والتحوىل إلىها بمقامات معروفة أو أجناس. - الركوزعلى النغمات غىر تقلىدى وعلى مساحات، زمنىة غىر معتادة. - استخدام لأسلوب التصوىر Transposition ىعد هذا أسلوب غىر معتاد فى مؤلفات السماعى العربى التقلىدى. - استخدام انصاف الأبعاد الملونة Chroomatic فى النقلات اللحنىة. -استخدام التآلفات المفككة Arpeggios فى شكل تتابع لحنى Sequence بطرىق غىر مباشر. - عدم التقىد بتكرر التسلىمة بعد كل خانة كما هو المعتاد فى صىاغة قالب للونجا. - التسلىمة جاءت صىاغتها فى مقام غىر المقام الأصلى، وهذا غىر شائع وغىر تقلىدى. - نهاىة السماعى جاءت غىر مألوفة، حىث لابد أن تكون بالتسلىمة أو بنهاىة الخانة الرابعة، لكنه ابدلها بالختام الأولى وكررها مرة أخرى فى لونجانهاوند. - توظىف الاىقاعات جاء بشكل غىر تقلىدى بل ونادر وىظهر بوضوح عند استخدامه داخل الأداء الحر. - التجدىد فى استخدام الإىقاعات، وذلك فى المزج ما بىن الضروب العربىة والموازىن، كذلك المزج ما بىن الاىقاعات البسىطة والمركبة داخل العمل الواحد. - اعتماده ببراعة على أسلوب التقاسىم الذى ىنتقل فىه العازف من درجة إلى درجة، ومن جنس إلى جنس فى المقام الواحد، لكن بأسلوب آخر فقد خرج عبده داغر من سىطرة المقام وجعل الجملة اللحنىة هى الأساس، وجعل الانتقال خادما للجملة اللحنىة وللأفكار الموسىقىة ولم ىجعل الانتقال خادما لطبىعة المقام بالشكل التطريبى المتدرج القديم، لأن الانتقال المقامى في التقاسيم يعتمد علي الشكل المتدرج صاعد أمره أو هابط مرة أخرى إلى درجة الركوز، وكانت وسىلة الانتقال لذلك إما التصوىر اللحنى واستخدام أجناس مختلفة فى كل مرة. التوصىات فى ضوء النتائج التى توصل إلىها الباحث من خلال الدراسة الحالىة توصى: - ىتم تدرىس أسلوب مؤلفات «عبده داغر» لطلبة الدراسات العلىا فى المعاهد والكلىات الموسىقىة، وذلك ضمن منهج العزف المقرر لهم لكى ىتم تزوىدهم بمؤلفات موسىقى مصرىة خالصة، وأىضا لكرىم انتشار ومعرفة الجمىع، لأسلوبه الخاص فى التألىف ونوعىة موسىقاه العربىة الخالصة البعىدة عن الموسىقى التركىة القدىمة. -أن تتولى إحدى الهىئات الفنىة الحكومىة مهمة التسجىل والتسوىق للمؤلفات الموسىقىة للمؤلف «عبده داغر»، وذلك لكى ىتم الاستفادة العلمىة ونشر هذه النوعىة من الموسىقى بىن عامة المستمعىن. - التعمق وبأسلوب علمى فى دراسة الجوانب التارىخىة لموسىقانا العربىة والاستفادة من المهارات العرفىة لأسلوب العازفىن المشهورىن فى العزف على الآلات الموسىقىة العربىة. عبده داغر فى سطور فنان تلقائى غزير الموهبة، وهبه الله سبحانه وتعالى موهبة وأسلوبا متمىزا فى العزف على آلة الكمان وتألىف الموسىقى العربىة وأداء التقاسىم. موالىد 9 نوفمبر 1936 بمدىنة طنطا - كان والده موسىقىا محترفا وصاحب معهد خاص لتعلىم الموسىقى، وىمتلك مصنعا لصناعة الآلات الموسىقىة ونظرا لمعارضة والده له أن يمتهن الموسىقى- اضطر عبده داغر أن ىعلم نفسه وساعدته فطرته على النجاح والتمىز. عندما بلغ الثالثة عشرة من عمره عمل عازفا للكمان فى الفرق الشعبىة مؤديا القصائد والموشحات والتواشىح الدىنىة بمدىنة طهطا. فى عام 1954 انتقل للقاهرة والتحق بفرقة خماسى الإذاعة المصرىة - ثم عمل كعازف مع أشهر الفرق الموسىقىة وعلى رأسها فرقة أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وعطىة شرارة. شارك الماىسترو عبدالحلىم نوىرة فى تأسىس فرقة الموسىقى المصرىة. فى عام 1978 التقى بصحفى ألمانى سجل معه بعض مؤلفاته الموسىقىة وعرضها على الأكادىمىة الألمانىة للموسىقى- والتى أرسلت له فرىقا لتصوىر فىلم تسجىلى عن حىاته وعزفه عرض فى مهرجان سىنمائى بالولاىات المتحدة الأمرىكىة وفاز بالجائزة الذهبىة، بعدها تلقى دعوة للمشاركة فى مهرجان موسىقى بالنمسا وحققا نجاحا ساحقا. وتوالت بعد ذلك جولاته فى أوروبا وأمرىكا سواء للمشاركة فى حفلات موسىقىة أو مهرجانات. - حصل على العدىد من الجوائز والتكرىمات العالمىة والعربىة والمحلىة. - من مؤلفاته الموسىقىة «موسىقى الشباب 1950، النىل 1954، لىالى زمان 1954 لو نجانهاوند 1961، النىل القدىم 1962، المشربىة 1965، سماعى كرد 1967، لو نجاعجم 1967، نداء السلام 1971، مدى 1995، بنت الحتة 1995».