إجازة بالقطاع الخاص يومى 5 و6 مايو بمناسبة عيد العمال وشم النسيم    وزير التموين: استلام 750 ألف طن قمح محلي خلال أسبوعين    الأرصاد الجوية تعلن حالة الطقس المتوقعة اليوم وحتى الجمعة 3 مايو 2024    احتفال الآلاف من الأقباط بأحد الشعانين بمطرانيتي طنطا والمحلة.. صور    محافظ بني سويف يُشيد بالطلاب ذوي الهمم بعد فوزهم في بطولة شمال الصعيد    تأجيل محاكمة 11 متهمًا بنشر أخبار كاذبة في قضية «طالبة العريش» ل 4 مايو    إصابة 3 أشخاص في انقلاب سيارة ملاكي على الطريق الصحراوي بقنا    أجمل دعاء للوالدين بطول العمر والصحة والعافية    أعاني التقطيع في الصلاة ولا أعرف كم عليا لأقضيه فما الحكم؟.. اجبرها بهذا الأمر    ضعف المياه لمدة 8 ساعات عن سكان هذه المناطق.. تفاصيل    رئيس هيئة الدواء يجتمع مع مسؤولي السياسات التجارية في السفارة البريطانية بالقاهرة    قبل تطبيق اللائحة التنفيذية.. تعرف على شروط التصالح في مخالفات البناء    صندوق النقد: ندعم مصر فيما تتخذه من إجراءات تستهدف الإصلاح الهيكلي للاقتصاد    الدفاعات الأوكرانية تسقط خمس طائرات بدون طيار خلال الساعات الماضية    الرئيس الفلسطيني: اجتياح الاحتلال لرفح سيؤدي لأكبر كارثة في تاريخ الفلسطينيين    سفير روسيا بالقاهرة: موسكو تقف بجوار الفلسطينيين على مدار التاريخ    واشنطن بوست:بلينكن سيتوجه إلى السعودية هذا الأسبوع لعقد اجتماعات مع الشركاء الإقليميين    رئيس «النواب» يستقبل رئيس مجلس الشورى البحريني    الليلة.. الأهلى أمام الزمالك فى نهائي كأس مصر للكرة الطائرة رجال    الانضباط تبدأ الاستماع لأقوال الشيبي في أزمته مع الشحات    أبرزهم ديربي إنجليزي.. مواعيد مباريات اليوم الأحد    تشكيل إنتر ميلان الرسمي ضد تورينو    إدارة الأهلي تتعجل الحصول على تكاليف إصابة محمد الشناوي وإمام عاشور من «فيفا»    4 برامج ب«آداب القاهرة» تحصل على الاعتماد البرامجي من هيئة الجودة والاعتماد    طلاب حلوان يشاركون في ورشة عمل بأكاديمية الشرطة    ب التاج والصليب والشمعة.. «أقباط القليوبية» يحتفلون ب«أحد السعف»    ينهي حياة زوجته أمام والدتها وأطفاله بطريقة وحشية في الغربية    مراجعة مادة علم النفس والاجتماع ثانوية عامة 2024.. لطلاب الصف الثالث الثانوي من "هنا"    اعرف مواعيد قطارات الإسكندرية اليوم الأحد 28 أبريل 2024    غدا.. "ضد الجمال.. في نقد أساطير الجمال الشخصية" على مائدة مكتبة مصر الجديدة    البنية الأساسية والاهتمام بالتكنولوجيا.. أبرز رسائل الرئيس السيسي اليوم    فيلم ينجح في تحقيق 57.4 مليون جنيه في 18 يومًا.. تعَرّف على أبطاله وقصته    "مع كل راجل ليلتين".. ميار الببلاوي ترد على اتهامات داعية شهير وتتعرض للإغماء على الهواء    أحمد مراد: الخيال يحتاج إلى إمكانيات جبارة لتحويله إلى عمل سينمائي    قصور الثقافة تختتم ملتقى "أهل مصر" للفتيات بعد فعاليات حافلة    أول تعليق من مها الصغير على أنباء طلاقها من أحمد السقا    أقباط دمياط يحتفلون