يا شمعة القلب الحزين .. ليتكي إضافتي الفرحة عليه .. قلبي في لحظة الأفراح حزين .. حطمه الزمن المجهول . لأجد نفسي منتظرة رحلة قطار .. رحلة لا عودة بعدها .. حينما عرفت تلون العالم بنظري .... في يوم كأي يوم ..ذهبت لدكتور كي أتخلص من معاناتي .. فالألم يزداد أكثر ..لأتفاجئ بخبر هدم أحلامي . أنا آسف .. سأخبرك بخبر أرجو أن تكوني قوية . ماذا عندي يقلقك هكذا ؟. سرطان القولون والمستقيم .. . من أعراض التي أخبرتني بها .. الإمساك .. انتفاخ البطن والشعور بالتخمة ..فقدان الوزن دون سبب ظاهر.. الشعور بالتعب والإرهاق المستمرين .. وتأكدت من ذلك من خلال الفحوصات الشعاعية للرئتين والكبد والكليتين والمثانة ويتم تحليل خاص للدم . إذا كيف سيتم العلاج .. الخطوة الأولى في عمليات المعالجة معرفة مرحلة المرض .. يتمثل علاج سرطان القولون والمستقيم بثلاثة طرق. الجراحة والتشعيع والعلاج بالعقاقير الكيميائية.. إضافة إلى ذلك فالعلاج المناعي يمثل طريقة أخرى من طرق العلاج . كانت هذه الكلمات كفليه بإسقاطتي فاقدة لكل معاني الحياة .. يا ليت الرحمة جاءت في وقتها بدلا ً من انتظار هذه الرحلة لأصبح في يوم مسافرة بلا عودة . عدت للبيت ولا يشغل ذهني غير كرم .. كيف سأخبره بمرضي هذا ؟.. رد فعله حينها ؟.. ولو قرر البقاء معي ومساعدتي في هذه الرحلة هل سأكون مرتاحة لعذابه ؟. كاد عقلي ينفجر من كثرة الأسئلة .. تخليت نفسي شاحبة اللون .. جسدي هزيل لا يقوي علي الحركة .. بدون شعر ولا معني للحياة .. لتزداد الآلام .. فازدادت في البكاء و الصراخ .
================================
ما أصعب أن تجد نفسك عالة علي أحد .. لا تستطع خدمة نفسك .. أمر يصعب تخيله . آية .. كرم يسأل عنكي . أين هو ؟.. أهو بالخارج ؟. لا .. يتصل بكي .. هيا أسرعي كي تحدثيه . ماما أرجوكي أخبريه أنك وجدتني نائمة . أخبرته وقال سيتصل مرة ثانية .. ولكن صوته القلق واضح عليه .. أيعرف أنك كنت ِ عند الدكتور . لا .. لم أخبره .. لما أخبرتني عن قلقه .. آلامي تزداد حينما أفكر فيه . هذه إرادة الله .. ولا مفر منها فلما لا تخبره ؟. لا .. لا لن أفعل .. لا أريد رؤية الشفقة في عينه .. أبعدما تملكهم الحب أبدلهم بنظرة شفقة وألم .. لا .. لا .... لقد حاربتم الجميع بحبكم .. سنوات وأنتم في وجه الإعصار بسبب مستواها المادي المنخفض .. والآن تتركيه .. كرم يحبك بجنون .. لا تفعلي أي خطوة تندمي عليها بعد ذلك . علي الرغم من كوني كنت معارضه زواجكم .. لكن حينما عرفه أحببته مثل ابني . لم يعد يهم هذا الكلام .. من أسعد من لم يرد هذه الزيجة .. يفرح بأعلى صوت لن يمنعه أحد . مازالت لا أصدق ما أخبرته لي منذ ساعات .. الخبر نزلي علي كالصدمة .. أحرك شفتي ولكني لا أشعر بنفسي ولا بجسدي . والدك من ساعتها وهو خارج المنزل .. وهاتفه مغلق .. وأخوك مازال في غرفتي يكسر أي شيء يعثر عليه .. لكنه أمر الله . صدقيني أفضل له الابتعاد . ولكن حينما سيعرف سيتمسك بكي أكثر . ومن سيخبره . أنتي .. وأنا .. أي أحد . لن يعرف أبدا ً .. لن يعرف سوي لو مت . بعد الشر عليك .. إذا ً كيف ستبعدينه عنكي ؟ . سأفعل أي شيء ليكرهني. أنتي تعي لما تقولي .. نعم فكرت كثيرا ً وهذا هو الحال الوحيد عندي . تركتني لأفكر في آلامي المستمرة .. ولكن لا أملك غير الهروب بالنوم لأتوقف عن التفكير .. أخذت قرص منوم كتبه لي الدكتور .. لأغرق في نومي .. لأري نفسي أرتوي من حب كرم . .................................
بدأت يوم جديد مملوء بالأحزان .. بحثت عن أضيق ملابس وأرتديتها .. ووضعت مساحيق التحميل لأول مرة زائدة عن الحد .. لأكتب أول صفحة في رحلتي .. رحلة لا أعرف كيف ستنتهي . تمنيت ألقاه كي أبدأ في خطتي .. ولكن لأسف قابلته بعدما انتهيت من جلست العلاج الكيميائي .. كنت متعبة لا تقدر أقدامي علي حملي . بمجرد رؤيته ارتدت الروح لجسدي الهزيل .. أحتاجه بشدة .. أحتاج حنانه وعطفه كي ينساني ما أعانيه .. لكن لن أدعه يعرف .. أنا لست مريضه .. أنا في قمة السعادة . أهلا ً كرم .. أخبارك ؟. أية .. أين كنت ؟.. لم تخبريني بأنك ستخرج . لم أتوقع رؤيتك . أين كنت ؟. عند عمتي . بهذه الملابس والألوان التي تلطخ وجهك .. أنتي مثل المهرج . قررت رؤية العالم من منظور جديد .. كفاني رجعية . رجعية .. من قال أنك رجعية .. كنت أجمل في السابق . كرم .. هذا ليس وقته .. نتحدث فيما بعد .. لم أنتهي من التسوق .. إلي اللقاء . تركته وقلبي معه .. أتلهف للرجوع والاعتذار عما حدث .. لكني أفضل أن يتذكرني بهذه الصورة علي أن يراني هيكلا ً لا يعرف سوي كلمة آه . هرولت لمنزلنا لعلي أتخال عن آلامي .. أزالت هذه الألوان كي أتعرف علي نفسي .. احتضنت السرير لعله ينساني الألم . أصبحت مصدر حزن للجميع .. كلما رآني أبي بكي .. وأخي يفر من البيت كي لا يسمعني أبكي .. وأمي تسهر بجانبي كل ليلة لعلي أحتاجها . وهكذا استمرت التمثلية السخيفة .. الخروج بدون إذن والألوان والملابس .