على بعد ايام من عيد الام اود ان نقرأ معا تلك السطور فكثير منا مر بتلك المواقف كما يحكيها صاحب السطور القادمة وان كانت فى صور اخرى من صور الايثار ...يقول صاحب السطور كانت أمي تعطيني نصيبها ، وبينما كانت تحول الأرز من طبقها إلى طبقي كانت تقول : ياولدي تناول هدا الأرز فأنا لست جائعة ، يا ولدي تناول هدا السمكة أيضا ، ألا تعرف أني لا أحب السمك ، يا ولدي أنا لست مرهقة ، يا ولدي إشرب أنت ، فأنا لست عطشانة ، تم رفضت الزواج بعد والدي قائلة بأني لست محتاجة للحب ، ولما رفضت أن تترك العمل خصصت لها جزءا من راتبي ، فرفضت أن تأخده ، قائلة : يا ولدي احتفظ بمالك ، إن معي من المال ما يكفيني ، ولما تحسنت الظروف اتصلت بأمي لأدعوها للعيش معي ولكنها لم تحب أن تضايقني وقالت يا ولدي أنا لست معتادة على المعيشة المترفة ، كبرت أمي وأصبحت في سن الشيخوخة ، وأصابها مرض السرطان اللعين فدهبت إلى زيارتها وأنا أبكي ، فقالت لاتبكي ياولدي فأنا لا أشعر بالألم وتقول جارة اخرى لسيدة شب فى العمارة التى تسكن بها حريق كانت في إحدى الشقق إمرأة ترقد في جوف الليل غاب عنها زوجها تلك الليلة ، وهي تحضن بين يديها طفلها الرضيع وقد نام بجوارها طفلتيها الصغيرتين وأمها الطاعنة في السن حتى تستيقط المرأة على صياح وضوضاء ، أبصرت فوجدت حريقا وإذا برجال الإطفاء يطلبون من الجميع إخلاء العمارة إلى السطح قامت تلك المرأة وأيقضت صغيرتيها ، وصعدت الصغيرتان إلى سطح العمارة ، تم بقيت تلك الأم في موقف لا يحسد عليه ، لقد بقيت تنظر إلى صغيرها الرضيع الذي لا يستطيع حراكا ، وإلى أمها الطاعنة في السن العاجزة عن الحركة والنيران تضطرب في العمارة ، وبسرعة قررت أن تبدأ بأمها قبل كل شيء وتترك صغيرها ، حملت أمها وصعدت بها إلى السطح وما إن سارت في درج تلك العمارة إد بالنيران تلتهم شقتها ومافيها ، تفطر قلب تلك المرأة وسالت دموعها وصعدت لتضع أمها على السطح وتتجرع غصص دلك الإبن الدي إلتهمته النيران على صغره ، أصبح الصباح وخمد الحريق وفرح الجميع إلا تلك الأم ، لكن مع بزوغ الفجر إذ برجال الإطفاء يعلنون عن طفل حي تحت الأنقاض بفضل الله سبحان الله ،أمك تم أمك تم أمك ، صدق رسول الله ، أم حفظت أمها فحفظ لها ربي إبنها ويقول صاحب سطور اخرى أن إبن أراد أن يتخلص من امه العجوز فحملها على كتفه وذهب بها إلى إحدى الجبال ليتركها تموت هناك ، وفي طريقه مر وسط الغابات والأشجار في طرق متشعتة وكانت أمه على كتفه تقطع أخصان الأشجار وأوراقها وترميها على الطريق . ترك الإبن أمه فوق الجبل وهم بالعودة بمفرده ولكنه وقف حائرا ، فقد أدرك أنه ظل الطريق نادته أمه في لطف وحنان وقالت له يا بني خوفا عليك من أن تظل طريقك في عودتك ، كنت أطرح أغصان الأشجار والأوراق لتتبع أتارها لتصل بالسلامة إن شاء الله ، ترقرقت الدموع في الإبن ورجع إلى نفسه وحمل أمه إلى البيت مكرما إياها ياللعجب إبنها يفكر في موتها وهي تفكر في نجاته . إنها الأم ما أعظم حنانها وما أكبر قلبها