بأحد الشعانين    "اتصال" و"رجال الأعمال المصريين" يطلقان شراكة جديدة مع مؤسسات هندية لتعزيز التعاون في تكنولوجيا المعلومات    الصحة: تقديم الخدمات الطبية لأكثر من مليون مواطن لمن تخطوا سن ال65 عاما    جامعة بني سويف: انطلاق فعاليات البرنامج التدريبي للتطعيمات والأمصال للقيادات التمريضية بمستشفيات المحافظة    وزير الصحة: «العاصمة الإدارية» أول مستشفى يشهد تطبيق الخدمات الصحية من الجيل الرابع    ما هي شروط الاستطاعة في الحج للرجال؟.. "الإفتاء" تُجيب    بسبب وراثة غير طبيعية.. سيدة تلد طفلا ب 12 إصبعا    المصري والداخلية.. مباراة القمة والقاع    ضبط 4.5 طن فسيخ وملوحة مجهولة المصدر بالقليوبية    بنك QNB الأهلي وصناع الخير يقدمان منح دراسية للمتفوقين بالجامعات التكنولوجية    غدًا.. تطوير أسطول النقل البحري وصناعة السفن على مائدة لجان الشيوخ    خلال افتتاح مؤتمر كلية الشريعة والقانون بالقاهرة.. نائب رئيس جامعة الأزهر: الإسلام حرم قتل الأطفال والنساء والشيوخ    الرئيس الفلسطيني يحذر: إسرائيل دمرت ثلاثة أرباع قطاع غزة ولن نقبل التهجير    سلامة الغذاء: إصدار 2275 إذن تصدير حاصلات زراعية ل1212 شركة خلال أسبوع    شكوك حول مشاركة ثنائي بايرن أمام ريال مدريد    إصابة جندي إسرائيلي في هجوم صاروخي على منطقة ميرون    إعلان اسم الرواية الفائزة بجائزة البوكر العربية 2024 اليوم    التصريح بدفن جثة شاب لقى مصرعه أسفل عجلات القطار بالقليوبية    سعر الدولار الأحد 28 أبريل 2024 في البنوك    تصفح هذه المواقع آثم.. أول تعليق من الأزهر على جريمة الDark Web    رفض الاعتذار.. حسام غالي يكشف كواليس خلافه مع كوبر    هل مرض الكبد وراثي؟.. اتخذ الاحتياطات اللازمة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



راسبوتين من اعظم الشخصيات الغامضة في العالم
نشر في البداية الجديدة يوم 15 - 08 - 2015

غريغوري راسبوتين شخصية روسية أثارت الكثير من الجدل ، ولعبت أدوارا هامة في الحياة السياسية لآخر قياصرة سلالة رامانوف ، نيقولاي الثاني.
ولد راسبوتن ، ولقبه الحقيقي نوفيخ ، في 29 يوليو عام 1871 م بقرية في سيبيريا تدعى بوكروفسكي.لم يعرف عن حياة راسبوتن المبكرة إلا القليل نظرا لبعد مسقط رأسه عن المناطق الحضرية وانعزاله وصعوبة الوصول إليه ، لذا فان ما حفظ عن حياته في مسقط رأسه عبارة عن شذرات قليلة جاء معظمها على لسانه هو نفسه. يعتقد بعض الباحثين أن راسبوتن كان كاهنا ، بينما يرى البعض الآخر بأنه ليس إلا ممثلا بارعا أتقن دور الكهانة وأقنع الكثيرين بأنه قديس مختار.عاش في شبابه المبكر زائرا للكنائس والأماكن المقدسة ماشيا على قدميه ، حسب زعمه ، ووصل في تجواله الى اليونان وبيت المقدس.
بعد هذه الزيارات الدينية اعتبر نفسه قديسا مختارا وأعلن عن ذلك مؤكدا امتلاكه لقدرات خارقة تجلب الشفاء. انتشرت الشائعات عن هذا الكاهن في أنحاء روسيا ، فسعى الناس إليه من أقاصي البلاد طلبا للبركة وللعلاج من مختلف الأمراض .
