قررت إسلام آباد السبت إعادة النظر في "جميع علاقاتها" مع الولاياتالمتحدة والحلف الأطلسي، وأغلقت الممر الرئيسي لإمدادات الحلف إلى أفغانستان؛ وذلك في أعقاب الغارة الجوية التي أدت إلى مقتل 26 من الجنود الباكستانيين وإصابة 14 آخرين. وقالت وزيرة الخارجية الباكستانية هينا رباني خار، اليوم الأحد، إن الهجمات مثل ضربة السبت على مراكز عسكرية التي خلفت 26 قتيلا على الأقل من الجنود الباكستانيين "غير مقبولة على الاطلاق" لانها تخالف القانون الدولي وتنتهك السيادة الباكستانية.
وتابعت ان "هذا يتناقض مع التقدم الذي احرزه البلدان في تحسين علاقاتهما ويدفع باكستان الى اعادة النظر" فيها. وجاء في البيان ان كلينتون قدمت تعازيها للوزيرة الباكستانية وعبرت عن حزنها الشديد للحادث واشارت الى رغبة الحكومة الاميركية في العمل مع باكستان لحل هذه المسالة.
وتعد هذه الضربة الأفدح التي ينفذها الحلف الأطلسي وتطال جنودا باكستانيين بحسب ما أوردته باكستان خلال الحرب المستمرة منذ عشرة أعوام في أفغانستان المجاورة.
ووافقت لجنة الدفاع في الحكومة على إغلاق الحدود مع أفغانستان أمام قوافل إمدادات الأطلنطي والذي بدأ تطبيقه في وقت سابق السبت، وطالبت الولاياتالمتحدة بإخلاء قاعدة عسكرية صحراوية نائية يعتقد أنها قاعدة لطائرات بدون طيار تستخدمها وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي ايه) في شن غارات على مناطق الحدود بين باكستانوأفغانستان.
وجاء ذلك عقب اجتماع ترأسه رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني مع لجنة الدفاع في الحكومة والمؤلفة من عدد من كبار الوزراء وقادة الجيش والبحرية والقوات الجوية البارزين لبحث الرد الباكستاني على الغارة.
وقال مكتب رئاسة الوزراء إن "لجنة الدفاع قررت الإغلاق الفوري لخطوط الإمدادات لقوات حلف الأطلنطي ايساف، كما قررت الطلب من الولاياتالمتحدة إخلاء قاعدة شامسي الجوية خلال 15 يوما".
وقال الجيش الباكستاني ان الهجوم وقع قبيل الفجر باستخدام مروحيات تابعة للحلف الأطلنطي، واصفا إياه ب"العشوائي" والذي جاء "دون مبرر" مستهدفا موقعا حدوديا واضحا في منطقة بيضاي بمقاطعة مهمند.
ومن جهتها وفي بيان مشترك صدر مساء السبت، قدم وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون "تعازيهما الحارة" إلى السلطات الباكستانية، مؤكدين أنهما يؤيدان "عزم الحلف الأطلنطي على إجراء تحقيق فوري" في شان الغارة.
وقامت كلينتون وقائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال جون ألن ورئيس أركان الجيوش الأمريكية الجنرال مارتن دمبسي بالاتصال بنظرائهم الأفغان لبحث التطورات، وفق المصدر نفسه.
وتابع البيان الأمريكي أن "المسؤولين الدبلوماسيين والعسكريين الأمريكيين شددوا على أهمية الشراكة بين الولاياتالمتحدةوباكستان والتي تصب في مصلحة الشعبين، مع تأكيد تعاطفهم والتزامهم مراجعة ظروف الحادث".