علي الرغم من الثراء الدرامي الذي تتمتع به سيرة حياة العذراء مريم فإن السينما العالمية لم تقدم حتي الآن فيما كاملا -خاص بها - وان جميع الافلام التي قدمت حياة السيد المسيح ظهرت فيها العذراء بشكل هامشي حتي ان المخرج الايطالي بازوليني في فيلمه الرائع (حياة السيد المسيح حسب انجيل متي ) والذي كالعادة لم يعط مساحة كبيرة لدور العذراء مريم لدرجة ان التي قامت بدورها في مشاهد محدودة بالفيلم هي ام المخرج بازوليني نفسه ولم تكن ممثلة .ولقد اختصر هؤلاء المخرجون في اغلب الافلام التي قدمت عن السيد المسيح دور العذراء مريم في المشاهد الاولي بكونها الفتاة الفقيرة التي بشرها الملاك بالميلاد وينتهي دورها في الفيلم حيث تظهر بعد ذلك بشكل هامشي .وحاليا فإن اشهر ممثلة قدمت دور مريم العذراء هي الممثلة الرومانية مايا مورجستون في فيلم العاطفة آخر 12 ساعة في حياة السيد المسيح المعروف تجاريا بآلام المسيح وقد عبرت فيه مريم عن الآلام النفسية الرهيبة التي تشعر بها أم يعذب ابنها بكل وحشية وقسوة بصمت ودموع وبأداء مبهر ومايا في ادوارها السابقة لم تترك بصمة واضحة.علي العكس من ذلك نجد ان السينما العالمية اعطت مساحة اكبر في هذه الافلام لمريم المجدلية فمثلا في فيلم العاطفة نجد ان التي قامت بدور المجدلية هي النجمة الايطالية مونيكا بلوتشي احدي اهم نجمات السينما العالمية، فالمخرجون يجدون في حياة المجدلية و تحويلها من خاطئة الي قديسة منطقة اثراء واشعاع درامي تتيح فرصة اكبر للابداع. ويقال إن السبب الرئيسي لتهميش دور العذراء في السينما الامريكية هو سيطرة الفكرالبروتستانتي هناك علي صناع هذه الافلام. السينما المصرية أما بالنسبة للسينما المصرية فنجد بعض اللمحات المستوحاة من مواقف تظهر تعلق وحب المصرين للسيدة العذراء مريم فنجدفيلم الراهبة اخراج حسن الامام، مشاهد الشفاعة المتكررة بالسيدة العذراء التي يضيء تمثالها في احد المشاهد دليل علي حدوث استجابة ومعجزة .وفي فيلم (ضحك ولعب وجد وحب) اخراج طارق التلمساني وبطولة يسرا وعمر الشريف نجد الاشارة واضحةالي ظهور العذراء بالزيتون عام 1968 وكيف اثر هذه الحدث تاثيرا وقتيا انفعاليا محدودا في حياة الساقطة وجعلها تقدم توبة مؤقتة فسرعان ما تعود الي حياتها المعتادة. وفي فيلم اغتصاب اخراج علي عبدالخالق وبطولة هدي رمزي وفاروق الفيشاوي تؤكد احدي جمل الحوار بالفيلم علي كون العذراء مريم رمزا وقدوة للطهارة والنقاء وفي نهاية مشهد الفيلم المتميز (الكلام في الممنوع ) اخراج عمر عبد العزيز وبطولة نور الشريف وماجد المصري والذي يدور حول ضابط تنفيذ أحكام مسلم يلقي القبض علي صيدلي مسيحي محكوم عليه بالإعدام ثم يقتنع ببراءته ويحاول انقاذه وقبل اعدامه يجد الطريق مزدحما وأحد المارة يقول له ان العذراء ظهرت في اشارة الي وقوف امر المعجزات والخوارق كعائق علي عدم فهم الآخر وقبوله . وقدمت الافلام القبطية فيلما عن حياة العذراء مريم تحت عنوان (ام النور )وهو من تأليف الدكتور اسامة عشم واخراج يوسف ابوسيف والفيلم تعليمي وعظي بشكل كبير وقامت بدورالعذراء شابة لم تمثل من قبل اسمها هبة عطية وشارك فيه لطفي لبيب وعاصم سامي ونادية رفيق وتريز دميان وقدم حياة العذراء منذ طفولتها وحتي رحيلها وفي اكثر من فيلم قبطي قدمت الممثلة نرمين ماجد توفيق وهي ابنة اشهر مخرج للافلام القبطية حيث قدم نحو35 فيلما في هذا المجال تتناول حياة القديسين وكلما كان هناك مشهد لظهور العذراء تقوم به نرمين من ذلك ظهورها للبطريرك ابرام في فيلم القديس سمعان الخراز وفي فيلم الشهيد استفانوس الشماس الاول واول من قتله اليهود من المسيحيين قدم مشاهد للعذراء مريم بعد صعود المسيح الي السماء وهي في هذا الفيلم قدمت بشكل سلبي، حيث إنها صامتة طول الوقت في اغلب المشاهد لم تتحرك عن جلساتها حتي اثناء الصلاة ولم يظهر بالفيلم انها ساعدت التلاميذ والرسل في التبشير بالمسيحية كما ان مكياجها لم يراع علي الاطلاق الفترة العمرية للعذراء فكان الاعتماد علي براءة وجه نرمين وهدوئها .