لم يدخل راسبوتن أية مدرسة ، وكان أميا ولا علم له بالتطبيب ، إلا أنه لعب دوره بشكل متقن ، وبالفعل استطاع أن يساعد من لجأ إليه ، وكان موهوبا في القدرة على تهدئة المتوترين وإعطاء الأمل لمن كان يائسا .وصل راسبوتن الى عاصمة الإمبراطورية الروسية عام 1905 م ، في وقت مناسب ، إذ أن الكنيسة كانت في حاجة لأناس يثق بهم الشعب ، وكان راسبوتن أفضل من يؤدي هذا الدور ، بمظهره الفلاحي وبلهجته البسيطة وأعصابه المتينة وتأثيره الساحر. إلا أن أعداء راسبوتن قالوا إنه يستعمل الدين كستارة لأهدافه الخاصة ولروحه المتعطشة للمال وللسلطة وللنساء.
دعي راسبوتن للبلاط الإمبراطوري في عام 1907 م ، أثناء إحدى نوبات مرض ولى العهد ألكسي. اشتداد حالة الطفل المرضية أجبرت العائلة الإمبراطورية على اللجوء لخدمات راسبوتن ، الأمر الذي حاولت تفاديه خوفا من انتشار خبر المرض الوراثي وحدوث اضطرابات نتيجة لذلك.
هذه الدعوة كانت حدثا هاما وفر أرضا خصبة لنشاط راسبوتن وأثرت مضاعفاته على مصيره وعلى مصير الإمبراطورية كلها ، فقد وثقت به الإمبراطورة وبقدراته الخارقة ثقة عمياء ، وحاولت إقناع زوجها بذلك. كانت الإمبراطورة المريضة هي وإبنها مقتنعة بأن المعجزة وحدها كفيلة بإنقاذ ابنها ، وراسبوتن استغل هذا الشعور بأن أقنعها بأن حياة وحيدها مرهونة بقربه من القيصر ووجوده في القصر.
الإمبراطورة كانت جاهزة للإيمان بأي شيء ، لذلك لم ينجح راسبوتن بإقناعها بضرورته لإنقاذ ولي العهد فقط ، بل إن الإمبراطورة أكثر من ذلك كانت تؤمن بأنه مخلص روسيا من أزماتها المستعصية ، وأنه مبعوث إلهي لهذه المهمة.
لم يرحب القيصر نيقولاي الثاني بتواجد راسبوتن الدائم بالقصر نظرا للإشاعات التي راجت عن سلوكه الشائن وغير اللائق ، بالإضافة الى ما قيل عن استغلاله لنفوذ الإمبراطورة ، في تقاضي رشاوى نقدية وعينية مقابل تقديم خدمات إدارية. كما قيل إنه كان سكيرا عربيدا ، زرع الرعب في شوارع العاصمة. كل ذلك أضر بسمعة القيصر ، خاصة ما دار من همس حول العلاقة الحميمة التي جمعت بين راسبوتن والإمبراطورة.
تعاظم نفوذ راسبوتن بفضل رعاية الإمبراطورة وعجز القيصر عن إبعاده وصل الى درجة أنه أصبح يتدخل في تعيين الوزراء ، وكانت قصاصة من راسبوتن مكتوبة بخط لا يكاد يقرأ كفيلة بتسلم أي شخص لوزارة.
مرت روسيا بفترة أزمات وتقلبات سياسية عاصفة فخلال فترة ستة عشر شهرا ابتداء من عام 1915 م تم تغيير أربعة رئيس وزراء ، وخمسة وزراء للداخلية ، وأربعة وزراء زراعة وثلاثة وزراء حربية. كان إصبع الاتهام على هذه الفوضى يتوجه على شخص واحد ، اكتسب أعداء كثر هو راسبوتن.
