كتبها الدكتوره خلود ميرزا عندما كان أبوبكر أبو الكلام رئيساً للهند زار دولة خليجية ، وكان ضمن برنامجه أن يزور إحدى الكليات ويلقي كلمة لأساتذتها وطلبتها وجمهور من الحاضرين ، وأثناء وقوفه أمام المنصة، قال للجمهور الغفير الذي كان ينتظر كلمته : اسمحوا لي بدقيقة أسلّم فيها على صديق لم أره منذ فترة ، وقد رأيته الآن بينكم، ثم نزل من على المنصة واتجه إلى باب القاعة حيث كان يقف حارس الأمن الهندي في تلك الكلية ،واحتضنه وسلم عليه وتبادل معه بعض الكلمات ، ثم عاد إلى المنصة وألقى كلمته. وبعد أن غادر موكب الرئيس هرع المسؤولون في الكلية إلى ذلك الحارس يسألونه عن علاقته بالرئيس ،فقال لهم : إن الرئيس رجل متواضع ومحترم ، ولم يقل لكم طبيعة عملي معه ، فأنا لست سوى السائق الذي كان يعمل عنده قبل أن يصبح رئيساً ولمن لا يعرف هذا الرئيس «المتواضع»، فهو أبوالقنبلة النووية الهندية ، وصانع مجد الهند الحديثة ، وهو الذي وضعها على طريق استخدام الطاقة النووية حيث كان يسمى «الرجل الصاروخ» ، لأنه كان الأب الروحي لبرنامج الهند الصاروخي ، قبل أن ينتقل إلى مجال الطاقة النووية ، وله شعبية واسعة بين الهنود بمختلف أديانهم وأعراقهم فقد كان يحترم كافة طوائف شعبه ، وقد لقبه الهنود ب «رئيس الشعب»، وهو حاصل على الدكتوراه في الهندسة التكنولوجية ، وحاصل كذلك على 30 شهادة دكتوراه فخرية من أرقى جامعات العالم تقديرا لجهوده ومكانته العلمية ، كما أنه حاصل على عدد من مراتب الشرف ، وتولى رئاسة الهند عام 2002 حتى عام 2007، ومن كلماته: «ما لم نكن أحراراً فلن يحترمنا أحد» أردت بهذا أن أُبَيِّنَ مكانة الرجل العلمية والسياسية ، هذه المكانة التي لو توافر ربعُها لأ حد رؤوسائنا العرب لوضع نفسه بين السماء والأرض (هم بين الارض و السماء بشهادات مزوره) ! لكن الرجل لم يكن من هؤلاء ؛ فقد ترك الرئاسة بعد انتهاء ولايته وترك أبحاثه بعد أن أدى رسالته ، ونسي الناس حياته الشخصية، لكنهم لم ينسوا ذلك الموقف المتواضع ؛ فكم من الناس يملك تلك الصفة.. بل كم مسؤولا تواضع أمام من هو مسؤول عنهم