إسلام آباد قررت إغلاق طريق إمدادات الناتو وطالبت واشنطن بإخلاء قاعدة عسكرية نفت باكستان الانباء التي تحدثت عن قيام قواتها باستفزازات واطلاق النار على الاراضي الافغانية قبل تعرضها لغارة جوية لحلف الناتو قرب الحدود الافغانية. فقد اعلن الناطق باسم الجيش الباكستاني الجنرال اطهر عباس "ان هذه الانباء غير صحيحة وهذه الادعاءات ليست سوى لتبرير ما قاموا به واذا كان الامر صحيحا فما هو عدد ضحاياهم؟". وكانت صحيفة وول ستريت جورنال قد نقلت عن مصدر افغاني واخر غربي ان هجوم السبت الذي قامت به قوات الناتو جاء للدفاع عن القوات الافغانية وقوات الناتو التي كانت تقوم بعمليات ضد عناصر من حركة طالبان في المنطقة. واضاف المسؤول الافغاني ان الحكومة الافغانية متأكدة من ان مصدر النيران كان موقعا باكستانيا وليس مسلحي طالبان الذين ينشطون في المنطقة. من جانب اخر اعلن رئيس نقابة مالكي شاحنات نقل الوقود في باكستان والتي تنقل الوقود لقوات الناتو العاملة في افغانستان ان عمليات نقل الوقود التي توقفت منذ يوم السبت لن تستأنف. واضاف ان النقابة ستعيد النظر بقرارها اذا قبلت الحكومة الباكستانية والجيش اعتذار حلف الناتو عن الغارة الجوية على الموقع الباكستاني والتي اسفرت عن مقتل 24 جنديا باكستانيا السبت. تعازي وقد أصدر وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بيانا مشتركا قدما فيه خالص التعازي لعائلات الجنود القتلى. وأكد البيان أن كلينتون وبانيتا يتابعان عن كثب التقارير عن الحادث ويدعمان تماما عزم الحلف على اجراء تحقيق فوري. وأشار البيان الأمريكي إلى "اهمية الشراكة بين الولاياتالمتحدةوباكستان التي تصب في مصلحة الشعبين". ووعد كبار المسؤولين الأمريكيين بالبقاء على اتصال وثيق بنظرائهم الباكستانيين "للمضي قدما في العمل المشترك في هذه الاوقات الحرجة". باكستان وكانت الحكومة الباكستانية قد اعلنت السبت أنها تعتزم مراجعة كل أوجه التعاون الدبلوماسى والعسكرى والاستخباراتى مع الولاياتالمتحدة وحلف الناتو عقب الغارة التي استهدفت نقطتى تفتيش للجيش الباكستانى. وذكر بيان صدر عقب اجتماع طارئ للجنة الدفاع فى الحكومة أنها قررت اغلاق جميع المعابر على الحدود بين باكستانوافغانستان، أمام قوافل إمدادات الناتو. كما أمرت الولاياتالمتحدة بإخلاء قاعدة شامسي الجوية فى اقليم بلوشستان الغربى خلال خمسة عشر يوما. يشار إلى أن قاعدة شامسي هي قاعدة عسكرية صحراوية نائية يعتقد انها قاعدة لطائرات بدون طيار تستخدمها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في شن غارات بطائرات دون طيار على مناطق الحدود بين باكستانوافغانستان. الغارة وقد أعلنت قيادة قوات الناتو في أفغانستان أنه "من المرجح جدا" ان تكون طائرات الحلف تسببت بمقتل الجنود الباكستانيين عندما شنت غارة على المناطق الشمالية الغربية من باكستان. الناتو يعتمد على باكستان لنقل إمدادات إلى قواته في أفغانستان وقال الجنرال كارستين جاكوبسون ان قوات ايساف والجيش الافغاني كانت تقوم بعملية مشتركة في الجزء الشرقي من ولاية كونار الافغانية المتاخمة للحدود الباكستانية، واضطرت الى استدعاء دعم جوي. وقال الجيش الباكستاني إن الهجوم وقع قبيل فجر السبت باستخدام مروحيات تابعة للناتو، ووصف بأنه "كان عشوائيا وجاء دون مبرر" مستهدفا موقعا حدوديا واضحا في منطقة بيضاي بمقاطعة مهمند الباكستانية. وقالت باكستان ان الغارة تمثل "انتهاكا صارخا لسيادتها، وتجاوزا للخطوط الحمر". وأضاف بيان الحكومة الباكستانية ان الغارة "تنتهك القانون الدولي ويمكن ان تكون لها عواقب خطيرة" على التعاون بين باكستان من جهة والولاياتالمتحدة والناتو من جهة أخرى. واتصلت الحكومة الباكستانية بالسفير الأمريكي في اسلام اباد كاميرون مونتر لتقديم احتجاج شديد اللهجة من جانبه وعد القائد الأمريكي في افغانستان بتحقيق كامل معربا عن تعازيه لعائلات أي جنود ربما قتلوا على حدود افغانستان مع المناطق القبلية الباكستانية. يشار إلى ان واشنطن تقول إن منطقة القبائل الباكستانية تحولت إلى ملاذ آمن لمسلحي طالبان وتنظيم القاعدة الذين يهاجمون القوات الدولية في أفغانستان. وتنفذ الطائرات الأمريكية بدون طيار بشكل منتظم هجمات تستهدف هذه العناصر. ويتهم المسؤولون الأمريكيون باكستان منذ وقت طويل بعدم اتخاذ الإجراءات الكافية للتصدي لأنشطة المسلحين في المنطقة الحدودية. جاءت الغارة بعد محادثات أجراها الجنرال جون الين القائد الأمريكي لقوة إرساء الأمن في أفغانستان مع رئيس الأركان الباكستاني الجنرال اشفق كياني حول تنسيق الجهود في المنطقة الحدودية. يشار إلى باكستان سبق وأغلقت طريق إمدادات الناتو في سبتمبر/أيلول 2010 لمدة 11 يوما بعد اتهام الحلف بقتل ثلاثة جنود باكستانيين في هجوم اخر في المناطق الشمالية الغربية. "قلق صيني" وفي بكين، اعربت الحكومة الصينية عن "صدمتها العميقة" ازاء الحادث، وطالبت باجراء تحقيق فيه. وقال هونغ لي الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية للصحفيين إن "الصين تشعر بصدمة عميقة ازاء الهجوم وتعبر عن قلقها وتعازيها للضحايا في باكستان. وتطالب الصين باحترام سيادة باكستان وباجراء تحقيق جدي في الظروف التي صاحبت الهجوم."