في الليلة التي سبقت احتفالا ذا طابع خاص باعياد الميلاد كان مسرحيو مصر علي موعد مع انطلاق مشروع فني ومسرحي جديد يحمل توقيع " عميد " الكتابة المسرحية محفوظ عبدالرحمن، اما جهة الانتاج فهي " القومي " بما يمثله هذا الاسم من تاريخ وقيمة سنوات الانتظار في المؤتمر الصحفي الذي عقده البيت الفني للاعلان عن التفاصيل النهائية للعرض المسرحي بلقيس بحضور كاتبه ومخرجه وفريق عمله تحدث اولا النجم رياض الخولي رئيس البيت الفني ليقول : نص بلقيس كان موجودا في خطة القومي منذ ست سنوات، وعندما توليت رئاسة القومي طالبت بالاسراع في تقديمه هو و" فرافير " يوسف ادريس، وبادرت بالاتصال بالمخرج الكبير احمد عبدالحليم، اتفقت معه علي اخراج العمل للنور في اسرع فرصة، اضاف الخولي: احلم بافتتاح العرض يوم 14 يناير ولا اعلم هل سيحقق لنا .عبدالحليم هذه الامنية ام ان الوقت لن يسعفه؟! واستطرد الخولي لافتا الي اعجابه الشديد بعناصر العرض المختلفة من ديكور صلاح حافظ وموسيقي هشام جبر واشعار أحمد تيمور وملابس نعيمة عجمي وكشف الخولي عن رصد القومي ميزانية لهذا العرض هي الاضخم في تاريخه تحدث تاليا الكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن قائلا: إن سحر الكتابة للمسرح يختلف لان الكاتب في كل مرة يحضر فيها عرض مسرحيته، يشعر وكأنه يعيد كتابة العمل وعبر محفوظ عن امتنانه للخولي لأنه أيقظ هذه المسرحية بعد أن كادت تموت وأشار إلي أنه في المسرحية الثالثة عشرة التي تقدم له يتعاون للمرة الاولي مع المخرج أحمد عبد الحليم رغم الصداقة التي تجمع بينهما. تراث اليمن ولفت محفوظ إلي أن بلقيس هي المسرحية الثانية له من التراث اليمني بعد "احذروا" التي استوحاها عن قصة سد مأرب، مشددا علي أنه عندما نتناول التراث فإننا لا نستطيع الهروب من مخاطبة الحاضر. كتيبة ضخمة بمجرد انتقال الكلمة اليه عبر أحمد عبد الحليم عن سعادته بالكتيبة الضخمة التي تعمل معه من ممثلين وراقصين وعمال وديكور. وقال : رياض الخولي الذي باشر معي خطوات العمل هو كاريزما إنسانية مجتمعية مهمة، وهو يتصدي لكل السلبيات بكل إيجابية وحيوية نتمني ان تستمر والا يصيبه الملل. عبد الحليم اعتبر أن "بلقيس" امتحان كبير يرجوتقديمه بشكل مشرف. وذكر أن لمحفوظ عبد الرحمن طريقة وأسلوب خاص في الكتابة يختلف عن أي مؤلف آخر، فهوليس ثرثارا في حواره وكل جملة صغيرة لديه تحمل معاني كثيرة. وتابع : رغم أن "بلقيس" تبدومتمركزة حول تلك الشخصية الآسرة القوية، إلا أنه لوتم حذف أي شخصية أخري لحدث خلل خطير بالنص، فكل الشخصيات أبطال يتم من خلالهم نسج أحداث ومواقف، حتي تلك التي تحتل مساحة صغيرة جدا من الاحداث علامة جودة تحدث بعده مفيد عاشور ليقول إنه بمجرد علمه بصانعي العمل المؤلف والمخرج مع وجود النجمة رغدة في العمل، سارع بقبول الدور، ذلك لأن كل منهم يمثل "علامة جودة" بحسب تعبيره واضاف : شجعني بشكل خاص دور "حيرم النعمان" بما يحمله من فلسفة الخسة والنذالة والخيانة والفساد، ووصف مفيد حوار محفوظ عبد الرحمن بأنه جمل قصيرة، ماكرة وصعبة وتحمل تفاصيل كثيرة يجب علي الممثل التنقيب بين السطور لاستخراجها والعمل عليها. وأشار لسعادته كأحد أبناء المسرح القومي المحترق بوجود مسرح آخر هو"ميامي" ليقدم عملا باللغة العربية في وقت يتم فيه اغتيالها في الدراما العربية قائلا ان "بلقيس" مكتوبة بلغة شاعرية وذكر أن دور "بلقيس" يحتاج إلي نجمة ومقاتلة بمواصفات خاصة وهوما ينطبق علي الفنانة رغدة، متمنيا أن يكون هذا العمل انطلاقة للقومي المحترق لينير من جديد علي خشبة مسرح ميامي . الدرع الواقي من جانبها أشارت نهير أمين الي ان اقتران اسم المسرح القومي مع اسمي محفوظ عبد الرحمن وأحمد عبد الحليم وبوجود رياض الخولي رئيسا للبيت الفني ووجود رغدة كفنانة تعتز بها، كان لابد من الاسراع إلي قبول الدور بصرف النظر عن قصره. أحمد عبد الوارث ركز في كلامه علي دور الإعلاميين والصحفيين والقنوات في الوقوف إلي جوار المسرح أبو الفنون الذي ما زال يحتفظ بجاذبيته وسحره الخاص، وصفا اياهم بأنهم "الدرع الواقي"، وقال انه منذ سنوات حزين ومحبط لحالة المسرح المتردي، خاصة أنه شهد أيام الستينات لافتة "كامل العدد" علي المسارح، وكيف كان يتم حجز العروض لأسابيع قادمة، وقال ان ما نحن بصدده بادرة أمل لعودة المسرح إلي سابق عهده خاصة مع وجود كتاب كبار بقامة وتاريخ محفوظ عبد الرحمن. وناشد الجميع مساندة العمل الفني الجيد ليعود المسرح كما كان كامل العدد. أما رحاب الغراوي التي تقدم شخصية جميلة وصيفة بلقيس، فاكتفت بالقول انها تعد هذا الدور بداية جميلة في سنة جديدة ونقطة تحول بالنسبة لها. النجمة رغدة كانت آخر من تحدث.. وقالت ان موقفها معروف وهي ليست بحاجة للذهاب إلي الكاتدرائيات أولوقفة تضامن للتعبير عن هذا الموقف. ابنة الهد هاد بعدها ارتدت شخصية بلقيس قائلة " أنا بلقيس ابنة الهدهاد بن شرحبيل ملك سبأ" وأشارت إلي أن أول عمل لها كان "سقوط غرناطة" مع محفوظ عبد الرحمن، ووقتها تم تقديمها علي انها "الوجه الصاعد"، وها هي مازالت تصعد! وقالت انها كانت ترغب في الحديث عن محفوظ عبد الرحمن ونصه، لكنها لا تستطيع الحديث عن شخص في وجوده كي لا يعد مجاملة، واضافت أن "بلقيس" هو عمل جاد محترم في زخم هبوط اضطراري في الساحة الفنية علي مستويات عديدة، وتمنت للجميع التوفيق.