اتسمت العلاقة بين راسبوتن والأسرة الإمبراطورية الروسية الأخيرة بالعمق والتقدير الأعمى حد التقديس ، فقد قالت عنه الإمبراطورة : أنا أحب الشعب. ها هو راسبوتن ، فعلا من الشعب . بينما اعتقد الإمبراطور أن راسبوتن رجل طيب ، بسيط ، روسي متدين
من الناحية الأخرى الايجابية ، يقال إن راسبوتن حاول منع اشتراك روسيا في الحرب العالمية الأولى ، أو على الأقل تأخير دخولها للحرب متنبأ بأشد العواقب في حالة انغماسها فيها. وأنه كتب مرارا رسائل للقيصر بهذا الخصوص ، إلا أن محاولاته لم تفلح. بل إن البعض يؤكد أن راسبوتن تنبأ بالثورة وحاول تحذير القيصر وحثه على اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفاديها ، إلا أن نصائحه لم يعمل بها ، وذهبت أدراج الريح مثلها مثل الإمبراطورية نفسها.
كتب راسبوتن في ديسمبر عام 1916 م رسالة حررها محامي وأرسلت للإمبراطورة ، تضمنت ثلاثة احتمالات لنبوءة واحدة : أكتب لك وأترك خلفي هذه الرسالة في بطرسبورغ أحس بأني سأفارق الحياة قبل الأول من يناير 1917 م إذا قتلني قاتل بسيط وبالأخص إذا كان أخا روسيا ، فيمكنك يا قيصر روسيا أن لا تخاف أي شيء على أولادك ، فهم سوف يحكمون روسيا مئات السنين الأخرى أما إذا كان قاتلي من الأعيان فالبلد سيدخل في فتنة قاسيةأما إذا كان قاتلي من عائلة رامانوف فلا أحد من عائلتك ، لا أحد من أولادك وأقربائك سيبقى على قيد الحياة ، لن تمضي سنتان حتى يقتلهم الشعب الروسي
أصبح راسبوتن ، رمزا للتهتك والشر حتى قبل مقتله. تبارى الكتا ب فيما بعد في نسج الخيالات عنه كانعكاس لمفارقات اجتمعت في تاريخ مفصلي ، دفع إمبراطورية تلفظ أنفاسها الأخيرة بنظامها الإقطاعي البالي ، للجوء لكاهن أمي من عامة الشعب بعدما فقدت أية قدرة على التغيير والإصلاح.
لم يفلح الكاهن في تغيير مصير الإمبراطورية المحتوم ، إلا أنه ما يزال حتى اليوم يعبر عن التوق الإنساني للمعجزة وللنبوءة ، يقدم تفسيرا يضفي الغموض على عالم يفقد في كل يوم سحر المجهول فيه والجزء الاكثر غرابه فى حياته عند موت.

كيف تمت تفاصيل اغتيال راسبوتين؟

الذين قاموا بالاغتيال هو الأمير الروسي Félix Youssoupoff
شارك في المؤامرة و الجريمة بعض مؤي دي الأمير يوسوبوف من بينهم :
القائد العسكري Vladimir Pourichkevitch
Duc Dimitri أحد أفراد عائلة الامبراطور Nicolas II
و الطبيب الشخصي للأمير يوسوبوف الدكتور Lazovert
[راسبوتين من اعظم الشخصيات الغامضة في العالم]
تفاصيل الاغتيال :
في التاريخ المحدد للجريمة 16/12/1916 جاء يوسوبوف إلى منزل راسبوتين لمرافقته لمكان الجريمة التي تنتظره و كان يوسوبوف يخشى في داخله من تنبؤ راسبوتين بما سيحدث له و من ثم رفضه في اللحظة الأخيرة لهذه المقابلة ولكن رغبة راسبوتين بلقاء الزوجة الجميلة كانت أكبر من هواجسه بأي شيء آخر و مع ذلك تجدر الإشارة إلى ما صر ح به راسبوتين ليوسوبوف آنذاك بأن أحد المقر بين إليه Protopopov كان قد حذ ره من الخروج من منزله في نفس تلك الليلة مؤك دا له أن ثمة أشخاص يتهي ؤون لاغتياله و لكن راسبوتين أجاب قائلا :
عبثا ستكون محاولاتهم فلن يفلحون.بالرغم من هذا التحذير الذي لم يكن خاطئا أصر راسبوتين على الذهاب إلى ذلك الموعد و الارتماء بين أنياب الغدر.
