المكتبة بمعناها المعروف هي مكان به مجموعة من الأرفف، تلك الأرفف تمتلئ بالكتب مقسمة الي عدة مجالات منها :الأدب والاجتماع والتاريخ والفقه والتراث ،فالمكتبة دورها توفير الكتب الي القارئ فحسب. والقارئ يبحث عما يريده من كتب ويستطيع ان يتصفح الكتاب المراد شرائه بعدة دقائق قليلة فقط ومن بعدها يشتريه ومن أقدم المكتبات المعروفة مكتبة الحلبي والتي بنيت منذ أكثر من مائة عام ،لكن في الوقت الحالي ومنذ بدايات الالفية الثالثة لم يعد مفهوم المكتبة يقتصر علي بيع الكتب فقط فقد استحدث وضع جديد للمكتبة توفر خدمات عدة من ضمنها بيع الكتب ،كما أصبح رواد المكتبات ليس مقتصرا علي القارئ فقط وانما يأتيه أيضا من يريد التحدث والدردشة وتصفح الكتب. وفي حديثنا مع مسئولي بعض المكتبات الحديثة عما يروه من وضع الشكل الجديد للمكتبة ولماذا ومتي تغير؟ مكتبة حنين في مكتبة حنين بجاردن سيتي المليئة بأرفف الكتب وبها اماكن تستطيع ان تجلس وانت تتصفح كتابًا وتستطيع أيضا أن تشتري هدايا ....يقول مينا معوض مدير مكتبة حنين التنفيذي ان نشاط المكتبة لم يعد يقتصر علي بيع الكتب فقط، فالمكتبة أصبحت تزدحم بأنشطة متعددة منها حفلات التوقيع وصالون شهري يحضره كتاب عدة مثل سهير المصادفة وفاطمة ناعوت وأيضا ندوات ثقافية، وأتاحت المكتبة خدمات مثل ال BOOK CLUB وهو اشتراك يسمح للقارئ بشراء الكتاب بسعر مخفض مقابل مبلغ مالي يدفعه لمدة محددة سنوية كانت أو شهرية. وعن تغير وضع المكتبة عما ألفناه يقول إن رتم الحياة تغير وسوق الكتاب أصبحت ضعيفة وقلما تجد القارئ المصري الآن ولذا تحولت المكتبات إلي "كافيهات" ولكن مكتبة حنين لم تتحول الي هذا النمط بالضبط ويشير إلي أن هذا يقلل من قيمة المكتبة ولكن بسبب "سوق "الكتاب التي لم يعد يدر دخلاً كبيرًا أضيف جزء خاص بالهدايا. مكتبة البلد في مكتبة البلد تلج الي الداخل يقابلك ممر طويل مليء بالكتب وغرفتان تستطيع ان تجلس في أي منهما للقراءة والتحدث كيفما شئت واحتساء ماتريده من مشروبات.... وعن تفسير مصطفي عبادة المستشار الاعلامي لمكتبة البلد لهذه الظاهرة يقول إن وضع القارئ الجديد غيّر شكل المكتبة ويوضح ذلك بقوله إن هذا القارئ وجد نفسه محاطا بثورة الانترنت والفيس بوك ويستطيع التفاعل مع الآخرين من خلاله والتعبير عن نفسه أيضا وهؤلاء القراء هم كتاب محتملون ومع مرور عشرين سنة علي مكتبة الأسرة والحملة الدعائية المكثفة لها وتقديمها لثقافة حكومية لاتقترب من الحريات والحقوق _ما أسماه ثقافة منزوعة الدسم_ ولذا فشكل المكتبة لم يكن يناسب هؤلاء القراء بهذه الصيغة الجديدة. ويؤكد أنه لتوعية القراء الجدد تم خلق نظام المكتبات الحالي ،فالمكتبة بشكلها الجديد تلبي العديد من الاحتياجات أولها وجود الكتاب بشكل أساسي يستطيع القارئ التصفح فيه وكذلك وجود الانترنت كخدمة إضافية للرواد ،كما يستطيع القارئ ومعه كتاب ان يحتسي مايريده. ويتابع قائلا :لسنا مضطرين للوقوف عند لحظة معينة فالتغيير هو القانون الأساسي، فقارئ النصف الأول من القرن العشرين مختلف عن قارئ الألفية الثالثة،فوضع المكتبة الجديد يتيح للقارئ أن يقرأ ويجلس علي الانترنت ويقيم حفلة توقيع لكتابه ويتفاعل مع القراء وهذه من المرات النادرة التي يصبح فيها لقاء الكاتب مع قرائه بهذا اليسر اما عن بداية التغيير الحاصل فبدأ مع مكتبة ديوان منذ ثماني سنوات ومن بعدها كتب خان ومكتبة البلد ومكتبة بدرخان . مكتبة ألف وحينما تذهب الي مكتبة ألف بالزمالك يستقبلك سجل الزوار وتستطيع أن تترك انطباعك عن المكتبة بها، وبينما تتصفح الكتب تجد ملاحظة صغيرة من المكتبة إليك أن هذا الكتاب يستحق القراءة أو جدير بالاهتمام أو اهتم به القراء وفي الطابق الثاني ركن به الكتب الأكثر مبيعا ومكان تستطيع الجلوس فيه للقراءة واحتساء ماتريده. وفي سؤال وائل عبدالله المستشار الاعلامي للمكتبة قال إن وضع المكتبة الجديد أساسه تشجيع الناس علي القراءة فالواقع يفرض علينا التغيير واستحداث هذا الشكل الجديد يأتي لزيادة نسبة القراء وهي نسبة _في الأساس_ قليلة سببها المنظومة المجتمعية الحالية وبدلا من جذب فئة المثقفين والذين_بالضرورة_لديهم أماكنهم الخاصة التي يترددون عليها ،فهناك فئة القارئ المحتمل والذي يساعد وضع المكتبة الجديد علي جذبه ،ويشير الي أن انشطة المكتبة العديدة كالندوات وحفلات التوقيع تجعل من فئات مختلفة أن ترتاد المكتبة ومنهم اناس يأتون لأول مرة المكتبة ومع مرور الوقت يصبح هناك قراء جدد يجذبهم شكل المكتبة الجديد ،فالقارئ الحالي هو طالب الجامعة الذي جعلته منظومة متكاملة غير راغب في الكتاب ومع تعدد المكتبات بأوضاعها الجديدة والمختلفة أصبح الكتاب محببًا إليها . الشروق أما عن مكتبة الشروق فرع الزمالك فتجد بها "كافيه سيلينترو" ومكتبة مليئة بالكتب وركن خاص بكتب الأطفال... وفي سؤال عمرو زهران نائب مدير المكتبة فرع الزمالك يقول إن مايحدث الآن هو التطور الطبيعي للمكتبات والتي تأثرت بشكل المكتبة في أوروبا ومن ثم طبقت في مصر ويضيف قائلا ان القارئ في الوقت الحالي يدخل المكتبة يقرأ وتقدم إليه المشروبات وهذا لا يقلل من قمية المكتبة ويوضح ذلك أن من يتردد علي المكتبة ولم يكن ينوي الشراء فهو يدردش ويتحدث في الثقافة وعن الكتب وقد أصبحت المكتبة الآن بها أنشطة عدة منها حفلات التوقيع وأيضا هناك أنشطة خاصة بالأطفال مثل ورش تعليم مهارات جديدة وندوات حكي.