سلبيات وإيجابيات وأحداث وظواهر شكلت جميعها سمة عام «2009» المسرحى ورسمت لوحة فنية كانت مضيئة حينا ومظلمة أحيانا. المسرحيون رسموا صورة لحصاد عام مضى فتباينت آراؤهم بين التفاؤل بحذر والتشاؤم بمبررات اعتبروها منطقية. الفنان أحمد بدير، بدأ حديثه بالتطرق إلى مسرح القطاع الخاص، وقال إنه اكتفى بثلاثة عروض هى «بودى جارد» و«مرسى عايز كرسى» و«ترالملم»، معتبرا أن ذلك العدد المحدود أكبر دليل على ضعف الإنتاج المسرحى الخاص بصورة ملحوظة خلال العام المنقضى، أما مسرحيات القطاع العام فهى كثيرة ومتراوحة بين الجيد والمتوسط والضعيف كل حسب إنتاجه وقوة عناصره المسرحية. أكثر ما لفت انتباه بدير فى الموسم المسرحى أن الأعمال الجيدة لم تتأثر بالأزمة الاقتصادية العالمية كما هو حال السينما والفيديو والموسيقى، وهو ما يعنى فى رأيه أن المسرح الجيد الذى يقدم فنا راقيا يحترم فكر وعقلية المشاهد لابد له وأن يحظى بإقبال جماهيرى كبير مهما كانت الحالة الاقتصادية. وأضاف بدير أن الفرق التى وصفها ب«الانكشارية» لم تستطع مقاومة تلك الأزمة لأنها كانت فى بداية الأمر تهدف إلى تحقيق المكاسب المادية فقط دون أى اهتمام بالقيمة الفنية. المؤلف كرم النجار فضل النظر إلى نصف الكوب المملوء، مشيرا إلى أن إيجابيات المسرح فى «2009» أكثر من سلبياته، وقال إن الإيجابيات تتمثل فى مهرجان المسرح القومى الذى كنت أحد أعضاء لجنته التحكيمية حيث أتاح لى مشاهدة أقوى العرض المصرية وأخص بالذكر عروض «يوليوس قيصر» إنتاج مسرح الشباب وإخراج سامح بسيونى و«أرض لا تنبت الزهور» إنتاج مسرح الطليعة وإخراج شادى سرور، وكذلك أعتبر عروض مركز الإبداع بقيادة خالد جلال من أهم إيجابيات الموسم المسرحى خاصة «قهوة سادة» و«أنا هاملت» إخراج هانى عفيفى بجانب رواية «عنترة» للكاتب الكبير يسرى الجندى التى أعيدت هذا العام تحت اسم «اللعب مع السادة». المخرج المسرحى فهمى الخولى، الذى وصف الموسم المسرحى ب«الجيد»، اختار التطرق إلى سلبياته فى بداية حديثه، وقال إن 2009 لم تشهد الاهتمام المرجو بإعادة الروح للمسرح القومى فى وقت سريع لما يمثله من قلب الحركة المسرحية النابض، مضيفا: «أعتبر أن القومى نافذة الجمهور الأولى على الإزدهار والإبداع الثقافى على مر العصور، وهو لا يقل أهمية عن مجلس الشورى الذى تعرض للحريق وسرعان ما أعيد للعمل. ولم تتوقف السلبيات عند تلك النقطة من وجهة نظر الخولى، حيث شملت أيضا سير العمل فى البيت الفنى للمسرح التى كانت بنفس الطريقة التقليدية التى تعودنا عليها منذ القدم ميزانيات ترصد وعروض تختار وبروفات تبدأ وفى النهاية تعرض المسرحية لكراسٍ خالية من الجمهور، فالعمل فى البيت الفنى «شغل موظفين». أما أكثر إيجابيات 2009، كما يقول الخولى، فتمثلت فى ظهور المهرجانات المسرحية بهذه الصورة الطيبة خاصة مهرجانى المسرح القومى والتجريبى، كذلك مهرجان المسرح العربى الذى أقيمت دورته الأولى فى الأشهر الماضية. الدكتور عبدالمنعم مبارك، عميد المعهد العالى للفنون المسرحية، والذى كان عضوا بلجنة تحكيم المهرجان القومى للمسرح، رأى فى تطور العروض التى تقدمها قصور الثقافة أفضل إنجازات العام، وقال إنه سعد للغاية عندما حصل عرض «القرد كثيف الشعر» على جائزة أفضل عرض، حيث كان دليلا على تطور قصور الثقافة وإفرازها العديد من المواهب الشابة المتفجرة التى تعمل على إثراء الحركة المسرحية فى مصر. وتابع إن أبرز سلبيات الموسم المسرحى الماضى هو افتقاره النصوص الجديدة وللكتاب المسرحيين الذين يحملون ملامح خاصة، وقال إن السلبية كان لها الدور الأكبر فى عزوف المشاهدين عن متابعة المسرح فى السنوات الأخيرة. وعن تقييمها للموسم المسرحى الماضى، تقول الدكتورة هدى وصفى مديرة مركز الهناجر للفنون إن المركز استطاع رغم التجديدات التى ألحقت به بداية من أكتوبر الماضى أن ينتج «14» عرضا حاز معظمها على إعجاب الجميع منها «7 ضد طيبة» و«وهم الحب» وكذلك «تحت التهديد» و«فيفا ماما» اللذان حصلا على جوائز أفضل ممثل وأفضل نص. وعلى المستوى الشخصى أوضحت أنها تعتبر أهم الأحداث المسرحية الخاصة فى العام هو تكريمها فى المهرجان القومى للمسرح ومشاركتها فى إعداد قاموس للمسرح العالمى حيث توليت صياغة الجزء الخاص بمصر منذ القرن 19 حتى عام 2005 تحت إشراف «ميشيل كوربان».