في الساعة الثانية عشر ليلا وصل يوسوبوف إلى منزله برفقة راسبوتين و أعلن له أن زوجته تستقبل حاليا بعض الأصدقاء في الطابق العلوي و أنه سيتم اللقاء بينهما حالما تود ع هؤلاء الأصدقاء .
و بانتظار لحظة اللقاء اقترح يوسوبوف على راسبوتين التصب ر بتذو ق المشروب و الحلويات التي كانت أمامه لكن راسبوتين رفض في البداية لعدم قابليته للشرب أو الأكل في تلك اللحظات و هنا بدأ القلق باجتياح نفس يوسوبوف و حاول البحث في داخله عن طريقة لدفع راسبوتين للشرب و الأكل
كان الحوار يدور بينهما في مجالات عديدة من الحياة و الذكريات الماجنة و اللقاءات المتعددة مع شخصيات مهمة في الامبراطورية الروسية و لكن هاجس يوسوبوف الأكبر كان ذلك التحذير الذي أخبره به راسبوتين عن مؤامرة اغتياله و الذي كان قد تلقاه من صديقه Protopopov
و لم يتمك ن يوسوبوف من منع نفسه عن سؤال راسبوتين عن سبب تخو ف و تكه ن ذاك الكاهن بهذا الشيء
أجابه راسبوتين بهدوء لا يشوبه أي شك بأن ه من الطبيعي أن يكرهه البعض و يخطط للتخلص منه فهو يعلم أن بعض المقر بين من العائلة الامبراطورية و السلطة الروسية لم يستسيغوا أن يكون راسبوتين ذاك الفلاح القروي الأم ي الماجن القذر من أقرب و أهم الشخصيات للامبراطورة و زوجها و أن هؤلاء يحم لونه مسؤولية تدهور الوضع السياسي الروسي خلال الحرب الالمانية الروسية و أضاف راسبوتين :
فلتعلم يا صديقي يوسوبوف بأنني لا أخشى هؤلاء الأغبياء لأنني محمي بقدرة إلهية و كل من تراوده نفسه بإيذائي أو المس من وجودي سيلقى أقبح العقوبات و سيصاب بأسوأ المحن .لم يكن تأثير هذا الكلام على يوسوبوف سوى زيادة حقده على راسبوتين و تثبيت إرادته في التخلص منه اليوم بالتحديد مهما كلفه ذلك.
فجأة و دون أن يتوقع يوسوبوف طلب منه راسبوتين أن يصب له فنجانا من الشاي الساخن و لم ينتظر يوسوبوف أن ينهي راسبوتين طلبه حتى كان الشاي أمامه مستخدما بالطبع أحد الفناجين التي كان الطبيب Lazovert قد وضع بها مسبقا كمية كافية من السم لقتل عشرة رجال خلال دقيقة واحدة.كم كانتا دهشة و مفاجأة يوسوبوف بعدما مضى أكثر من نصف ساعة على آخر رشفة في فم راسبوتين و هو مازال في تمام قدراته و وعيه و صلابته
لم يترد د يوسوبوف بتشجيع راسبوتين على تذوق بعض الحلويات التي كانت أمامه و التي هي الأخرى تحتوي على كمية هائلة من السم و لكن راسبوتين أشار ليوسوبوف بأنه يرغب قبل الحلويات بتذوق نبيذ ال ماديرmadère المعتق أمامه فكانت هنا فرصة أخرى من السماء قد هبطت على يوسوبوف و بالطبع سكب له النبيذ في إحدى الكؤوس التي تحتوي مسبقا أيضا على سم السيانور و بعدما أفرغ راسبوتين الكأس دفعة واحدة في معدته كان العرق يتصبب من جبين يوسوبوف لرؤيته أن راسبوتين ما زال بحيويته و نشاطه كما لو لم يتجر ع سوى الماء فما كان من يوسوبوف إلا أن سكب ذاك النبيذ الفاخر في كأس أخرى تحتوي على السيانور و بعد دقائق فقط بدأ راسبوتين بإظهار بعض الضيق في التنفس و الكلام لكنه طلب تذوق قطعة من الحلوى لإنعاشه بعد هذين الكأسين من النبيذ فلم يكن يوسوبوف ينتظر أكثر من ذلك لكن خوفه و توتره لم يلبثا أن تمل كا به بعد انتهاء راسبوتين من التهام الحلوى و هو مازال يواصل الحديث و يتأمل آلة جيتار متكئة أمامه على مقعد في الصالة و إذ به يطلب من يوسوبوف أن يعزف و يغني له أغنية مرحة على ذاك الجيتار
لم تكن أعصاب يوسوبوف تساعده على عزف لحن مرح طروب و لكن و بعد إلحاح من راسبوتين بدأ يوسوبوف بأغنية حزينة شجية و خلال ذلك كانت ملامح راسبوتين تتغير ببطء إلى تشنجات في الوجه و ارتعاش في الجسد لكنه ما زال يستمع و يدندن مع الأغنية.أنهى يوسوبوف عزفه و غناءه و كانت الساعة تشير للثانية صباحا و بدأ يفقد صبره و أمله بموت راسبوتين بهذ السم القاتل لم يبق أمام يوسوبوف سوى اللجوء لآخر حل أمامه إطلاق الرصاص على راسبوتين و إنهاء هذه الساعات الطويلة من الانتظار و الخوف و بما أن مسد سه كان قد تركه في الطابق العلوي مع شركائه استأذن من راسبوتين بحجة قلقه على تأخر زوجته في التخلص من ضيوفها و صعد للطابق العلوي مرتعبا ليخبر شركاءه الذين بدؤوا بنفاذ الصبر أيضا بأن راسبوتين ما زال على قيد الحياة رغم الكمية الهائلة من السم الذي ملأ به معدته عاد يوسوبوف للصالة التي ينتظر بها راسبوتين ليتفاجأ به أمام منبر يتأمل ما عليه من قطع ذهبية و كريستالية زجاجية مصفوفة بعناية و أناقة على المنبر اقترب منه و مسدسه خلف ظهره و طلب منه أن يحمل بيده صليبا من الزجاج الكريستالي و الذي كان يتوسط تلك المجموعة من القطع الجميلة النادرة تناوله راسبوتين بهدوء و خشوع و طلب منه يوسوبوف أن يصلي على روحه التي ستغادره الآن و بنفس الوقت وجهه يوسوبوف طلقة رصاص مباشرة اخترقت صدر راسبوتين باتجاه القلب.تهاوى جسد راسبوتين على الأرض ترافقه صرخة اخترقت أجواء المنزل سارع شركاء الطابق العلوي لملاقاة يوسوبوف في صالة القبو اقترب الطبيب من الجسد الممدد الملطخ بالدماء و أعلن بصوت مرتج مليء بالسعادة بأن راسبوتين الآن جثة بلا روح.
صعد يوسوبوف و الشركاء للطابق العلوي لاسترداد أنفاسهم و هدوئهم و لتحضير الخطوة التالية من المخطط الشنيع و لكن ثمة شعور غريب داخل يوسوبوف يدفعه للعودة ثانية للصالة للتأكد من موت راسبوتين فيعود كان الجسد الشيطاني ممددا على الأرض دون حراك اقترب منه يوسوبوف و تمع ن بذاك الوجه المشنج الملطخ بالدماءو بالرغوة المتسربة من فمه و التي أحدثها السم الذي تجر عه قبل ساعات
في لحظة تهيؤ يوسوبوف لمغادرة الجسد مطمئنا رفرف راسبوتين بعينه اليسرى رفة خفيفة ارتعب يوسوبوف مذهولا و لم يصدق عينيه اقترب بوجهه من وجه راسبوتين للتأكد مما رآه و إذا براسبوتين يفتح عينيه الإثنتين المكتظتين بالغضب و الألم و الحقد
و تشبث برقبة يوسوبوف ليقف من جديد على ساقيه كماردٍ مهي ج بالوحشية و العنف اللاطبيعي
بقدرة عجيبة تمك ن يوسوبوف من تحرير كتفيه من يدي راسبوتين الحديدية دافعا به إلى الخلف ليسقط ثانية جثة هامدة على الأرض.
توجه يوسوبوف للطابق العلوي صارخا بصوته المرتعب معلنا أن راسبوتين ما زال على قيد الحياة تمكن من الوصول لمكتبه حيث وقع نظره على عصاة من الكاوتشوك القاسي المخصصة للقتال في المشاحنات العسكرية تناولها بجنون القاتل وعادوا جميعهم للصالة التي تخمد فيها جثة راسبوتين.ياللصاعقة . لم يكن هناك جثة كانت هناك آثار دماء تتجه نحو الباب المؤدي للخارج و الباب مفتوح على مصراعيه و جسدٌ يترن ح نحو باب الحديقة في ظلام لا يشيبه سوى بياض الثلج في الحديقة
سارع Pourichkevitcباللحاق براسبوتين و أطلق عليه رصاصتين الآولى اخترقت رقبته و الأخرى في رأسه سقط كومة قش على الثلج المتراكم على الأرض و كان الآخرون قد لحقوا به أيضا و الجنون يقود خطاهم جميعا.
تم نقل جثة راسبوتين لداخل المنزل ريثما تتم التحضيرات للتخلص منها بأسرع وقت غل فوه بغطاء سميك بعد أن أوثقوا يديه و رجليه و بينما يوسوبوف يتأمل مذهولا جثة المارد الذي قاوم الموت بقدرة غير بشرية و إذ به ينتابه نوع من الجنون المدفوع بالحقد و الكراهية و النقمة على هذا الشيطان فانهار عليه ضربا بالعصاة الكاوتشوكية التي كان قد أخذها من مكتبه تتالت الضربات بعنف و وحشية لا مثيل لهماحتى فقد يوسوبوف وعيه من الإرهاق و التشنج و الغيظ و عندما عاد لوعيه اقترح عليه شركاءه بتغيير الخطوة الأخيرة للتخلص من الجثة بأسرع ما كانوا قد خططوا له في البداية و ذلك بإلقائها مباشرة في النهر الذي اتفقوا عليه و الانتهاء من هذا العبء الذي بدأ يزعزع أعصابهم جميعا وافق يوسوبوف على الاقتراح و تم ت الخطوة الأخيرة بإلقاء جثة راسبوتين في نهر Neva.
و هكذا كانت نهاية راسبوتين نهاية من الصعب أن يصد قها العقلو لكن ها انتهت كما تنب أها راسبوتين بقوله :
سأموت موتا شنيعا بعد عذابٍ شديد
و بعد موتي لن يكون لجسدي الراحة
و ستتجر دين يا Alexandra من الملكية على روسيا
و أنت و إبنك ستغتالون و كذلك كل العائلة الملكية
سيعبر روسيا بعد ذلك طوفان رهيب
و ستقع بين يدي الشيطان .
مات راسبوتين موتا شنيعا بتاريخ 16/12/1916
جر دت الملكة Alexandra و عائلتها من الحكم الملكي بتاريخ 15/03/1917
تم اغتيال العائلة الملكية بأكملها بتاريخ 16/07/1917
اندلعت الثورة الروسية بأشد عناصرها بقيادة لينين و كان ذلك أو ل منعطف أساسي في تاريخ المملكة الروسية.
تجدر الإشارة أخيرا إلى أن التشريح الطبي لجثة راسبوتين بعد العثور عليها في اليوم الثالث من اغتياله أثبت و أك بأنه لم يمت من السم و لا من الطلقات الثلاث التي اخترقت قلبه و نخاعه و عنقه و إنما غرقا في مياه النهر الجليدية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.